القاهرة - أ ش أ
أكدت الدكتورة عزة العشماوي أمين عام المجلس القومي للطفولة والأمومة أن الاحتفال باليوم العالمى لمكافحة الاتجار بالبشر يعد مناسبة لإلقاء الضوء علي جهود الدول في مجال مكافحة جريمة من أبشع جرائم انتهاك أدمية وكرامة البشر، لأنها تعد اخطر من جريمة القتل حيث يتعرض ضحاياها لأبشع صور الاستغلال البدني والمعنوي والجسدي من قبل الجناة من المجرمين، وهم في الأغلب عصابات إجرامية منظمة تستغل حاجة وضعف الضحايا ومعظمهم من الأطفال والنساء والمهاجرين غير الشرعيين.
وقالت العشماوي - فى تصريح لها اليوم /الخميس/ - "إن جريمة الاتجار بالبشر تعد من الجرائم متعددة الجوانب حيث تتشابك أضلاعها مع جرائم أخري كالدعارة والاتجار بالأعضاء، والاتجار بالمخدرات والسلاح، وغسيل الأموال والإرهاب، وتهريب المهاجرين، وغير ذلك من أعمال إجرامية تدر بلايين من الدولارات يزيد من خطورتها عدم توفر إحصائيات دقيقة عن الجناة والضحايا، والتطور السريع في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، إضافة إلي إتسام الجناة المجرمين بالدهاء وحرصهم الشديد علي التغيير المستمر في حيل وأنماط الجريمة".
وأضافت أن جريمة الاتجار بالبشر لها أبعاد سياسية واقتصادية وثقافية واجتماعية وأمنية تزيد وتتفاقم في ظل السيولة الأمنية وفي حالات عدم الاستقرار السياسي.
وأشارت إلى أن مصر قد قامت بخطوات إيجابية في مجال مكافحة الاتجار بالبشر منذ سنوات طويلة، حيث صدقت علي اتفاقيتي الرق والسخرة عامي 1926 و1930، كما صدقت علي إتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة وبروتوكولاتها الاختيارية عام 2004، ومنذ ذلك التاريخ حرصت مصر علي أن يكون لها توجه واضح ومنهجية عمل يحتذي بها دوليا فتم إنشاء اللجنة الوطنية التنسيقية لمكافحة الاتجار بالأفراد عام 2007، والتي ضمت في عضويتها كافة الجهات المعنية من وزارات وهيئات وطنية.
وأوضحت العشموى أن اللجنة قامت بإعداد تشريع وطني يعد نموذجا تحتذي به الدول، وهو القانون 64 لعام 2010، وكفل القانون للضحايا حقوقا فاقت الحقوق الواردة باتفاقية الأمم المتحدة، وتضمن لأول مرة عددا من التعريفات النموذجية لماهية جريمة الاتجار بالبشر ومن هم الضحايا، وما هي العصابات الإجرامية المنظمة والعابرة للحدود، كما تضمن القانون المصري باب منفصل لحماية الضحايا تضمن إلتزامات الدولة لحماية الكرامة الإنسانية للضحايا متضمنة إعادة تأهيل الضحايا والعودة الطوعية لغير المصريين، كما تضمن إلتزامات مصر بإعداد وتدريب كوادر من كافة الجهات لضمان إنفاذ القانون.
وأكدت أن مصر حرصت في مرحلة إعداد القانون علي عمل دراسات مقارنة للقوانين الدولية والإقليمية للوصول لقانون يتسق وطبيعة الجريمة في مصر مما جعله قانونا تشيد به الدول دوليا، واستمرارا للنهج الحقوقي التنموي الذي انتهجته مصر فقد أعدت خطة وطنية ارتكزت علي عدة المحاور، وهي المنع وتجفيف المنابع، الحماية، الملاحقة وإنفاذ القانون بالشراكة مع المجتمع المدني، وتبع ذلك تقارير وطنية سنوية تعد بمثابة توثيق ومتابعة للجهود الوطنية منذ عام 2008 متضمنة جهود الملاحقة وإنفاذ القانون والتحقيقات التي تمت، ومنها تحقيقات في جرائم الاتجار بالأطفال وزواج الصفقة والاتجار بالأعضاء.
وأضافت العشموى أن دستور مصر الجديدة 2014 يعد بمثابة الظهير الذي يؤكد علي اهتمام مصر بمناهضة جريمة الاتجار بالبشر والأعضاء، حيث تضمن لأول مرة في تاريخ الدساتير المصرية مادتين لتجريم الاتجار بالبشر والأعضاء، لافتة إلى أن الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة الاتجار بالبشر يعد مناسبة لإلقاء الضوء علي هذه الجريمة والتوعية بحيل المتاجرين وتجديد إلتزام الدول بمكافحة الظاهرة وحماية الكرامة الإنسانية للضحايا.
ونوهت بصعود مصر إلى المرتبة الثانية من ضمن الدول التي تمتثل لمعايير الحد الأدنى لمكافحة الاتجار بالبشر، وهي الدول التي لديها تشريع وطني وخطة وطنية لمكافحة الاتجار بالبشر وجهود حثيثة لملاحقة الجناة وإنفاذ القانون وآلية إحالة وطنية، وذلك منذ عام 2011 بعد أن كانت تصنف علي أنها في المرتبة الثانية تحت الملاحظة، وهي الدول التي لا تمتثل لمعايير الحد الأدنى لمكافحة الظاهرة ولا تبذل جهد لحماية الكرامة الإنسانية للضحايا.
أرسل تعليقك