القاهرة ـ مصر اليوم
لأن هذا الأمر شديد الأهمية، وخاصة فيما يتعلق بإرشاد الطفل للطريق الصحيح، كما أنه مهم له فى حياته وخلال مراحل نضجه المختلفة. يجب أن تهتم الأم بملاحظة طفلها، وهو نائم، وهو يلعب، وأيضا وهو يأكل، وأن تبحث عن الصفات التى تميزه، وأن تميز النشاطات التى دائما ما يميل إليها. قد يكون هناك طفل طبعه سهل وهادئ، ويكون مقدما على أى تجربة جديدة بطريقة إيجابية، وفى نفس الوقت قد يكون هناك طفل آخر طبعه صعب بعض الشيء، ويكون غير قادر حتى على التعامل مع مشاعره. وبالطبع فإن شخصية الطفل عندما تكون مختلفة عن شخصية باقى أفراد العائلة فإن هذا الأمر قد يكون صعبا بعض الشيء على العائلة بأكملها. وبوصول الطفل لمرحلة الدراسة ودخول المدرسة فإن شخصيته تكون قد تحددت بشكل كبير وتظل كما هى فى المستقبل. وعلى الأم أن تعلم أن صفات الطفل الشخصية ليس لها علاقة بطريقة تربيتها، ولكن هناك بعض الأمور التى يمكنها أن تتغير فى الطفل من خلال تعاملاته فى المدرسة والمنزل. يجب على الأم أن تحاول فهم الأمور التى من شأنها أن تؤثر على شخصية طفلها وعلى سلوكياته وتصرفاته مما سيجعل ردود أفعالها تجاه طفلها أكثر حكمة وسيكون من السهل عليها فى تلك الحالة خلق بيئة داعمة لطفلها.
إن كل مرحلة جديدة من مراحل نمو الطفل تحمل له ولأهله العديد من التحديات، فعلى سبيل المثال، إن تعليم الطفل كيف يكون مستقلا فى عامه الثانى أمر سيجعل الطفل يتصرف بأسلوب به الكثير من التحدى. إن مشاكل النوم والطعام أيضا قد تظهر عند الطفل خلال مراحل نموه الانتقالية، وفى تلك الحالات يجب على الأم أن تكون صبورة مع طفلها. ويمكن للأم أن تستخدم الفكاهة معه، ولكن عليها أيضا أن تكون حازمة. لا يتصرف الأطفال كلهم بطريقة واحدة حتى لو كانوا في نفس السن أو المرحلة العمرية. ويجب على الأم أن تعلم أن طفلها قد يكون خجولا أو مزاجيا أو غير مرن فى بعض المواقف حتى تتمكن من التعامل معه بطريقة إيجابية. وفى بعض الأحيان قد يكون المكان الذي يوجد به الطفل هو الذى يجعله يقوم ببعض التصرفات غير المناسبة أو غير اللائقة، فإذا كان الطفل مثلا داخل مكان مزدحم، وليس به ألعاب، فهذا الأمر قد يجعله عنيفا بعض الشيء.
إذا كان الطفل فى موقف جديد عليه، فقد لا يعرف ما هو التصرف المناسب الواجب عليه، فقد يطلب مثلا من طفل فى الثانية من العمر أن يشارك ألعابه مع أشقائه أو أصدقائه لأول مرة مع اعتبار أن الطفل فى مثل تلك الحالة يكون غير قادر على استيعاب مبدأ المشاركة. ويجب على الأم أن تحاول عن طريق الصبر والاستمرارية أن تعلم طفلها مثلا أهمية المشاركة. إذا كان طفلكِ يحتاج لمزيد من الاهتمام ومزيد من إظهاركِ الحب له فعليكِ أن تحاولى التعامل مع هذا الأمر بطريقة فعالة وناجحة. إن الطفل إذا كان مرنا فى التعامل فإن هذا الأمر سيكون إيجابيا بكل تأكيد، لأن طبيعة الطفل تلك قد تجعله غير قادر على إكمال أى مهمة.
اعطى طفلكِ الفرصة لكى يعبر عن مشاعره من خلال طرح أسئلة مفتوحة عليه، ويمكنكِ مثلا أن تسألى طفلك عن الأجزاء الجيدة خلال يومه الدراسى أو يمكنكِ أن تسأليه مثلا عن شعوره تجاه كتاب جديد قرأه لأول مرة. إن الطفل وهو صغير يكون أهله هم أكثر من يؤثرون فى شخصيته ومنهم أشقاؤه وجده وجدته.
أرسل تعليقك