عمان ـ بترا
افتتح الملك عبدالله الثاني بحضور جلالة الملكة رانيا العبدالله الأحد، الموقع الدائم للجامعة الألمانية الأردنية في منطقة المشقر قرب مأدبا، والتي تقدم برامج وخططا دراسية تطبيقية وفقا لما هو متبع في الجامعات الألمانية، وتسهم في تمكين وتنمية المجتمع المحلي.
وأنشئت الجامعة، وهي جامعة حكومية رسمية، بموجب مذكرة تفاهم لمبادلة الدين الأردني بين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ووزارة التعليم والبحث الفيدرالية الألمانية وبدأت التدريس عام 2005 ضمن برنامج البكالوريوس والماجستير.
واستمع جلالة الملك وجلالة الملكة إلى شرح من القائمين على الجامعة عن البرامج والخطط والتطلعات التي تسعى الجامعة لتحقيقها، مثلما اطلعا على مختبر العلوم الذي يقدم برامج علمية لطلبة المدارس.
ويدرس في الجامعة ثلاثة آلاف طالب وطالبة يتم اختيارهم سنويا على أسس وامتحانات قبول خاصة، وأوفدت أكثر من1500 طالب من طلبتها في منح دراسية شهرية وفصلية وسنوية إلى ألمانيا.
وتعمل الجامعة على تأمين التعليم النوعي المتميز للطلبة في مجال العلوم الهندسية والعلوم الإدارية، وتوثيق العلاقة بين مؤسسات التعليم العالي في كل من الأردن وألمانيا في مجال العلوم التطبيقية، وتشجيع البحث والتطوير وتحقيق التطور الاقتصادي والاجتماعي، من خلال تأهيل خريجين متخصصين متعددي اللغات والثقافات يمتلكون المهارات الأكاديمية والاجتماعية اللازمة لتأمين احتياجات سوق العمل.
وحضر الافتتاح سمو الأمير غازي بن محمد كبير مستشاري جلالة الملك للشؤون الدينية والثقافية والمبعوث الشخصي، ورئيس الديوان الملكي الهاشمي رياض أبو كركي، ومدير مكتب جلالة الملك عماد فاخوري، وعدد من كبار المسؤولين الأردنيين والألمان، وممثلي المجتمع المحلي والهيئات الدبلوماسية.
وأكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي وزير للتربية والتعليم الدكتور وجيه عويس خلال حفل الافتتاح، أن الجامعة تتويج للصداقة المتينة التي تربط الشعبين الأردني والألماني، والتي تعززت في العقد الاخير بفضل حكمة قيادة البلدين، مؤكدا عزم الأردن على المضي في تعزيز العلاقات التربوية والأكاديمية مع ألمانيا.
وقال إن الجامعة أسست لتكون متفقة في أهدافها مع خطط تطوير التعليم العالي في الأردن، ونقله نوعيا، بحيث لا تقتصر أهداف مؤسساته على مجرد منح الشهادات الجامعة، بل لا بد أن يصاحب ذلك اكتساب الطلبة للمهارات العلمية، وتنمية قدراتهم التقنية الحديثة، وتمكينهم من تبادل المعرفة والانفتاح على المجتمعات الأخرى ثقافيا وعلميا.
وأضاف عويس ان "ما يدعونا للاعتزاز أن هذه الجامعة وخلال سنوات قليلة تمكنت من تحقيق أهدافها في نقل المعرفة والاستفادة من الخبرات الألمانية في مجال التعليم العالي التطبيقي فأصبحت تشكل تجربة فريدة في المنطقة وانموذجا حيا لما يمكن أن يحقق التعاون بين الدول".
من جهتها، عبرت وزيرة التعليم العالي الألمانية انيتي شافان عن سعادتها بافتتاح الجامعة التي تشكل انموذجا للتعاون بين الدول، مؤكدة أن ذلك من شانه أن يسهم في تقوية التعاون بين الأردن وألمانيا.
كما أعربت عن تقديرها لدور جلالة الملك عبدالله الثاني في تنمية قدرات الإنسان الأردني من خلال تطوير قطاع التعليم.
ونقلت الوزيرة الألمانية في كلمتها تحيات المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لجلالة الملك وجلالة الملكة وللشعب الأردني وللقائمين على الجامعة وطلبتها، مؤكدة أن ميركل مهتمة بمبادرات التعليم وتؤمن بأنها تعزز العلاقات بين الدول.
وأشارت إلى اهتمام بلادها في دعم التعليم، معتبرة أن إنشاء الجامعة مبادرة من اجل المستقبل، وتركز على الشباب عبر إكسابهم الخبرات العلمية والتطبيقية التي توفر لهم مستقبل أفضل.
وبينت أن الجامعة تعد إنجازا مهما كونها تركز على الجوانب التطبيقية التي يحتاج إليها الأردن لتطوير بيئة العمل الذي يرتكز على قاعدة التخصص والخبرة العلمية.
وتضم الجامعة كليات العلوم التقنية التطبيقية، وهندسة الموارد الطبيعية وإدارتها، والعلوم الطبية التطبيقية، وهندسة الحاسوب وتكنولوجيا المعلومات، والعلوم الإدارية واللوجستية، والعمارة والبيئة المبنية، واللغات، إضافة إلى كلية طلال أبو غزالة للدراسات العليا.
وقال رئيس الجامعة الدكتور لبيب خضرا، ان الجامعة أنجزت مرحلتها الأولى من مبانيها بدعم مباشر من الحكومة الأردنية، في حين ساهمت الحكومة الألمانية بدعم مالي من خلال اتفاقية مبادلة الدين بين الحكومتين.
وبين أن الجامعة ستكمل المرحلة الثانية من البناء خلال العامين المقبلين بموجب اتفاقية جديدة مع ألمانيا يتم من خلالها إلغاء 16 مليون دينار من ديون المملكة لدى ألمانيا.
وبين خضرا أن الجامعة تشكل قصة نجاح كبيرة في مجال التعليم العالي الأردني، عبر مسيرة من التميز، إذ أنها تقدم برامج جديدة بخطط دراسية تطبيقية تتبع فيها نموذج الجامعات الألمانية التطبيقية، وهي تثبت انه باستطاعة الجامعات الرسمية الأردنية أن تتخطى حدود الإقليم، وتبني جسورا ثقافية مع العالم.
وأكد أن الجامعة أولت عناية خاصة للمجتمع المحلي في التركيز على إنتاجية المجتمع وزيادة كفايته وإحداث التغيير الإيجابي الاجتماعي والاقتصادي، حيث عملت على توفير فرص عمل لأبناء المنطقة، وستباشر باستحداث العديد من البرامج التنموية والنشاطات العلمية والاجتماعية لخدمة المجتمع المحلي.
يشار إلى أن الجامعة وفرت فرص تدريب عملي للطلبة في القطاع الخاص الأردني قبل توجههم للدراسة والتدريب في ألمانيا، وتعمل على استقطاب الكفاءات العلمية من البلدين وغيرهما من الدول المتقدمة.
أرسل تعليقك