دبي ـ وكالات
تحت رعاية حرم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي سمو الأميرة هيا بنت الحسين رئيسة سلطة مدينة دبي الطبية افتتح أمس في دبي مؤتمر "الرواد في الرعاية الصحية" الذي يشكل جزءاً أساسياً من أنشطة وفعاليات الدورة الـ 38 من معرض ومؤتمر الصحة العربي. ويعقد المؤتمر تحت شعار "تلبية الاحتياجات المستقبلية" من خلال الارتقاء بالمحصلة النهائية لنتائج التمريض السريرية والتصدي لظاهرة تفاقم انتشار الأمراض غير المعدية في المنطقة العربية.
وخلال الكلمة الرئيسية للمؤتمر، ألقت سمو الأميرة هيا بنت الحسين الضوء على أهمية الشراكات الناجحة في الوصول إلى أنظمة رعاية صحية مستدامة ذات مستوى عالمي .. مؤكدة الحاجة إلى إنشاء بيئة ذات معايير أخلاقية عالية، تشكل أرضية خصبة للبحوث والتطوير، ومنصة للتعلم جاذبة للعقول والمستثمرين للاستثمار والاستقرار في المنطقة.
نظام فتي
وقالت سموها "إن نظام الرعاية الصحية الفتي في هذا الجزء من العالم يجب أن يقلل اعتماده على النماذج العالمية القائمة كما هي، بل ينبغي على المنطقة أن تعدّل وتكيف هذه النماذج بما يتوافق مع الاحتياجات المحلية لشعوبها.. فاستيراد الكوادر الإدارة العليا من مواقع عالمية مختلفة دون إعداد وتدريب الطاقات المحلية اللازمة لدعم تلك المنظومة لن يكون أمرا مجدياً ولا نافعاً".
وأضافت سمو رئيسة هيئة سلطة مدينة دبي الطبية " تبقى غايتنا جميعاً توفير أفضل رعاية صحية ممكنة لشعوبنا، وتدريب أفضل الأطباء واستبقائهم لدينا مع توفير البيئة المثلى التي من شأنها دعم تطوير مهارات وقدرات الكوادر الطبية، إلا أنه لا بد لنا من اعتماد منهجية جديدة في العمل والارتقاء بأسلوب تنفيذها، فغالباً ما يكون التخطيط بسيطاً والتنفيذ أصعب بكثير.. فنظام الرعاية الصحية لدينا ينبغي أن يستجيب أولاً وقبل كل شيء لاحتياجات شعوبنا بناء على أدلة وبيانات واضحة وينبغي أن يكفل تغطية صحية شاملة للجميع وأن يتم أخذ تلك الأسس والمبادئ في الاعتبار حتى نبني قدراتنا ونؤسس شراكات حقيقية طويلة الأمد، مع شركاء يتقاسمون ثمار وتحديات أي عمل مشترك".
حضر المؤتمر معالي عبد الرحمن محمد العويس، وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، وزير الصحة بالإنابة، وعيسى الميدور، مدير عام هيئة الصحة في دبي، والدكتور علاء علوان، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لمنطقة شرق المتوسط إلى جانب حشد من الخبراء والمتخصصين والتنفيذيين.
تفقد الأجنحة
وقامت سمو الأميرة هيا بنت الحسين بجولة رافق سموها خلالها معالي عبد الرحمن العويس وعيسى الميدور وعدد من كبار المسؤولين، شملت مختلف قاعات وأروقة معرض الصحة العربي الذي يشغل مساحة شاسعة من قاعات مركز دبي التجاري العالمي. وتوقفت سموها عند أجنحة وزارة الصحة، وهيئة الصحة في دبي، وشركة أبوظبي للخدمات الصحية "صحة"، ومدينة دبي الطبية، وجناح شركة سيمنس العالمية، وعدد من الأجنحة المحلية والعالمية الأخرى .
واطلعت سموها خلال الجولة على أهم المعروضات التي تمثل أحدث التجهيزات والتقنيات المستخدمة في مجال الرعاة الصحية وإدارة المستشفيات ومستلزمات المختبرات وتصوير الأشعة وغيرها من التقنيات المتطورة التي يُعرض العديد منه لأول مرة عالمياً في دبي.
