توقيت القاهرة المحلي 10:17:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تعرف علي شروط الزواج وحقوق المرأة في مصر القديمة

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - تعرف علي شروط الزواج وحقوق المرأة في مصر القديمة

شروط الزواج في مصر القديمة
القاهرة - مصر اليوم

ظن المصريون القدماء إلى أهمية الترابط الأسري، لذا شجعوا الزواج المبكر بمجرد بلوغ الشاب والفتاة السن الذي يسمح بالزواج وتحمل المسؤولية، حفاظًا على نسيج المجتمع وتماسكه.

وأطلق المصري قديما ألفاظًا مختلفة على علاقة الزواج، من بينها "إر- حمت (إتخاذ زوجة)"، كما أطلق على الزوجة اسم "مريت (الحبيبة)" و"نبت-بر (سيدة المنزل)"، ومن أشهر الكلمات أيضا "سنت (أخت)"، و"حمت (زوجة)".

وأكدت نصوص الأدب المصري القديم في أكثر من موضع على ضرورة اتخاذ الشاب زوجة له حفاظًا على استقامته في الحياة، كهذا المقتطف الذي يعود إلى عصر الدولة الحديثة، وهو من تعاليم شخص يدعى "آني" لابنه "خنسوحتب"، يحثه على الزواج المبكر، في نص اطلعت عليه بي بي سي في ترجمته الفرنسية عن النص المصري القديم، في دراسة ضمن نماذج الفكر العالمي لمنظمة اليونسكو بعنوان "نصوص مقدسة ونصوص دنيوية، للعالمة كلير لالويت. ويقول المقتطف:

"يا بني، اتخذ لنفسك زوجة وأنت شاب كي تنجب لك طفلا، فإن أنجبته لك في شبابك، أمكنك تربيته حتى يصير رجلا".

يبدو أن الزواج في مصر القديمة لم يعرف التوثيق الرسمي كعقد بين طرفين قبل فترة العصر المتأخر (القرن 11 إلى القرن الرابع قبل الميلاد، بحسب تقسيم عصور تاريخ مصر القديم.

ويعود أقدم نص يمكن الاطلاع عليه إلى 590 قبل الميلاد، كما عُثر على عقد زواج مكتوب بالخط الهيراطيقي في جزيرة الفنتين جنوبي مصر، يعود إلى عهد الملك نختنبو الثاني (359-341 قبل الميلاد)، وهو محفوظ في المتحف المصري بالقاهرة، فضلًا عن عقد زواج مصري آخر مكتوب باللغة اليونانية، يرجع إلى عام 311 قبل الميلاد.

ويتضمن العقد بنودًا تصل أحيانا إلى نحو 20 بندًا، تحدد شكل العلاقة بين الزوجين تفصيلا مثل: التاريخ، الإعلان (الإشهار)، وطرفي عقد الزواج، وهدية الزوج (المهر)، والمعيشة، والضمان، والانفصال، وحماية الأطفال، والقسم (التعهد)، ومتعلقات شاركت بها الزوجة في المنزل، والمتعلقات المشتركة بين الزوجين، وممتلكات من الوالدين من ميراث، والرهن، والتعويض في حالة الانفصال، والإقرار الختامي، وكاتب العقد، والشهود.

وسلط عقد زواج من عصر متأخر الضوء على مكانة المرأة عند زوجها، عندما تعهد في العقد بأن يقدم لها مقدارًا من القمح كل صباح، ومقدارًا من الزيت شهريا، وراتبا شهريا، فضلا عن نفقات سنوية للعناية بزينتها وجمالها.

ولم يغفل الأدب المصري على الإطلاق إعلاء شأن الترابط الأسري القائم على مبدأ الحب والاحترام للمرأة من طرف الزوج، كهذا المقتطف من تعاليم الوزير "بتاح حتب"، من الأسرة الخامسة:

"إذا أصبحت رجلا معروفا فتزوج، وأحبب زوجتك كما يليق بها، قدم لها الطعام والملابس، فأفضل دواء لأعضائها هو العطر الطيب، أسعد قلبها ما حييت، إنها حقل خصب لولي أمرها، لا تتهمها عن سوء ظن، وامتدحها يقل شرها".

"لا تصدر أوامر كثيرة إلى زوجتك في منزلها، إذا كنت تعلم أنها إمرأة ماهرة في عملها، لا تسألها عن شيء أين موضعه؟ ولا تقل أحضريه، إذا كانت قد وضعته في مكانه المعتاد. لاحظ بعينيك والزم الصمت حتى تدرك محاسنها، يالها من سعادة عندما تضم يدك إلى يدها. تعلم كيف تدرء أسباب الشقاق في بيتك، ولا يوجد مبرر لخلق نزاعات في المنزل، كل رجل قادر على أن يتجنب إثارة الشقاق في بيته، إذا تحكم سريعا في نزعات نفسه".

وحرص المصري القديم أيضا على تأكيد مكانة الزوجة الأم، ولا يوجد أبلغ من هذا النص الوارد في تعاليم "آني" لترسيخ هذا المفهوم في ذاكرة ابنه لحسن معاملة أمه:

"ولدتك بعد تسعة أشهر، لكنها ظلت أسيرة بك، وثديها في فمك طوال سنوات ثلاث كاملة. وعلى الرغم من عدم نظافتك، لم يشمئز قلبها منك، ولم تقل ماذا أفعل؟ أدخلتك المدرسة عندما ذهبت تتعلم الكتابة، ودأبت على الذهاب من أجلك كل يوم، تحمل لك الخبز والشراب من المنزل".
لم تعرف مصر القديمة تعدد الزوجات إلا في أضيق الحدود، على الرغم من عدم وجود نص صريح يمنعه أو يشجع على ترسيخه، وأرجع بعض العلماء ذلك إلى أسباب طبقية وربما اقتصادية، أسهمت في الحد من انتشار التعدد في المجتمع. ورغم إباحة تعدد الزوجات بين الملوك والنبلاء، إلا أنه كان مقيدا بما يبرره.

تزوج بعض ملوك مصر بأكثر من زوجة لأسباب سياسية، كالملك "أمنحوتب الثالث"، الأسرة 18، الذي اتخذ إلى جانب زوجته المصرية "تي" زوجات من بابل وميتاني وآشور.

كما تزوج الملك رعمسيس الثاني، الأسرة 19، بخلاف زوجتيه المصريتين "نفرتاري" و "إيزيس نفرت"، الأميرة ابنة ملك الحيثيين "خاتوسيل" بعد معركة قادش، زواجا سياسيا يعرف بمصاهرة سلام بين الدولتين، وأطلق عليها "ماعت نفرو رع".
كما تشير نقوش مقابر بعض النبلاء إلى اتخاذهم أكثر من زوجة، مثل مقبرة "مري-كا-رع" الذي صُوِّر وإلى جانبه زوجات ست. وأمير آخر يدعى "أميني"، من عصر الدولة الوسطى، كانت له زوجتان، وكانتا تعيشان في ودٍ بينهما.

وتوجد بردية تتعلق بسرقات المقابر في عصر الرعامسة، تشير إلى أن أحد اللصوص، الذين اشتركوا في سرقة مقابر، كانت له أربع زوجات، اثنتان منهن كانتا على قيد الحياة أثناء نظر المحكمة للقضية، وكانتا على وفاق وود، حسبما أشار الفرنسي بيير مونتيه في دراسته عن "الحياة اليومية في مصر في عهد الرعامسة".

أثارت قضية "زواج الملك بابنته" في عصر الدولة الحديثة تحديدا، وفي عهد ثلاثة من أعظم ملوك الفترة هم "أمنحوتب الثالث" و ابنه "أمنحتب الرابع (أخناتون)" و"رعمسيس الثاني"، جدلا تاريخيا بسبب إطلاق لقب "حمت سنو ورت (زوجة الملك العظيمة)" على بنات بعينهن لهؤلاء الملوك دون بقية الأميرات.

والثابت أن هذا اللقب حملته الأميرة "سات آمون" ابنة "أمنحوتب الثالث"، والأميرتان "مريت آتون" و "عنخ إس إن با آتون" في عهد أبيهما "أمنحوتب الرابع (أخناتون)"، والأميرات "نبت عنات" و"مريت آمون" و"نبت تاوي" في عهد أبيهن الملك "رعمسيس الثاني".
لم يغفل الأدب المصري على الإطلاق إعلاء شأن الترابط الأسري القائم على مبدأ الحب والاحترام للمرأة
وربما كانت ترجمة اللقب في حد ذاته سببا رئيسيا في جعل البعض يعتقد أن الملك تزوج زواجا رسميا وفعليا بابنته. لكن بعض العلماء يرون أنه مجرد لقب شرفي تقاسمته الأميرات مع أمهاتهن الملكات في حياتهن. وكان اللقب بمثابة رتبة تجعل الأميرات قادرات على أداء بعض مهام الأم الدينية والاجتماعية والسياسية بالإنابة، لاسيما وأن جميع الأميرات المذكورات بنات لملكات بارزات، هن "تي" و"نفرتيتي" و"نفرتاري، و"است نفرت"، وجميعهن لهن أبرز دور في الحياة السياسية والدينية في تاريخ مصر القديم في عهد أعظم ملوك الدولة الحديثة.

