لم تكن "دعاء م."، صاحبة الـ27 عامًا ، ربة منزل، تتخيل أن استضافتها لوالدتها "نعمة أ." في منزلها، ستكون سببًا في مقتل طفلها الوحيد الذي رزقت به بعد ٨ سنوات من الزواج، خنقت الجدة التي تعاني من اضطرابات نفسية وهلاوس، حفيدها محمد الذي لم يكمل عامه الرابع، وأيقظت ابنتها "اصحي أنا قتلت ابنك".
وجلسن عدد من النساء أمام منزل متهالك من ثلاث طوابق في شارع "علي ماهر" في منطقة الليمون في المطرية، ,متشحات بالسواد في انتظار وصول جثمان الضحية بعد الانتهاء من عرضة على الطب الشرعي في مشرحة زينهم.
وتقول إحدى الأهالي ,توفي جد الضحية"،قبل سنتين بعدها أصيبت الجدة "نعمة" بحالة نفسية سيئة، "كانت متخيلة أن الكل عايز يخلص منها"، وتابعت : غادرت المتهمة مسكنها في مدينة السلام وأخذت من الشارع مأوى لها، وفشلت محاولات أبنائها في إعادتها.
تقول الجارة" قبل شهرين نشبت مشاجرة بين والد الطفل وأحد جيرانه وتم سجنه على ذمة القضية، بعدها استضافت دعاء أمها، "راحت جابتها من مسجد السيدة زينب، ومن أول ما وصلت كانت بتتخانق مع كل الجيران وبتقولهم" كلكوا عايزين تقتلوني".
تتذكر حنان، في إحدى الأيام طلبت المتهمة منها كوب ماء، وما أن أعطتها الزجاجة، ألقتها في وجهها قائلة "إنتي عايزة تسميني".
يوم الواقعة
وتشير عقارب الساعة إلى السابعة من صباح الخميس قبل الماضي، الهدوء يسود المنطقة قطعه صوت صراخ دعاء والدة الضحية "إلحقوني أمي قتلت ابني".
توضح أم أحمد أن الأهالي هرعوا لاستبيان الأمر فإذا بدعاء تحمل الضحية فاقدًا للوعي والمتهمة تجلس بجوارها تردد عبارات غير مفهومة منها" قتلته زي ما قتلتي ابني، قتلته زي ما كنتوا عايزين تقتلوني".
سارع عدد من الجيران لنقل الضحية إلى مستشفى المطرية العام لإسعافه، فيما تحفظ آخرون على المتهمة حتى وصلت الشرطة.
تقول أم أحمد: أخذت المتهمة تردد "مش عارفه ايه اللي خلاني عملت كده .. دا ابن بنتي حبيببي.. كنت بقعد عليه بالراحة مكنتش قاصده اقتله".
"وتصف أم أحمد,حالة الطفل قبيل نقله إلى المستشفى لإسعافه بواسطة الأهالي أملًا في إنقاذ ,قائلة "جسمه كله أزرق" ، إلا أنه فارق الحياة قبل وصوله، ليتم إيداعه ثلاجة المشرحة الملحقة بالمستشفى.
كان قسم شرطة المطرية، تلقى إشارة من مستشفى المطرية العام، تفيد استقبالها الطفل "محمود ح."، متوفيًا نتيجة أسفكسيا الخنق.
واتهمت الأم "دعاء" والدتها "نعمة"، والتي تعاني من حالة نفسية وعصبية وسبق علاجها في مستشفى الصحة النفسية بالعباسية، بقتل ابنها.
واعترفت المتهمة أمام المقدم محمود الأعصر، رئيس مباحث المطرية، بقتل حفيدها قائلةً إنها لم تقصد قتله ولكنها شاهدت أشخاصًا يحاولون قتلها وقتل المجني عليه، فقامت بوضع مخدة على وجه الطفل، وكتم أنفاسه لمنعهم من الاعتداء عليه".
أرسل تعليقك