يعتبر تعليم الطفل حب أو ممارسة رياضة معينة أمرا شديد الأهمية بالنسبة للطفل، لأنه سيعلمه مجموعة من المهارات الحياتية وسيعلمه النظام والالتزام وكيف يكون لديه حافز، مع الوضع فى الاعتبار أن تلك المهمة قد يكون بها بعض الصعوبات مثل تحديد الرياضة المناسبة لطفلكِ واختيار المدرب والفريق وكيفية تشجيع الطفل دون الضغط عليه. ومن فوائد الرياضة بالنسبة للطفل أيضا أنها تجعله يستمتع بوقته وتحافظ على صحته بصفة عامة ولكنها فى نفس الوقت قد لا تكون طول الوقت مصدر سعادة بالنسبة له، فقد يبدأ الطفل فى الشعور بالضغوطات والإحباط بسبب الرغبة فى النجاح فى رياضة ما.
وأحيانا قد تكون الضغوطات التى يشعر بها الطفل بسبب ممارسة الرياضة أمرا يرجع إلى رغبته فى أن تكون كل الأمور مثالية وقد يقسو على نفسه عندما لا يحقق ما يريد.
ولكن فى أحيان أخرى تكون الضغوطات الموضوعة على الطفل آتية من جانب أهله أو مدرب اللعبة الرياضية التى يمارسها، فهو يصل لمرحلة يشعر بها أن الفوز هو الطريقة الوحيدة التى قد ترضى مَن حوله. وبالطبع فإن كل تلك الأمور السابق ذكرها تؤثر تأثيرا مباشرا على أداء الطفل ومدى استمتاعه بالرياضة التى اختار ممارستها، بل إنها قد تؤثر على طريقة تعامله مع مختلف أمور وتحديات الحياة.
أحيانا قد تركز الأم على رياضة معينة لطفلها منذ الصغر بينما تكون هناك أم أخرى تجعل طفلها لا يمارس العديد من الرياضات فى نفس الوقت، مع الوضع فى الاعتبار أن الأمرين قد يكون لهما آثار شديدة السلبية على الطفل.
فعلى سبيل المثال فإن ممارسة الطفل لرياضة واحدة وحضور تمارينها طوال الأسبوع أمر قد يجعل الطفل يشعر بالملل وأن الرياضة تحولت لوظيفة، بينما قد لا يشعر الطفل بقيمة أو متعة الرياضة التى يمارسها لأنه يمارس العديد من الرياضات فى نفس الوقت.
وفى الحقيقة فإن الطفل الصغير يجب أن يمارس رياضتين أو ثلاثا على الأكثر خلال العام حتى يتعلم العديد من المهارات ليختار مع تقدمه فى السن الرياضة التى يحبها.
ومع مرور الوقت فإن الطفل ستصبح لديه رياضة مفضلة، مع الوضع فى الاعتبار أن الطفل لن يحب دائما نفس الرياضة التى يمارسها صديقه مثلا، مع الوضع فى الاعتبار أن هذا الأمر لن ينجح فقد يكون الطفل مثلا يكره كرة القدم مما قد يجعله يشعر بالفشل إذا أجبرته على ممارسة تلك اللعبة مثلا.
يجب أن تؤكدى على طفلكِ قبل البدء فى ممارسة رياضة معينة إمكانية عدم الاستمرار بعد موسم واحد على سبيل المثال إذا شعر أن تلك الرياضة لا تناسبه.
وبالرغم من أن الطفل قد يستسلم سريعا ويقرر ترك الرياضة إلا أن استمراره فيها لبعض الوقت أمر سينمى العديد من المهارات عنده وفى الحقيقة فإنه قد يقرر الاستمرار فى تلك اللعبة الرياضية.
حاولى أن تكون الرياضة التى تختارينها لطفلكِ مناسبة لشخصيته ولمجموعة مهاراته ويجب أن تكونى كأم حريصة أيضا على حضور التمارين المختلفة مع الطفل وتشجيعه، مع الوضع فى الاعتبار أن مدرب اللعبة الرياضية التى يمارسها الطفل يكون عاملا شديد الأهمية فى مدى حب الطفل للعبة أو للرياضة.
عندما يظهر الطفل موهبة ما فى رياضة معينة فإن الأم يجب ألا تضغط عليه بطريقة مبالغ فيها ولا تنسى فى الأساس أنها شجعت الطفل على ممارسة الرياضة من أجل نموه العاطفى والجسمانى والاجتماعى.
ويجب ألا تركز الأم على الفوز وتصدر الطفل للمراكز الرياضية المتقدمة حتى لا يشعر الطفل بأنه مضغوط ويكون فى خوف دائم من أن يخذلكِ. واحرصى على التحدث دائما مع طفلكِ حول الأمور التى يستفيدها بصفة عامة من ممارسة الرياضة. يجب أن يشعر طفلكِ أنكِ فى موقع إصدار الأحكام حتى لا يؤثر عليه هذا الأمر جسمانيا.
أرسل تعليقك