القاهرة – مصر اليوم
بمجرد ما أن يتم تشخيص الطفل على أنه يعانى من صعوبة أو معوقة تعلم فإن الأهل وخاصة الأم ستبدأ فى الشعور بالقلق على الفور مما إذا كان الطفل سيتمكن من التعامل فى المدرسة أم لا.
وبالتأكيد فإن أى أم تتمنى لطفلها فقط ما هو أفضل دائما ولكن عليها أن تدرك أن نجاح الطفل الأكاديمى ليس هو فقط الغاية الوحيدة فى حياة الطفل، فالمهم هو أن يكون الطفل سعيدا واعلمى أنه مع تشجيعكِ ودعمكِ للطفل فإنه سيتمكن من بناء ثقته بنفسه وسيتمكن أيضا من أن يعيش حياة سعيدة.
كل ما يحتاجه الطفل هو أمور مثل حب ودعم والديه، مع الوضع فى الاعتبار أن تلك الأمور ستجعل الطفل الذى يعانى من صعوبات أو معوقات التعلم يشعر بقيمته ولا يشعر باليأس أبدا مهما تأزمت الظروف.
إذا كنتِ تفكرين فى طريقة تساعدين بها طفلكِ الذى يعانى من صعوبات التعلم فاعلمى أنكِ تبحثين عن طريقة حتى يتمكن الطفل من مساعدة نفسه. واعلمى أن مهمتكِ كأم ليست معالجة الطفل من صعوبات أو معوقات التعلم بل منح طفلكِ الأدوات العاطفية والاجتماعية التى يحتاجها للتغلب على أى تحديات ويجب أن تعلمى أنه مع الوقت فإن تعلم الطفل كيفية التغلب على التحديات التى يواجهها أمر سيجعله يكبر ليصبح أكثر قوة وصلابة.
على الأم أن تتذكر دائما أن رد فعلها تجاه التحديات المختلفة أمر سيكون له تأثير كبير على طفلها، مع الوضع فى الاعتبار أن التفاؤل سيساعد طفلكِ على التحلى بالأمل. هناك عدد من الطرق والنصائح التى يمكنكِ من خلالها التعامل مع صعوبات أو معوقات التعلم عند طفلكِ. وفى البداية يجب عليكِ أن تضعى كل الأمور فى نصابها وعلى الطفل أن يفهم أن صعوبات التعلم ليست أمرا لا يمكن التعامل معه أو التغلب عليه.
وعليكِ أن تذكرى طفلكِ أن كل الناس يواجهون الصعاب وتكمن الفكرة فى كيفية التعامل مع تلك الصعاب بطريقة تجعل الطفل لا يشعر بالإحباط أو اليأس. ويجب على الأم ألا تسمح لأعمال المدرسة الأكاديمية من واجبات وامتحانات أن تلهيها عن دعم طفلها معنويا وعاطفيا.
على الأم أن تجرى أبحاثا خاصة بها عن طرق التعامل مع صعوبات التعلم وبعض الأبحاث العلاجية التى ستتمكنين من خلالها مساعدة طفلكِ على التعامل والتعلم. كونى حريصة على التواصل الدائم مع طفلكِ حتى لو كان الأمر محبطا فى بعض الأوقات. يجب أن تعلمى أنكِ ستكونين مثالا أمام طفلكِ وأنكِ إذا تعاملتِ مع كل الأمور والتحديات بإيجابية وتفاؤل فإن طفلكِ سيحذو حذوكِ وسيرى أن التحديات التى تواجهه هى مجرد عثرة فى الطريق. يجب أن تركزى طاقتكِ على التعامل بالطريقة التى تناسبه. على الأم أن تدرك أن صعوبات أو معوقات التعلم ليست هى التى تحدد شخصية طفلكِ، بل هى تمثل نقطة ضعف عنده فى مقابل العديد من نقاط القوة، ويمكنكِ أن تركزى على مواهب طفلكِ وألا تجعلى حياته تتمحور حول صعوبات أو معوقات التعلم التى يعانى منها الطفل.
ويمكنكِ أن تركزى على تنمية النشاطات التى يتميز بها الطفل وتشجيعه على المواهب المختلفة مع عدم التركيز على الجزء الأكاديمى فقط من حياة الطفل الدراسية. يجب على الأم أن تدرك بصفة نهائية أن المدرسة تمثل فقط جزءا من طريقة التعامل مع صعوبات التعلم عند الطفل وهى لا تمثل الحل النهائى أو الوحيد.
ويجب أن تتعرفى جيدا على الطريقة التى يتعلم الطفل أكثر من خلالها، أى هل يتعلم الطفل أكثر من خلال القراءة أم الكتابة أو من خلال المواد السمعية المختلفة. وبصفة عامة يجب عليكِ أن تشجعى طفلكِ على ممارسة الرياضة التي تعتبر أمرا مهما لعقله وجسمه وتمثل عاملا إيجابيا فى مزاج الطفل وطاقته عموما.
أرسل تعليقك