توقيت القاهرة المحلي 16:26:26 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تأثير التطور التقني على حياة المراهقين

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - تأثير التطور التقني على حياة المراهقين

لندن ـ وكالات

غزت الأجهزة المتطورة حياتنا العصرية وأصبح لا غنى عنها في تصريف أمورنا من أبسطها لأعقدها وأصبح اقتناؤها أمرا حتميا، وكأن الإنسان قبل ظهورها لم يكن يحسن القيام بأبرز مهامه الحياتية ولم يكن يعي كيف يدير شؤونه الشخصية. مع تعدد أشكال الأجهزة المتطورة وخروجها في صور جذابة ومغرية للعين بدأ تهافت المراهقين على اقتنائها واستغلالها في الدرجة الأولى في الترفيه والاستمتاع وقضاء الوقت، ولا لوم عليهم في ذلك طالما أنه يحدث بموافقة الوالدين ومباركتهما، فالمشكلة تبدأ بتقديم جوال متطور أو حاسوب متعدد الإمكانات للابن المراهق الذي لا يعي قيمة الجهاز ولا يحسن استغلاله فيما يجدي. لا جدال في أن للأجهزة المتطورة استخداماتها المفيدة الهائلة، لكن لا يمكن إنكار حقيقة أن العديد ممن يحرصون على اقتنائها ومسايرة كل ما هو جديد منها يجهلون قيمتها ولا يستغلونها على النحو السليم. إذا تأملنا التأثيرات السلبية للإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي التي بات استخدامها ضرورة لا غنى عنها ضمن البرنامج اليومي لشريحة ليست بالهينة من مراهقي اليوم، فهي ليست وسيلة للتعارف والاتصال، بل وسيلة للانغلاق والانعزال!.قد يندهش البعض من هذا الافتراض، ولكنها الحقيقة فهي تعزل المراهق عن بقية أفراد أسرته وتدخله إلى عالم افتراضي يتعامل فيه مع أصدقاء لا يعرف عنهم إلا ما ينشرونه عن أنفسهم من معلومات قد تكون زائفة. مع ذلك لا يمكننا أن نتجاهل فوائد التواصل عبر الإنترنت وقدرته على تقريب الأشخاص وتناقل الخبرات، إذا ما أحسن المستخدم استغلال إمكاناته، وهذا ما ينقص مراهق اليوم. يتيح الإنترنت في وقتنا الراهن إمكانات متعددة من الممكن استغلالها فيما يأتي بالنفع على المراهقين، فهو يتيح تبادل المعلومات بسرعة وسلاسة في وقت خلال اليوم ولأي عدد من الأصدقاء، ما يجعل منه وسيلة مثالية لتبادل الخبرات والتواصل مع أصدقاء جدد ينتمون إلى مختلف بقاع الأرض، وفي الاتصال بالأهل والأصدقاء ممن تفرق بين المراهق وبينهم مسافات طويلة، ولكن إذا تأملنا هذه النوعية من الصداقات فهل هي علاقات طبيعية وسليمة تغني عن التواصل المباشر؟ هل يغنينا الإنترنت عن زيارة الأحباب والمقربين والجلوس معهم للتسامر والتندر واسترجاع اللحظات الطيبة؟ بالطبع لا، فهو بذلك يزيد التباعد ويحجم وسائل التواصل في الدردشة وتبادل الرسائل النصية. ذا تأملنا استخدامات أجهزة الجوال والحاسوب اللوحي ومشغلات الوسائط المتعددة فسنجد أن معظمها موجه للترفيه وإضاعة الوقت رغم إمكانية استخدامها في أمور نافعة. رغم تعدد هذه النوعية مالأجهزة، ينحصر استخدامها في سماع الأغنيات ومشاهدة البرامج وممارسة ألعاب الفيديو والدردشة والتقاط الصور، وهذه الاستخدامات لا تستحق بذل المال من أجل الحصول على تلك الأغراض، فالإنفاق على مثل هذه النوعية من الأشياء مضيعة للمال. الأسوأ من إضاعة المال التعود على استخدام الأجهزة في تلك الأغراض دون غيرها ومواصلة استخدامها على هذا النحو لفترات طويلة حتى يصبح ذلك كالإدمان الصعب الإقلاع عنه. والأسوأ من ذلك كله هو انزواء المراهق عن بقية أفراد أسرته وانشغاله بتلك الأجهزة لساعات وفقدانه الرغبة في التواصل مع الأهل والمشاركة في المناسبات الاجتماعية. لا يمكننا أيضا تجاهل أثر الاستخدام المتواصل لهذه النوعية من الأجهزة على السمع والبصر، ناهيك عن تأثيرها على المخ بما تصدره من ذبذبات وإشعاعات أثبت الطب ضررها، وإن كانت تأثيراتها السلبية لا تظهر إلا بعد سنوات من الاستخدام المعتاد، ما يصعب مهمة التحذير منها. للأجهزة المتطورة تأثيراتها الإيجابية والسلبية على المراهق، والعاقل هو من يحسن استغلال الإيجابيات ويجنب نفسه مخاطر السلبيات. لا يمكننا أن ننكر توفيرها الاتصال بسهولة وسرعة فائقتين وتوحيدها الاختلافات بين البشر وتسهيلها نقل الخبرات، ولكن مع ذلك لا يمكننا أن نغفل عن إضاعتها للوقت وإلهائها المراهقين عن ضرورة التواصل مع بقية أفراد الأسرة.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تأثير التطور التقني على حياة المراهقين تأثير التطور التقني على حياة المراهقين



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 09:08 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

لعبة Sea of Thieves تتوافر مجانا مع جهاز Xbox One X

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طائرة "مناحم بيغن" تتحول لفندق ومطعم

GMT 21:48 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

بالميراس يقترب من التعاقد مع دييجو كوستا

GMT 18:37 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

شركات المحمول تتجه لرفع أسعار الخدمات خلال 3 شهور

GMT 08:43 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الصحة في ورطة بسبب "التقرير المفقود" بشأن "كورونا"

GMT 07:47 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

تطورات جديدة في واقعة الاغتصاب الجماعي لفتاة داخل فندق

GMT 00:41 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمر ربيع ياسين يكشف آخر كواليس معسكر منتخب مصر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon