في منتصف ديسمبر الجاري، أطلق أحمد مهران، أستاذ القانون العام ومدير مركز القاهرة للدراسات السياسية والقانونية، مبادرة، للحد من ارتفاع نسب الطلاق في مصر، على حد تعبيره، أطلق عليها «زواج التجربة».
واستنبط «مهران» فكرة المبادرة من أرقام الإحصاءات الرسمية، التي تشير إلى ارتفاع نسب الطلاق في مصر خلال السنوات العشر الأخيرة، بمعدل حالة طلاق كل دقيقتين و١١ ثانية.
ودلل «مهران» على صحة الأسس التي قامت عليها مبادرته، استنادًا لموروث «قائمة المنقولات»، التي توثق ملكية كل من الزوجين من قطع أثاث أو أجهزة كهربائية أو ما شابه، ويلتزم كلا الطرفين بردها إذا ما طٌلب منه ذلك، ويوافق عليها طرفي عقد القران دون أي ضغينة.
ما هو «زواج التجربة»؟
على نفس منوال «قائمة المنقولات»، سيوقع طرفي عقد القران، قسيمة قانونية، تتضمن بعض الشروط التي تنظم حياة كلًا منهما مع الآخر وفقًا لرؤيتهما المشتركة، كالأمور المادية، أو أمور عمل الزوجة من عدمه، ومدى موافقة الزوجة لتعدد زيجات زوجها من عدمه، ومدى الرغبة المشتركة في الإنجاب، وغيرها من الأمور التي تعد بمثابة دستور حياتهما، ويعد عقد القران لاغيًا في حالة تراجع أيًا من الطرفين عن أي بنود تضمنها تلك الوثيقة.
ليس ذلك فحسب، أقترح «مهران» خلال مبادرته، أن يحدد المقبلون على الزواج مدة معينة في العقد، تكون بمثابة فترة معايشة أولية، تتراوح ما بين 3 إلى 5 سنوات، ولا يجوز الطلاق في هذه المدة، لكي يستطيع الزوجان الحكم على التجربة، وإصدار نتائج حقيقية بعد اكتمال فترة المعايشة، ولكي طرف منهما الحق أن ينهي الزواج إذا أراد بعد تلك الفترة دون شروط.
أما في حالة طلب أحد الزوجان الطلاق قبل انتهاء المدة، فإذا كان الرجل هو من طلب، فيمنحها نفقتها وعدتها ومتعتها كاملة ومؤخر صداق وقائمة المنقولات كاملة، ومسكن الزوجية في حالة إذا كانت حاضنة، أما إذا كانت الزوجة هي من طلبت الطلاق فلابد أن تعيد الشبكة والمهر فقط.
كيف استقبل المجتمع المبادرة؟
فور إعلان «مهران» عن مبادرته، تلقى وابل وسيل من الهجوم شنه رواد مواقع التواصل الاجتماعي في مصر على المبادرة وصاحبها على مدار الأسبوعين الماضيين، وحاول مهران بعدها تهدئة الأوضاع، فخرج في مقطع مصور عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، قال خلاله: «قررت أن أكون أول من يطبق على نفسه زواج التجربة في مصر، ومنتظر أن أرى من هي التي ستشاركني وتوافق أن تتزوج بنظام التجربة».
وأوضح «مهران» خلال حديثه: «ما أعنيه بزواج التجربة ليس ما يعرف بزواج المتعة أو المسيار، ولكن التزام الزوجين بالشروط التي اتفقا عليها في العقد الملحق لعقد القران وفقًا للمدة المحددة قبل الحكم على تجربتهما بالنجاح أو الفشل.
رأي الفقهاء
في هذا السياق، قال الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، تعليقًا على مبادرة «زواج التجربة»، أن وضع شرط المدة يبطل عقد القران.
ويضيف «كريمة»، خلال استضافته ببرنامج «مصر بلدنا»، المذاع على قناة «الحدث اليوم» الفضائية: «لطرفي عقد الزواج أن يتفقان على شروط حياتهما معًا وفقًا للشريعة الإسلامية، ولكن أن يحدث أن يحدد الطرفين مدد معينة فهنا يحدث الخلط في الأوراق».
ويردف «كريمة»: «زواج التجربة زيه زي زواج المتعة عند الشيعة وأن حدث ذلك ووافق أي زوجين مقبلين على الزواج على هذه المبادرة فعقد قانهما باطل وما يحدث بينهما زنا، لأن شرط المدة ألغى عقد القران».
ويستشهد «كريمة» بقول رسول الله «المسلمون عند شروطهم إلا شرطًا أحل حرامًا وحرم حلالًا» ليؤكد على بطلان شروط «زواج التجربة»، مختتمًا حديثه باعتبار أن تلك المبادرة انبثقن من الانفلات المجتمعي السائد حاليًا وجرأة البعض على الدين.
وقد يهمك أيضًا:
محكمة الأسرة تقضي بتطليق مصرية من زوجها أجبرها على مشاهدة الأفلام الإباحية
زوج يُجبر زوجته على مُشاهدة الأفلام الجنسية ومحكمة مصرية تقضي بتطليقها
أرسل تعليقك