شارك في المؤتمر لفيف من كبار التنفيذيين والخبراء العالميين في مجال الصحة، ومنهم ستيفن ج. تومسون، الرئيس التنفيذي لمؤسسة جون هوبكنز الطبية الدولية؛ توماس ميلر، الرئيس التنفيذي، لحلول العملاء في شركة سيمنس لقطاع الرعاية الصحية، في ميونيخ - ألمانيا؛ جيمس ك ستولر، رئيس معهد التعليم، وعلاج التنفس في كليفلاند كلينيك، رئيس إدارة الأمراض التنفسية والحساسية وطب العناية المركزة، في كليفلاند كلينيك بأوهايو- الولايات المتحدة الأميركية، وجيلبرت إتش مدج، الرئيس والمدير التنفيذي، في شركة "شركاء الرعاية الصحية الدولية"، وأستاذ الطب، في كلية هارفارد الطبية، في ماستشوستس - الولايات المتحدة الأميركية.
عنصر لا يقدر بثمن
وقال ستيقن تومسون الرئيس التنفيذي لمؤسسة جون هوبكنز الطبية الدولية "إن تطوير القادة الدارسين والحاصلين على تدريب جيد عنصر لا يقدر بثمن من أجل الوصول إلى تحسّن مستدام في تقديم خدمات الرعاية الصحية.. وتوجد حاجة كبيرة لتمييز الأفراد الذين يتمتعون بإمكانيات ريادية واعدة كي نستطيع أن نقدم لهم برامج القيادة والتدريب التي تساعد في صقل مهاراتهم.. إن القوى المحركة باتجاه تقديم خدمات الرعاية الصحية الحديثة تحتاج إلى متطلبات كبيرة من الأنظمة الصحية والأفراد الرواد في هذا المجال".
وأضاف " لقد أصبحت الحكومات في دول المنطقة أكثر إدراكا لزيادة الطلب على العناية التمريضية السريرية عالية الجودة وخدمة العملاء، حيث أصبحت الرعاية الشخصية تقدم كحل في العديد من الدول في المنطقة".
وناقش المؤتمر - الذي اختتم أعماله أمس بالتوازي مع فعاليات مؤتمر الصحة العربي في دبي- إمكانية تشغيل المستشفيات كنماذج أعمال تجارية وتأثير ذلك- في حال وجوده - على نوعية الخدمات الطبية المقدمة، وعواقب إدارة المستشفى من قبل إدارة مهنية محترفة غير طبية. كما تمت مناقشة مسألة كلفة الرعاية الصحية وإتاحتها لغالبية الناس، على التوازي مع أهمية المحافظة على قيادة قوية في معاهد الرعاية الصحية، حيث إنه من الضروري ممارسة استراتيجيات وقائية لضمان مستقبل أكثر صحة وسلامة من خلال تنفيذ حملات وبحوث تساعد الحكومات والأفراد إلى جانب الجهود الطبية والمالية.
واختتم مؤتمر الرواد في الرعاية الصحية، الذي نظمته شركة إنفورما للمعارض قسم علوم الحياة أعماله اليوم في إطار فعاليات معرض الصحة العربي 2013 بمقر مركز دبي الدولي للمؤتمرات والمعارض. وأبرزت نقاشات المؤتمر وجود رغبة قوية لدى سكان منطقة الشرق الأوسط في زيادة مستويات الجودة والسلامة في مراكز الرعاية الصحية التي يتلقون فيها العلاج، حيث يحظى رصيد الكوادر الطبية من الدورات التدريبية والشهادات باهتمام مراجعي تلك المراكز بهدف الاستشفاء.
قيادات رائدة
قال الدكتور جيمس ستولر، رئيس المعهد التعليمي في كليفلاند كلينيك بأوهايو "يحتاج قطاع الرعاية الصحية العالمي إلى قيادات رائدة، وذلك بسبب التحديات التي نواجهها جميعنا في تقديم أمثل رعاية للناس، ومنها ضمان الجودة، وتأمين النفاذ إلى مصادر الرعاية الصحية وإتاحتها لجميع الناس.. وبما أن الكفاءة في الريادة ليست جزءاً من المنهج التعليمي التقليدي في تدريب الأطباء والعلماء فإن الالتزام بتطوير الرواد في الرعاية الصحية أصبح ضرورة ماسة، وخصوصاً في إطار أهداف مؤتمر بأهمية مؤتمر الصحة العربي".
أرسل تعليقك