القاهرة - مصر اليوم
بعد مضي 40 عامًا على مصرعها، ساهمت التكنولوجيا الحديثة أخيرًا في الكشف عن ملابسات جريمة قتل شابة أمريكية في الحادية والعشرين من عمرها، وحدث ذلك بفضل موقع متخصص في مجال علم الأنساب. وتناول تقرير لصحيفة "ميرور" البريطانية تفاصيل الواقعة، موضحًا أن البداية كانت عندما حصلت الضحية "هيلين بروزينسكي"، وهي من ولاية "ماساتشوستس" الأمريكية على فرصة للتدريب في محطة إذاعية بمدينة "دنفر" في ولاية "كولورادو"، حيث سافرت مسافة أكثر من ألفي ميل سعيًا وراء هذه الفرصة. وأشار التقرير إلى أن الضحية انتقلت إلى ولاية "كولورادو" في بداية عام 1980، حيث أقامت آنذاك برفقة أقاربها، وكانت كل يوم تستقل حافلة للتوجه إلى المحطة الإذاعية بمدينة "دنفر"، وتعود من نفس الطريق ثم تقطع مسافة قصيرة سيرًا على قدميها إلى منزل أقاربها.
وفي السادس عشر من يناير لعام 1980، أنهت "هيلين" عملها وبدأت رحلتها المعتادة للعودة إلى مقر إقامتها، حيث صعدت على متن حافلة، لكنها لم تعد إلى المنزل إطلاقًا، واتصل أقاربها بالشرطة، وبدأت عملية البحث عنها؛ وفي الساعات الأولى من صباح اليوم التالي، تم العثور على جثتها في حقل على مسافة نائية من محل إقامتها، وتبين أنها تعرضت للقتل بعد أن أقدم شخص ما على اختطافها واغتصابها عقب مغادرتها الحافلة، ثم تخلص من جثتها.
وتمكن المحققون من الحصول على عينة حمض نووي للجاني في مسرح الجريمة، لكن التقنيات المستخدمة آنذاك لم تساعد في التوصل إلى مشتبه به، في حين ساعد شاهد عيان المحققين بالكشف عن أوصاف رجل كان قد رآه بالقرب من الحقل الذي عُثِر فيه على جثة الضحية، وتم رسم صورة له بناءً على وصف الشاهد وتوزيعها لكن لم يسفر ذلك عن التوصل إلى أي دليل. وفي عام 1998، أعيد فتح القضية مجددًا حيث أجرى المحققون تحقيقًا على أساس مقارنة عينة الحمض النووي من مسرح الجريمة بقاعدة بيانات وطنية للمجرمين، لكنهم لم يعثروا على أي تطابق.
وفي عام 2017، حاول المحققون كشف غموض الجريمة مجددًا اعتمادًا على قواعد بيانات الأنساب المخصصة لمساعدة هؤلاء الذين يحاولون اكتشاف أسلافهم، وكان يهدفون من خلال هذه الخطوة إلى التوصل إلى أحد أقارب القاتل من خلال الحمض النووي، وبالفعل أثمرت هذه الخطوة عن النتيجة المرجوة، حيث تم تحديد هوية أقارب محتملين للجاني، وضيق المحققون بعد ذلك الاحتمالات إلى شقيقين، تم تبرئة أحدهما، والآخر أصبح المشتبه به الرئيسي. وأفاد تقرير "ميرور" بأن الجاني "جيمس كيرتس كلانتون" يقيم في ولاية "فلوريدا" الأمريكية تحت اسم آخر "كورتيس ألين وايت"، بعد تغيير اسمه بشكل قانوني، لكنه كان يقيم في ولاية "كولورادو" وقت مصرع الضحية، وتحديدًا على مسافة قريبة من محطة الحافلات التي كانت تتردد عليها.
وتبين وجود تشابه بين ملامحه في ذلك الوقت وبين صورته التي رُسمت بناءً على وصف الشاهد، واتضح أيضًا أن الجاني كان في وقت الجريمة قيد إطلاق سراح مشروط بعد إدانته في جريمة اغتصاب تعود لعام 1975 في ولاية "أركنساس"، وقد صدر ضده حكم بالسجن لمدة 30 عامًا على خلفية تلك الجريمة مع وقف التنفيذ لـ10 أعوام، وتم الإفراج عنه بشكل مشروط بعد أربعة أعوام.
وبعد العثور على دليل يشير إلى تورطه في جريمة قتل "هيلين بروزينسكي"، بدأت الشرطة الأميركية تراقبه حتى حصلت على عينة من حمضه النووي، والتي تطابقت مع العينة من مسرح الجريمة، وألقت الشرطة القبض عليه بتهمتي الاختطاف والقتل، ونُقل إلى ولاية "كولورادو". واعترف الجاني، الذي يبلغ عمره الآن 62 عامًا، بجريمته وأعرب عن ندمه وأسفه؛ وخلال إحدى جلسات محاكمته واجه شقيقة "هيلين"، التي تحدثت عنها وعن تأثير الجريمة المروعة التي راحت ضحيتها على العائلة؛ وصدر ضد الجاني حكم بالسجن مدى الحياة. وأكد تقرير الصحيفة البريطانية أن جهود الشرطة والتكنولوجيا الحديثة لعبت دورًا في تحقيق العدالة في قضية "هيلين بروزينسكي" التي أحاط بها الغموض على مدار أربعة عقود
وقد يهمك أيضًا:
متحدثة الخارجية الروسية ترقص في حفل عمل للوزارة
ملكة جمال العرب تستعد لدخول السينما
أرسل تعليقك