توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مكافحة الختان وإنقاذ الحياة الجنسية للإناث

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - مكافحة الختان وإنقاذ الحياة الجنسية للإناث

جبيوتى ـ وكالات

ما بين 130 و 150 مليون امرأة يعانين من تشويه الأعضاء التناسلية - معظمهن في أفريقيا، بما فيها بعض البلدان العربية. ولكن الظاهرة تمتد لتصل إلى ألمانيا. أطباء وناشطون اجتماعيون ورجال دين يجدون أنفسهم معنيين بالأمر.جواهر كومار تنحدر من الصومال، جاءت إلى ألمانيا مع عائلتها وهي فتاة صغيرة. عندما بلغت سن العشرين ذهبت لزيارة وطنها، لتكون شاهدة على جنازة في قرية الأجداد: الجنازة تعود لفتاة صغيرة تم ختانها فتعرضت لنزيف حاد. "كما شاهدت حالة أخرى"، تقول جواهر التي تبلغ اليوم 36 عاما من العمر: "امرأة حامل كانت تعاني آلام المخاض. لم يسبق لها أن زارت أي طبيب، ولم تتوفر هناك أجهزة للفحص بالموجات فوق الصوتية في المنطقة، وأقرب مستشفى يبعد 900 كم، تحديدا في العاصمة مقديشو. وبعد ولادة الطفل تمت خياطة الجرح لدى المرأة". القابلة تفاجأت بأن المرأة ولدت توأماً لم تكن تتوقع ذلك. وتضيف جواهر: "استمرت معاناة المرأة، وآلامها تضاعفت. عندها نقلوها إلى مقديشو في رحلة استمرت يومين بالسيارة. نجت ولكن الطفل الثاني لم ينج". الأدوات المستخدمة عبارة عن شفرات الحلاقة، ولكن أيضا سكاكين المطبخ وكِسر الزجاج أو أغطية العلب المعدنية. تكرار استخدام ذات الأداة لأكثر من حالة يساعد على انتشار الأمراض مثل فيروس متلازمة نقص المناعة -الإيدز والتهاب الكبد.منظمة الصحة العالمية تُعَرِف تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية أو ما يُعرَف بختان الإناث بأنه "جميع الطرق التي تهدف إلى إزالة جزئية أو كلية للأعضاء التناسلية الخارجية للأنثى أو تؤدي إلى جرحها".حوالي 15 % من النساء تعرضن لما يُعرف بالختان الفرعوني، وتتحدث التقارير الدولية بأنها تُمارَس في دول عربية أيضا هي الصومال والسودان ومصر وجيبوتي، واليمن بشكل أقل.العواقب وخيمة على الصحة كما يقول اختصاصي الأمراض النسائية الألماني كريستوف تسيرم، الذي تخصص في المعالجة وتقديم الاستشارة للنساء ضحايا الختان: ​​"إذا كان المهبل مُغلقا بسبب التشويه، فإن هذا يؤدي إلى صعوبة كبيرة في إخراج البول ومفرزات الحيض وهذا ما يؤدي إلى عودة جزء منها وتراكمها. وهذا ما يشكل أرضا خصبة للعدوى. ما قد يؤدي لاحقا إلى حدوث أمراض شديدة في المسالك البولية والكلى. الرحم والمبيضان وقناتي فالوب قد تتعرض للالتهابات هي الأخرى". وحتى عملية التبول بحد ذاتها قد تستمر في بعض الحالات لمدة ثلاثين دقيقة، مسببة آلاما شديدة. واهر كومار تعرضت للختان عندما كانت فتاة صغيرة. خضعت لعدة عمليات جراحية في ألمانيا للتخلص من آثار الختان. لدى زيارتها للصومال صُدمت بأن هذه العادة لا تزال تُمارَس في الصومال إلى اليوم. وهذا ما دفعها إلى تأسيس جمعية "أوقفوا التشويه"، متخذة من مدينة دوسلدورف مقرا لها، وعن ذلك تقول في حوار مع DW: "المهاجرون الذين يأتون إلى هنا (ألمانيا)، يجلبون معهم هذه المعضلة. هذا ما حفزني لتأسيس الجمعية عام 1996". وفقا لتقديرات منظمة حقوق المرأة (Terre des Femmes) يعيش في ألمانيا حوالي 30 ألف امرأة تعرضت للختان، وهناك 6 آلاف فتاة معرضة لخطره. ضغط الأسرة الموجودة في الوطن يلعب في هذا السياق دورا كبيرا، كما تؤكد كومار: "خاصة الجدات من جهة الأم أو الأب يبعثن بالرسائل"، والرسالة هي ذاتها دائما: "يجب أن تختنوا بناتكم! أو أحضروهن إلينا، نحن نقوم بذلك".جواهر - الأم لثلاثة أطفال - تذهب إلى المدارس ودور الحضانة لتنصح المربين حول أفضل السبل للتوعية حول هذه القضية. كما تقوم جمعيتها بدور هام مع المهاجرين الأفارقة، فتوضح ذلك: "العديد من الأُسر القادمة حديثا إلى ألمانيا تلجأ إلينا وتطلب منا المساعدة لدى الدوائر الألمانية وكيفية التعامل مع إجراءاتها. نحن نذهب معهم إلى هناك ونكسب بالتالي ثقتهم. وبعد ذلك نوضح لهم أيضا الأمور حول تشويه الأعضاء التناسلية للإناث. كثيرون لا يعرفون بأن ذلك محظور في ألمانيا، ويشعرون بالصدمة عندما يعلمون بأن ذلك قد يحرمهم من حق حضانة الطفلة". في العام الماضي  نجحت الجمعية في حماية 17 فتاة من فقدان أنوثتها.سيدة أخرى هي فادومو كورن تعمل في ذات المجال؛ تتواصل مع عائلات المهاجرين من الصومال ودول أفريقية أخرى، كما تُخبرنا في مقابلة مع DW: حيث تحذر تلك العائلات بأن ختان الإناث يُعاقب عليه بالسجن في ألمانيا ويتم ترحيل من يقومون به. فادومو تنحدر هي الأخرى من الصومال، وتعرضت لذات المصير؛ أي الختان وهي طفلة صغيرة. لذلك تسعى بكل جهودها لوضع حد للمأساة. 29 دولة، بينها 28 دولة أفريقية واليمن الوحيدة من خارج القارة السمراء، لا يزال ختان الإناث يمارس فيها إلى اليوم، رغم أن بعضها حظره قانونا، كما هو الحال في مصر التي أكدت فيها المحكمة الدستورية العليا مؤخرا على تجريم ختان الإناث. الختان لم يبرره أي دين من الأديان الرئيسية في العالم، ومع ذلك لا يزال هذا المفهوم الخاطئ مستمرا حتى الآن. لذلك فإن لكلام رجال الدين الذين يتحدثون ضد الختان أهمية خاصة، وسواء أكانوا مسلمين أو مسيحيين أو غيرها من الأديان والمعتقدات.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مكافحة الختان وإنقاذ الحياة الجنسية للإناث مكافحة الختان وإنقاذ الحياة الجنسية للإناث



GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:52 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

GMT 09:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 21:45 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

فجر السعيد تفتح النار على نهى نبيل بعد لقائها مع نوال

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 20:43 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

الأمير هاري يتحدث عن وراثة أبنائه جين الشعر الأحمر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon