أسيوط- مدحت عرابي
أعلن الدكتور رئيس جامعة أسيوط أحمد عبده جعيص، عن سعادته البالغة بالنجاح الذي أثمر عنه انعقاد المؤتمر الدولي "دور الإعلام في التصدي للتطرف" في رحاب الجامعة وذلك بالاشتراك مع رابطة جامعات العالم الإسلامي، الذي انطلق في حضور وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، ومحافظ أسيوط المهندس ياسر الدسوقي، كما شهد مشاركة متميزة لنخبة من كبار العلماء والأساتذة والمتخصصين من مختلف دول العالم العربي والإسلامي، مشيدًا بأهمية وتنوع الدراسات والأبحاث التي تناولها الباحثين خلال جلسات المؤتمر المختلفة وعمقها في تناول سبل معالجة تداعيات أفكار الغلو والتطرف التي انعكست في المشهد الدعوى والفكري والإعلامي في الوطن العربي.
كما أوضحت مدير مركز دراسات المستقبل الدكتورة سحر عبد الجيد أن المؤتمر أثمر عن مناقشة نحو 22 بحثًا متخصصًا في قضايا التطرف ودور الإعلام في التصدي له، وذلك على مدار ثلاثة أيام ، متمنيًا أن تحظى هذه المشاركة بالتفعيل المتميز والتواصل المباشر مع كافة الأجهزة والمؤسسات المختلفة لمكافحة التطرف والحد من الآثار السلبية على الفرد والمجتمع، مضيفةً أن المؤتمر تضمن دراسة للدكتورة حنان سعيد السيد مدرس
علم النفس في كلية الآداب في جامعة الإسكندرية حول "سيكولوجية السلوك المتطرف" التي تناولت أبرز الجوانب النفسية لمرتكبي العمليات الإرهابية من خلال نظريات التفسير السلوك الإجرامي وعلاقة الإرهاب في الجريمة عن طريق توضيح الخصائص الأساسية لظاهرة التطرف والفرق بين مصطلحات التطرف والجهاد والاستشهاد، إلى جانب إلقاء الضوء على أبرز صور وأساليب العمليات الأكثر شيوعًا وكيفية التعامل مع ضحايا التطرف من رجال الشرطة والمدنيين ودور الإرشاد النفسي في علاج الآثار المختلفة لهذه الظواهر، وكذلك تأثير التعليم على منع الفرد من التحول إلى التطرف، وعلاقة الأفراد الانتحاريين بالمرض النفسي، ومراحل تحول الفرد العادي إلى متطرف وكيف يتم استقطاب الشباب صغير السن من البلاد المختلفة وإقناعهم بتنفيذ تلك العمليات .
وخلصت دراسة مدير التحرير تهامي منتصر في أخبار اليوم بعنوان " تعاون الإعلام والأمن في مكافحة التطرف والجريمة " إلى ضرورة أن يكون هدف الإعلام الأمني تصحيح الأفكار والمفاهيم الخاطئة، والعمل على تفعيل الصورة الذهنية السلبية المترسخة لدى أفراد المجتمع عن رجال الأمن، مؤكدة على أن الكوادر والكفاءات الإعلامية يجب أن تتحلى بخصائص وسمات من أهمها الصدق والأمانة والإخلاص والقدوة الحسنة والقدرة على التأثير، ومراعاة لغة الجمهور ومستوى عقولهم، وحول " التكامل والتنسيق بين المؤسسات الإعلامية والأمنية فى التصدي للإرهاب حذر أيمن عبد الوهاب مبارك
كبير مراسلين في قطاع الأخبار في اتحاد الإذاعة والتليفزيون في دراسته من أن التطرف يشكل أخطر الظواهر الإجرامية التي عرفتها المجتمعات الحديثة لما يمثله من تهديد خطير على الفكر والعقيدة والكيان السياسي للشعوب، موضحًا أن الإعلام لم يعد مجرد ناقلًا للأحداث والأخبار فقط وإنما أضحى وسيلة لصناعة العقول وتنمية الأفكار ، لذلك ينبغي الاستفادة القصوى منه عبر تقنياته وآلياته الفعالة بهدف تقديم رسالة بناءة تقوى على مواجهة الأعمال الهدامة وتسهم في وضع أسس قوية للحس والوعي الأمني لدى أفراد المجتمع.
وفى سياق متصل أشارت باحثة دكتوراه بعنوان "دور الإعلام العربي في تنمية المسؤولية الاجتماعية" فاطمة الحصى إلى انتشار الكثير من القنوات الفضائية غير معلومة الهوية والهدف في صر والوطن العربي بما تقدمه من مادة إعلامية ودرامية دون المستوى وتتدنى بالذوق العام، حيث تجاهل العالم العربي حقيقة مهمة وهى أن نهضة الإعلام تتمثل في القدرة على إنتاج رسالة إعلامية مبتكرة ونافذة، كما تتناول الدراسة أهمية الإعلام و مدى تأثيره على الطفل من خلال استغلال حاستي السمع والبصر في جذب انتباه بشكل كبير، وكذلك تفسير بعض الظواهر الاجتماعية فى ضوء النماذج المختلفة ودور الإعلام التربوي
في ذلك، كما استعرض الكاتب الصحفي إيهاب نافع في دراسته حول " تحديات الإعلام في مواجهة الإرهاب " العديد من المحاور التي تناولت التطرف وعلاقته بالإعلام - القاعدة والجزيرة نموذجًا" ، والإعلام بين مهنية التغطية والسبق والضمير الإنساني، إلى جانب دور الإعلام في تغطية الجريمة الإرهابية والإجراءات العملية المطلوبة لتقويم دوره وكذلك وسائل التواصل الاجتماعي وصعوبة السيطرة عليها ، ودور الحكومات في مساندة الإعلام في مواجهة التطرف، وذلك في محاولة رصد واقعي منطلق من تجارب خاصة ووقائع قائمة ورؤى ونظريات إعلامية حاكمة للوقوف على حجم التحديات التي تواجه الإعلام في مواجهة التطرف.
أرسل تعليقك