قبل 4 أيام، فى منزل متواضع بقرية تابعة لمدينة أسوان، وقفت فتاة عشرينية أمام مرآتها، ترنو بنظرات مغرمة لهيئتها، رغم ما لاح عليها من شرود وقلق، وهي ترسم الرتوش الأخيرة بأدوات التجميل على ملامح وجهها الرقيقة، كانت الفتاة على بعد ساعات قليلة من تحقيق حلمها بالزواج من حبيبها، لكنها لم تتخيل أن مجازفتها بالهروب إليه ستنتهي بها ذبيحة في كرتونة وسط مقلب قمامة، في واحدة من أبشع الجرائم التي شهدتها أسوان مؤخرا.
في ذلك اليوم لم تجد الفتاة "خ.م" 21 سنة، طالبة بالفرقة الرابعة بكلية التجارة، صعوبة تذكر في إقناع والدتها بالخروج من المنزل، كان يكفي أن تخبر والدتها أنها ذاهبة لشراء مذكرات خاصة بدراستها، الأم لم تجد سببا وجيها للاعتراض، رغم سعيها لفرض سيطرة كاملة على الفتاة التي تحب شابا تقدم لخطبتها ورفضته الأسرة مرات عدة: "متتأخريش" ، ربما كانت هذه الكلمة آخر ما ستسمعه الفتاة من والدتها.
من موقف السيارات، تحرك ميكروباص إلى مدينة أسوان، كانت الفتاة في المقعد الاخير، فتحت الكاميرا الأمامية لهاتفها، وتأملت وجهها، لاحظت عددا من الأخطاء في مكياجها، أخرجت علبة أدوات التجميل، ودون أن ينتبه أحد، أضافت عدة لمسات، بدت أجمل وأكثر نضارة، ثم تنهدت في ارتياح، أخيرا سيجمعها بحبيبها بيت واحد.
نزلت الفتاة من الميكروباص، اتصلت بحيبيها، أخبرها أنه ينتظرها، حثت خطاها، كانت تلهث وكأنها تسابق الزمن لترتمي في أحضان قدرها الأخير، كانت تتخيل حلمها المعذب بالزواج من حيبيها على بعد خطوات، لكنها لم تتوقع أن يكون مجرد رغبة مستحيلة، تسوقها إلى أحضان قبرها بدلا عن أحضان حبيبها.
أشرق وجهها عندما فتح لها حبيبها باب الشقة، دخلت فرحة، لم تعبأ كثيرا بوجومه الواضح، أغلق الشاب باب الشقة، سألته عن موعد ذهابهما للمأذون، جلس الشاب وأشعل سيجارة، أخرج كلماته الصاعقة دفعة واحدة: "أنا فكرت كويس.. أنا مش بتاع زواج".
عقدت الصدمة لسان الفتاة للحظات، كانت تبحث عن كلمات، لكنها لم تتمالك نفسها وانهارت: "أنت بتهزر"، نهض الشاب وأخبرها أنه جاد، ثم اقترب منها وحاول تحسس مناطق حساسة من جسدها فدفعته بعيدا عنها، لكنه انقض عليها وحال اغتصابها فقاومته: "أنت جاية تعملي شريفة دلوقت أنت جاية برجليكي".
صرخت الفتاة، مرعوبة، هددته بأنها ستفضحه ولن تستسلم له، ثم حاولت دفعه من جديد، والهرب فلحق بها، ثم أسقطها أرضا، وكمم فمها بلاصق، ثم قيد ذراعيها وساقيها، لكن الفتاة ظلت تقاومه، فلم يجد مفرا من التقاط سكين كان على مقربة منه وذبحها خوفا من الفضيحة.
حسب تحريات المباحث فقد اتصل الشاب بصديق له، يعمل سائق "توك توك"، الذي حضر إليه، وقاما بوضع جثة الفتاة في كرتونة كبيرة وحملوها إلى مقلب قمامة خلف مرشح مياه بمدينة أسوان، وألقوا الجثة هناك حتى جرى العثور عليه وإبلاغ الشرطة.
وكشفت التحريات الأولية، أن الفتاة تدعى "خ.م.ا" تبلغ من العمر 20 سنة، جرى العثور على جثتها في منطقة عشوائية بمطلع الصداقة الجديدة خلف مرشح المياه شرق مدينة أسوان، وتبين أن الجثة كانت مقيدة بـ"بلاستر" على فمها ويديها وقدميها، وبها آثار ذبح وكدمات بالرأس.
وتمكنت أجهزة البحث الجنائي من ضبط القاتل أثناء اختفائه بمحافظة المنيا، كما تمكنت من ضبط قائد مركبة "التوك توك"، واعترف بارتكاب الواقعة، وجرى اتخاذ الإجراءات القانونية، وأحيل إلى النيابة العامة التي نسبت لصديق الفتاة تهمة القتل العمد بينما نسبت لسائق التوك توك تهمة إخفاء معالم الجريمة ومساعدة متهم على الهرب، وقررت حبسهما لمدة 4 أيام على ذمة التحقيقات.
وأثبتت التحريات أن الفتاة غادرت منزل أسرتها وذهبت إلى حبيبها للتحدث في إتمام الزواج منها، وخلال حديثهما احتدم الخلاف بينهما فقتلها واستعان بصديقه الذي يعمل سائق "توك توك"، وتخلص من الجثمان بإلقائه في منطقة زراعية، بينما تبين عدم صحة رواية تداولها الأهالى عن خطف الفتاة وقتلها لرفض أسرتها دفع الفدية.
قد يهمك ايضا
القصة الكاملة قتل فتاة أسوان الهاربة برفقة حبيبها للزواج منه وكان مصيرها القتل
الكشف عن هوية قاتل فتاة أسوان
أرسل تعليقك