القاهرة ـ مصر اليوم
لا تعتبر الرياضة من الأشياء التى يفضلها بعض الأطفال ولكن هذا الأمر لا يعنى أن الطفل يجب أن يظل جالسا أمام شاشة التليفزيون، مع الوضع فى الاعتبار أن ممارسة الطفل لنشاط ما يمكن أن يبدأ بخطوة بسيطة مثل التمشية فى الحديقة. وبالتأكيد فإن الرياضة والحركة فى حياة الطفل من الأمور التى تساعد على حرق السعرات الحرارية ولكنها أمور أيضا تعمل على إعطاء الطفل المزيد من الثقة بالنفس. وعلى الأم أن تعلم أن النظام الغذائى للطفل والرياضة فى حياته منذ الصغر أمور ستبقى معها فى كل حياته، مع الوضع فى الاعتبار أن العائلة كلها يجب أن تمارس الرياضة. وبالطبع فإنه إذا كان طفلكِ يعانى من وزن زائد فإن بعض الرياضات قد تكون صعبة بالنسبة له وحرجة بعض الشيء. وتجدر الإشارة إلى أنه إذا كان أحد الوالدين الأب أو الأم يعانيان من السمنة فإنه من المرجح بنسبة خمسين فى المائة أن يعانى الطفل من السمنة، مع الوضع فى الاعتبار أن هذا الأمر سيختفى إذا كان الطفل يمارس الرياضة. وفى كثير من الأحيان فإن الطفل قد يفضل ركوب الدراجة بدلا من الجرى كنوع من الرياضة. وفى الأساس، يجب على الأم أن تراقب طفلها جيدا لتحدد مدى استجابته لمختلف الأنشطة والرياضات ووضع يدها على الأنشطة التى يفضلها الطفل. يجب على الأم أن تعلم أن مشاهدة الطفل للتليفزيون لعدد ساعات طويلة أو جلوسه أمام الكمبيوتر لمدة مبالغ فيها أمور ستضر بصحته أشد الضرر، مع الوضع فى الاعتبار أن الطفل إذا كان أقل من عامين فيجب ألا يشاهد التليفزيون أما إذا كان فوق العامين فيمكنه أن يشاهد التليفزيون ليس لأكثر من ساعتين. ويجب ألا تحتوى غرفة الطفل على تليفزيون وأن يتم وضع الكمبيوتر فى مكان مناسب لكل الأسرة وليس فى غرف النوم. يمكنكِ أن تقومى بشراء بعض الأدوات والأجهزة الرياضية البسيطة ليتم وضعها فى المنزل، مع الوضع فى الاعتبار أنه يمكنكِ تشجيع الطفل على ممارسة الرياضة خارج المنزل. اعلمى أن الطفل لن يكون منجذبا دائما للرياضات المعتادة أو المعروفة مثل كرة القدم أو كرة السلة ويمكن لطفلكِ مثلا أن يتمرن على السباحة أو الفنون القتالية. وعلى الأم أن تدرك أنها يجب أن تعمل على البحث مع الطفل عن الرياضات التى تجذبه وألا تمل من عملية البحث تلك. إذا كانت الأم أو بقية أفراد العائلة قد اعتادوا الجلوس أمام التليفزيون وهم يتناولون الطعام فإن الطفل سيعتاد هو أيضا هذا الأمر وسيرى أمامه أمثلة سيئة لا تشجعه على ممارسة الرياضة. يجب على الأم أن تكون قدوة لطفلها فى ممارسة الرياضة وفى عدد ساعات مشاهدتها للتليفزيون. حاولى أن تقومى بإدخال الرياضة لتفاصيل حياتكِ اليومية فيمكنكِ مثلا أن تمشى بدلا من الاعتماد الدائم على قيادة السيارة وصعود السلالم بدلا من استخدام المصعد. إذا كان الطفل لا يمارس الرياضة بطبيعته فإنه قد يشعر ببعض التوتر والحرج عند ممارسة الرياضة أمام الناس وقد يخاف من سخرية الناس منه وفى تلك الحالة يجب عليكِ أن تكونى داعمة لطفلكِ وأن تقومى مثلا بدعوة أصدقائه لركوب الدراجة أو اصطحابهم للسباحة. وإذا عبر طفلكِ عن رغبته فى الاشتراك فى تدريبات رياضة معينة مثل أصدقائه فشجعيه على هذا الأمر مع الحرص على أن تكون الرياضة أو الفريق الرياضى الذى سينضم الطفل إليه بهم تركيز على تعلم مهارات جديدة والحفاظ على اللياقة البدنية وليس على المنافسة والفوز. يجب على الأم ألا تجبر طفلها على ممارسة الرياضة كنوع من العقاب لأن هذا الأمر قد يجعل الطفل يكره الرياضة بصفة عامة، بل يجب على الأم أن تجعل ممارسة الرياضة للطفل بمثابة المكافأة. وعلى الأم أن تحرص أيضا أن تكون الرياضة جزءا من جدول الطفل بل الجدول اليومي للعائلة بأكملها.
أرسل تعليقك