توقيت القاهرة المحلي 10:17:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تعرف على أصغر إرهابية بريطانية يصدر ضدها حكم بالسجن المؤبد

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - تعرف على أصغر إرهابية بريطانية يصدر ضدها حكم بالسجن المؤبد

البريطانية صفاء بولار أصغر إرهابية
لندن - مصراليوم

أصبحت البريطانية صفاء بولار أصغر إرهابية يصدر حكم ضدها في البلاد بالسجن المؤبد لمدة لا تقل عن 13 عامًا، وذلك لإدانتها للتخطيط لعمليات إرهابية في الأراضي البريطانية.

وتبلغ صفاء من العمر 18 عامًا، وكانت تستعد للجلوس لامتحان الشهادة الثانوية عندما تم إغراؤها من قبل المقاتل الداعشي ناويد حسين، وهي من مدينة كوفنتري، وكان عمرها وقتذاك 15 عامًا، وقد أخفت خطتها المستوحاة من داعش في محادثات مشفرة أطلق عليها اسم "حفلة شاي"، وبصدور الحكم يوم الجمعة تصبح العضو الأخير الذي يتم سجنه ضمن أول خلية نسائية إرهابية تحاكم بعقوبة السجن في بريطانيا.

وكانت صفاء تخطط للوصول إلى سورية للزواج من حسين الذي تواصلت معه عبر الإنترنت، لكن الشرطة أحبطت محاولتها، وقد قتل الداعشي في غارة بطائرة بدون طيار في الأراضي السورية، وبدلًا من الوصول إلى سورية للقيام بأعمال إرهابية هناك، فقد كان مشروع بولار الهجوم بواسطة السلاح على المتحف البريطاني بالاشتراك مع والدتها "44 عامًا" وشقيقتها الكبرى "22 عامًا".

طفولتها ونشأتها

ونشأت صفاء وشقيقتها رزلين في شقة على جانب نهر التايمز في فوكسهول في طريق قريب من المخابرات البريطانية، من والدين من أصول مغربية وفرنسية، انفصلا عندما كانت صفاء في السادسة من عمرها، وفي حين حافظت على علاقة جيدة مع والدها، فقد اتهمت والدتها أثناء المحاكمة بأنها امرأة عنيفة وكانت تسيء إليها وتمارس الانتقام، في منزل فوضوي كان على البنات أن يدافعن فيه عن أنفسهن، وتقول إن والدتها مينا كانت ترمي بالأكواب وتبصق فيها، وفي اليوم التالي تتصرف كأن شيئًا لم يحصل، لتقول إنها تحب أطفالها بشدة.

وفي واقع الأمر لم تكن العائلة متدينة، لكن مع كبر البنات فقد بدأت مينا تتبنى رؤية محافظة باتجاه الإسلام في تعليمهن وتقاليد الأسرة، لكن دون تعليم ديني صحيح، بحسب تعليمات وجدت في الإنترنت تتعلق بالعائلة.

تعاليم صارمة

كانت السيدة مينا تحاضر بناتها عن التستر، وعندما اكتشفت أن ابنتها رزلين وهي في سن الـ 16 تتحدث مع رجل عبر الإنترنت غضبت جدًا، خاصة أن البنت ظهرت وهي تلبس الأزياء الغربية وتضع الماكياج بوضوح، وقد اعتدت على ابنتها التي فرت بعيدًا عنها، عندما كانت صفاء تتحدث مع الأولاد في مدرستها على هاتفها، كانت تجد الترويع من أمها ويصادر منها الهاتف، ومن ثم جعلتها مينا تلبس الثياب الإسلامية المحافظة، وتحت ضغط الأم المستمر، فإن شقيقة صفاء بدأت تتبنى رؤية والدتها المتشددة في التأقلم مع العالم والنظر للحياة.

تعاطف مؤقت مع السكري

وقد ساءت حياة صفاء في الـ 14 من عمرها عندما تم تشخيصها بمرض السكري من النوع الأول، الذي يتطلب حقن الأنسولين مدى الحياة، وقد ذكرت في المحكمة أن التشخيص بالسكري جعلها سعيدة في البداية، حيث بدأت الأم تهتم بها وتوليها الرعاية و"تتعامل معي مثل أميرة صغيرة"، لكن بعد مضي شهر أو نحو ذلك، واعتياد الأم على الوضع، فقد كانت صفاء مضطرة للبدء في إدارة مرضها بالسكري بنفسها "حيث لم تعد تهتم بي وكان وضع المرض يتفاقم معي"، وقد تم إدخالها مرارًا إلى المستشفى، لكن مع ذلك كان المنزل قد تحول إلى مكان محاضرات دينية، مع قليل من طريق الأبوة والأمومة.

الهروب من المنزل

وفي رمضان فقد أجبرت الوالدة مينا ابنتها على الصيام رغم أن الدين الإسلامي يبيح لها الإفطار باعتبار أنها شديدة المرض بالسكري، وقد أدى هذا الوضع إلى تضايق البنت التي قررت الهروب من هذا الوضع، وبالفعل فرت من المنزل بتاريخ 29 أغسطس 2014، وكتبت في مذكرة تركتها خلفها تقول: "هذا المنزل لم يعد المكان المناسب لي".

لكن هروبها لم يدم طويلًا، إذ تم العثور عليها في حديقة محلية اسمها "شايلد لاين"، وتمت إعادتها إلى البيت مجددًا.

لا ردة فعل مع صدور الحكم

وفق القاضي، فقد لعبت صفاء دورًا قياديًا متقدمًا في التخطيط للهجوم على المتحف البريطاني بالبندقية، مؤكدًا أنها كانت تعلم ما الذي تقوم به وتتصرف بوعي تام وعيون مفتوحة، وكانت آراؤها المتطرفة متجذرة جدًا، ولم يصدر عن بولار أي ردة فعل عندما أدينت بتهمتين تتعلقان بالإعداد لأعمال إرهابية، وهي تتلقى قرار الحكم بالسجن مدى الحياة.

وقد أقرت شقيقتها رزلين (22 عامًا) ووالدتها مينا ديتش في جلسة سابقة بالمشاركة في التخطيط للهجوم، بعد اعتقال صفاء من قبل الشرطة في أبريل من العام الماضي، وكشفت السلطات عن خطة الهجوم عبر الإنترنت ومنزل العائلة في فوكسهول جنوب لندن، بعد عملية تصنت، حيث خططت أختها الكبرى لهجوم بالسكين على قصر وستمنستر بمساعدة والدتهما، وتم سجنها مدى الحياة بمدة لا تقل عن 16 عامًا، فيما حكم على الأم بالسجن لمدة ستة أعوام وستة أشهر.

محاولة رزلين الهروب إلى سورية

عودة لصورة العائلة في 2014 والفوضى في البيت، فإن الأخت الكبرى رزلين حاولت الهرب إلى سورية، لكن تم إيقافها من قبل الشرطة بعد مكالمة من أختها صفاء وأخ أكبر لهما، وتم العثور على رزلين وأعيدت من اسطنبول إلى لندن قبل أن تكون قد وصلت إلى سورية، وقد جرى التحقيق معها من قبل الشرطة والخدمات الاجتماعية حتى كان هناك شعور باستقرار حالها.

وخلال المحاكمات أخبرت صفاء القاضي بأن رزلين أجبرت على الزواج من قبل والدتها من رجل كانت أختها قد تعرفت عليه فقط لمدة خمسة أيام، وبينما كان لديهما فيما بعد طفلة، سرعان ما انفصل الزوجان عن بعضهما، وفي ذلك الوقت، بدأت صفاء تشعر ببعض الاستقرار، حيث اكتسبت سيطرة أكبر على مرض السكري، لكنها لم تكن سعيدة بشكل عام في حياتها.

ما بعد هجمات باريس والطريق إلى داعش

كان لهجمات باريس في نوفمبر 2015 أثرًا كبيرًا على صفاء بولار، وقد أرادت بعدها أن تعرف أكثر ما الذي يعنيه داعش، وهل كمسلمة لديها دور يمكن أن تساهم به مع التنظيم المتطرف، وذلك بالنظر إلى محاضرات والدتها لها عن كونها يجب أن تكون مسلمة جيدة، وأدى بها البحث عن داعش إلى التواصل مع امرأة عبر الإنترنت تقيم في الرقة بسورية، كانت من أوائل وأكبر الدعاة للتنظيم من النساء الناطقات باللغة الإنجليزية. وقد قابلت تلك المرأة صفاء جزئيًا ضمن مئات النساء الأخريات عبر الإنترنت.

وذكرت صفاء في المحاكمة، أن ذلك كان لها أمرًا مميزًا ومثيرًا "إذ لم يكن يسمح لي بالخروج مع أصدقائي من المدرسة، لهذا كان هؤلاء الأصدقاء مثيرين"، تعني أصدقاء الإنترنت من الدواعش، وقد كان واحد من هؤلاء المعنيين رجلًا سوف يغير حياتها إلى الأبد، يدعى ناويد حسين، وهو بريطاني من أصل باكستاني، يبلغ عمره ضعفها، وقد غادر إلى سورية مع صديق له في يونيو 2015، وبرغم أنه لم يكن ثمة لقاء جسدي بين الطرفين، إلا أنه كانت هناك رومانسية مغلفة أشبعت فضول الفتاة وانغلاقها في البيت.

العلاقة مع حسين والزواج

في البدء كان حسين يقوم بإرسال صور لصفاء تظهره في وضعية حياة صاخبة وجيدة وتبعده عن أجواء الحرب، بخلاف صورة واحدة أرسلها لها تظهره وهو يقف بجوار سجين أعدم علنًا، وقد هدف من خلال ذلك أن يغوي الفتاة بأن تصل لقناعة بالعيش إلى جواره، ومع اقتراب موعد الجلوس لامتحان الشهادة الثانوية كانت تجلس معه تتحدث لمدة تصل إلى 12 ساعة في اليوم الواحد عبر الإنترنت.

وتقول صفاء عنه: "كان شديد الاهتمام بي، لطيفا جدًا، ممتعا للغاية. كانت هذه هي المرة الأولى التي أتلقى فيها هذا النوع من الاهتمام من الذكور"، ومثلها مثل العديد من الرومانسيات، فقد عاشت الأجواء الإلكترونية، وفي أغسطس 2016، كانت تقيم في منزل جدها في المغرب، بعيدًا عن حياتها الفوضوية في لندن.

وفي تلك الفترة بالمغرب وخلال أسبوعين أتيح لها أن تجري محادثات عميقة مع حسين حول مستقبلهما، وكتب لها حسين "أنا أحبك. اشتقت إلى لمسك، للتأكد من أنك حقيقية وأنني لا أحلم"، وردت عليه "وأنا أيضًا".

وفي مقابلات القبلات "الافتراضية" فقد أرسل لها حسين صورة لحزامه الناسف، وحيث وعدا بعضهما بأن يلتقيا في سورية وهناك سوف يفجران نفسيهما معًا في وجه العدو، وقد كانت تلك المحادثة بحسب المدعين، تمهيدًا للتخطيط للأعمال الإرهابية التي تورطت فيها صفاء.

قبل ذلك انتقلت العلاقة بينهما إلى الزواج الذي تم في "احتفال" سري أُجري على تطبيق مراسلة بين صفاء وحسين واثنين من الشهود، مع "شيخ داعش" و"ولي أمر" جاؤوا على عجل على الإنترنت، وبينما كانت تستعد للعودة إلى المملكة المتحدة، حذفت صفاء على الفور جميع المشاركات ووعدت بإبقائها سرًا.

فكرة السفر إلى سورية

أخبرت صفاء المحققين أنها وأختها تحدثتا عن الهروب إلى سورية في عام 2016 وفي الوقت الذي قررت فيه "الزواج" من حسين، اتفقتا على أنهما ستغادران المملكة المتحد، لكنهما كانتا بالفعل تحت رقابة أجهزة الأمن، حيث تم استجواب صفاء عند وصولها إلى منزلهما ببريطانيا، من عطلتها في المغرب، وصادرت الشرطة هاتفها وجواز سفرها، وبينما اعترفت صفاء بالتحدث إلى ناويد حسين وخطتها للذهاب إلى سورية، لم تكشف عن "الزواج" منه.

رؤية الدفاع عن صفاء

بالنسبة لصفاء فإنها وبحسب جويل بنّاثان التي تولت الدفاع عنها، فإنه تم زجها في التطرف وهي في الخامسة عشرة من عمرها، لكنها الآن تتجنبه ولم تعد تتبع العقيدة الإسلامية، وقال إن المدعى عليه "لم يعد ذلك النوع من الأشخاص" المشار إليهم، مضيفًا: "هذه وجهة نظر المراهقين، يمكنهم التغير بشكل كبير وسريع".

وكانت خولة البرغوثي "21 عامًا" صديقة صفاء قد اعترفت بالتستر على خطة الهجوم بالسكاكين حول قصر ويستمنستر مع رزلين وأنها مذنبة، وحكم عليها بالسجن لمدة عامين وأربعة أشهر.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تعرف على أصغر إرهابية بريطانية يصدر ضدها حكم بالسجن المؤبد تعرف على أصغر إرهابية بريطانية يصدر ضدها حكم بالسجن المؤبد



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 09:29 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان
  مصر اليوم - طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية

GMT 22:47 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

مبابي يغيب عن نادي سان جيرمان حتى الكلاسيكو

GMT 21:12 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

الزمالك يحصل على توقيع لاعب دجلة محمد شريف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon