تعتبر المخاوف بشأن انسحاب الطلاب من جامعات بريطانيا نتيجة خروجها من الاتحاد الأوروبي مضللة، وفقًا لأرقام خدمة القبول في الجامعات والكليات المعروفة بـ"يوكاس"، حيث يظهر التحليل أن هناك أرقام قياسية للطلاب الذين قد تقدموا بطلبات للدراسة في الجامعات في العام المقبل.
وتظهر الأرقام الصادرة، الخميس، أن 61440 شخصًا قد تقدموا بطلبات للدراسة في جامعتين رئيسيتين في البلاد أو حصلوا على درجات عليا في عام 2018 بزيادة تصل إلى 7 في المئة عن العام الماضي، في حين ادعى العديد من الأكاديميين أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سيكون كارثة، وسيردع الطلاب الأوروبيين من التقدم بطلبات الالتحاق، في الواقع، فإن العدد المتقدم من داخل الاتحاد الأوروبي قد زاد بنسبة 6 في المئة.
ولعل هذا يمثل انعكاسًا لانخفاض بلغت نسبته 9 في المئة في الطلبات الأوروبية المقدمة في هذا الوقت من العام الماضي، الذي ألقى باللوم عليه بعد التصويت مباشرة على المغادرة، ويظهر التحليل الرسمي الذي أجرته خدمة "يوكاس"، وهي خدمة القبول بالجامعات، أن عدد الطلاب الدوليين الذين تقدموا بطلبات قبل الموعد النهائي في أوائل تشرين الأول / أكتوبر قد ارتفع بنسبة 12 في المئة.
وتظهر البيانات، التي تشمل أرقام لجميع دورات أوكسبريدج "جامعتي أكسفورد وكامبريدج" ومعظم دورات الطب وطب الأسنان والعلوم البيطرية، زيادات في معدلات الطلبات المقدمة في جميع المجالات، تلك البيانات من المرجح أن تحرج جامعة كامبريدج على وجه الخصوص التي حذرت العام الماضي من أنها تستعد لقبول طلاب الاتحاد الأوروبي بانخفاض يصل بنسبة الثُلثين بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
كما حذر عدد من الأكاديميين البارزين سابقًا من هجرة الأدمغة التي تلوح في الأفق، إلا أن خدمة يوكاس قالت إنه لم يكن هناك أي دليل على أن هذه الزيادة كانت سببها الطلاب الذين يحاولون الدخول قبل مغادرة بريطانيا للاتحاد الأوروبي.
وبدلًا من ذلك، أشار متحدث رسمي إلى أن التصنيف العالمي الأخير - الذي وضع أكسفورد وكامبريدج كأكبر جامعتين في العالم - قصد أن الطلاب ما زالوا يتقدمون بطلباتهم، مضيفًا أن قرار الحكومة بتوضيح الرسوم الدراسية، التي بقيت قيمتها 9.250 جنيه إسترليني لطلاب الاتحاد الأوروبي، قد طمأنت أيضًا الطلاب المحتملين.
وقال الدكتور كريستوفر بيكرتون، وهو محاضر في السياسة الأوربية في جامعة كامبريدج: "إن هذه الادعاءات لم تثبت صحتها، ولكن مدفوعة أكثر من ذلك بالرغبة في جعل الناس يشعرون بالخوف ومنعهم من التصويت بالمغادرة"، وأضاف" أنا لست مندهشًا أن هذه المخاوف لم تتحقق، عادة ما ينسي الناس أن لدينا نظام تعليم عالي عالمي".
وردًا على تصريحاته، أكد روبرت هالفون، رئيس لجنة التعليم في كومونس، أن هذه الزيادة أظهرت إن التوقعات الكئيبة للجامعات بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لم تتحقق على أرض الواقع، متابعًا "بعيدًا عن انسحاب الطلاب من جامعات بريطانيا نتيجة خروجها من الاتحاد الأوروبي، تظهر هذه الأرقام بوضوح إن طلاب الاتحاد الأوروبي يواصلون القدوم إلى المملكة المتحدة، كواحدة من أفضل الدول في العالم في مجال التعليم العالي. هذا أمر مشجع بشكل لا يصدق ودلالة على أنه ليس هناك شيء مؤلم سيحدث بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي".
ومن جانبه، أوضح جو جونسون، وزير الدولة لشؤون الجامعات: "هذه الأرقام مشجعة ونحن نرحب بهذه الأدلة المبكرة أن الشباب لا يزالون يدركون المزايا التي يمكن أن يحصلوا عليها عند الحصول على درجة علمية من جامعة في المملكة المتحدة، هذا هو السبب في أن المزيد من الشباب يذهبون إلى الجامعة من أكثر من أي وقت مضى"
وأبرز جونسون: "نحن مستمرون في تحسين النظام الجامعي ونقوم بإنشاء هيئة تنظيمية جديدة، ومكتب للطلاب، لضمان حصول الطلاب على قيمة مقابل المال الذي يدفعونه للحصول على التعليم العالي".
بينما أشار متحدث باسم أوكسفورد، إلى أنه "من دواعي سروره أن تصل الطلبات إلى مستوى قياسي"، مضيفًا أن طلاب الاتحاد الأوروبي ما زالوا ينظرون إلى الجامعة باعتبارها "خيارًا مرحبًا وجذابًا للدراسة الجامعية".
هذا, وسيتم نشر أرقام جميع الجامعات في بداية العام المقبل، بعد غلق الموعد النهائي لجميع طلبات الجامعة في يناير/ كانون الثاني.
أرسل تعليقك