ولا يوجد ما يؤكد على الإطلاق اتخاذ هؤلاء الملوك بناتهن زوجات شرعيات في حياة أمهاتهن الملكات.

حث الأدب المصري الرجل على احترام المرأة وحرمتها، حتى لو لم تكن زوجته، تفاديا للانفلات الأخلاقي الذي قد يقود إلى خيانة زوجية ربما تفضي إلى الطلاق إن كان متزوجا، كهذا المقتطف من تعاليم "بتاح حتب":

"إن كنت ترغب في المحافظة على سلام منزل تزوره، سواء منزل عظيم أو منزل أخ أو منزل صديق أو أي منزل تدخله، تجنب أن تقترب من النساء، فإن المكان الذي هن فيه لا يصلح، فآلاف الرجال تتبعوا هذه المخلوقات الجميلة، لكنهم تحطموا بسببها، وخدعتهم أجسادهن الرقيقة، التي أصبحت أكثر صلابة من الحجر. إن الرغبة لا تدوم إلا لحظة وتمر كالحلم".
كانت العلاقة الزوجية تنتهي في حالة الاتفاق على الطلاق أو وفاة أحد الزوجين. وكانت أسباب الطلاق - التي أشارت إليها الوثائق المصرية هي: حدوث شقاق مستمر وكراهية بين الطرفين، أو عدم إنجاب الزوجة، أو ارتكاب الزوجة جريمة الزنا. وعلى الرغم من أن المجتمع منح الزوج حق معاقبة الزوجة، إلا أنه اشترط عدم الإضرار بها أو سبّها. وكان الزوج يتعهد أمام القضاة بعدم إهانة زوجته وإلا عوقب بمئة ضربة أو جلدة.
حث الأدب المصري الرجل على احترام المرأة وحرمتها حتى لو لم تكن زوجته
وكان نص صيغة الطلاق بين الزوجين عبارة عن توثيق للحقوق بين الطرفين، والاعتراف بحرية كل منهما في الزواج من جديد.

وكان من حق الزوجة في حالة الطلاق بإرادة الزوج، أن تحصل على منقولاتها التي اعترف بها الزوج في عقد الزواج، فضلا عن حصولها على ما يُعرف بتعويض متفق عليه في بداية الزيجة، إلى جانب الحصول على ثُلث الثروة المشتركة التي كونها الزوجان خلال فترة زواجهما.

أما في حالة رغبة الزوجة في الطلاق، فكانت تحصل على كامل الحقوق باستثناء التعويض، الذي تحصل على نصف قيمته فقط. أما لو كان الطلاق بسبب ارتكاب الزوجة جريمة الزنا وثبوت ذلك بالفعل، فكانت تحصل فقط على منقولاتها التي أسهمت بها في تأسيس منزل الزوجية، وتُحرم من جميع الحقوق الأخرى.

تظل حضارة مصر القديمة نموذجًا لفن الحياة، تلك الحياة فائقة البساطة برفعة منزلتها وفلسفتها الفكرية بين حضارات الشرق القديم، وتطرح لالويت تساؤلًا عن أهمية دراسة تاريخ مصر وتقول :"أهي رحلة في مصر القديمة؟ أم هي عودة إلى أصولنا الحقيقة جميعا؟ ليت قراءة هذه النصوص تجعل مصر الغابرة تحيا من جديد."

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تعرف علي شروط الزواج وحقوق المرأة في مصر القديمة تعرف علي شروط الزواج وحقوق المرأة في مصر القديمة



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 09:29 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان
  مصر اليوم - طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 04:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات
  مصر اليوم - المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية

GMT 22:47 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

مبابي يغيب عن نادي سان جيرمان حتى الكلاسيكو

GMT 21:12 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

الزمالك يحصل على توقيع لاعب دجلة محمد شريف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon