القاهرة ـ مصطفى ياسين
نظّمت وزارة الشباب والرياضة في المدينة الشبابية في أبو قير في الإسكندرية معسكرا بمشاركة 250 فتاة من أعضاء أندية الفتاة بالتعاون مع أكاديمية الماهر لتنمية المهارات الحياتية، تحت شعار "تنمية المهارات الحياتية والمهنية لعضوات أندية الفتاة في مراكز الشباب علي مستوى مصر"
تضمن البرنامج على مدار فترة المعسكر تنفيذ مجموعة من اللقاءات منها القدرات والإمكانات الكامنة وتنفيذ ورش عمل تناولت المهارات الحياتية بأنواعها وكيفية اكتسابها وإدارتها وفن ومهارات التواصل وقوة الإدراك والتعريف بالخرائط الذهنية بالإضافة إلي التطرّق للألوان السبعة في التفكير والثقة بالنفس وتقدير الذات وغيرها من الموضوعات الحياتية التي تفيد الفتيات في حياتهن العملية والعلمية، وهذا يعكس حرص الوزارة التام واهتمامها بالفتاة المصرية في كل مكان على مستوي جميع المحافظات، وبرنامج المعسكر يهدف إلي تنمية المهارات الحياتية للفتيات في كافة مهارات التواصل وتنمية السلوك والعادات الإيجابية والدافعية الذاتية نحو إنجاز المهام وتنمية مهارات حل المشكلات لديهن.
وطالبت المشاركات في المعسكر, فتيات مصر بالالتفاف حول مشروع قومي يخدم المجتمع، والمشاركة في تحمّل المسؤولية والعمل الإيجابي الذي يخدم الوطن دون الاعتماد على الحكومة أو الدولة في حل مشكلات المجتمع ومشاركة الفتيات والشباب في العمل العام هو حل يضمن تقدم ورقي المجتمع المصري.
المهارات الحياتية
وقد ناقش الدكتور ماهر عزت- مُحلّل النظم وخبير التنمية البشرية- نظام" 7 H " كطريقة إبتكارية للتعليم والتي تشمل العقل والعواطف والمشاعر والعطاء والصحة النفسية والبدنية والأسرة والمجتمع والسعادة والتناغم، حتي يستفيد منها الإنسان في تطوير الذات والوصول إلي النجاح والهدف وكيفية إدارة المهارات الحياتية والمهنية بدءاً من مراحل التعليم الأولى، وحتي البحث العلمي وسبل بناء الشخصية الإيجابية وتغيير سلوك الفرد من سلبي إلي إيجابي بهدف تحقيق السعادة والهدف في الحياة العملية والعلمية وأهمية الوعي والفهم للوصول إلي تغيير حقيقي للسلوك، وضرورة الاهتمام بالتعليم باعتباره هو بداية خطوات التطوير وبناء الحضارات فكر الأنظمة لابد وأن يعتمد على تحقيق التكامل والتفاعل والمنهج العلمي الذي بدوره يحقق النمو المستمر في المجتمع وبناء الحضارات.
وأوضح د. ماهر أن فكرة "7 H " تمثل تحليلا شاملا لكل ما يحتاجه الإنسان من علوم وتفكير وقيم ومفاهيم بهدف الوصول إلي التفكير الإيجابي وتغيير السلوك وأنماط الشخصيات وتأثيرها علي السلوك للإنسان والتي تشمل الشخصية الحركية المُعبّرة المُحلّلَة والودودة، مُبيناً سبل تجويد شخصية الإنسان وتعديل سلوكها للمسار الصحيح وأهمية مرونة الشخص في تعاملاته الحياتية مع الآخرين، وضرورة تطبيق مهارات التواصل والتفاعل مما يساعد علي التكيُّف والنجاح وتحقيق الأهداف المنشودة في التعامل مع الآخر وقبول آراء ومعتقدات وفكر الآخر وعدم استغلال السلطة والنفوذ في فرض السيطرة علي آراء الآخرين، والتوافق وقبول الآخر من خلال تفعيل ثقافة الحوار والمناقشة بين فئات وطبقات المجتمع المختلفة، يُمثل علاجاً سحريا لمشكلات البلاد مما يجعل الشعوب تتقدم وتتطور وتُبدع في كافة المجالات.
التفكير الإيجابي
وناقشت أميرة شعبان، مُدرِّبة التنمية البشرية، مفهوم التفكير الإيجابي ودوره في نجاح تنمية مهارات التواصل لدى الإنسان في المجتمع وعلى الجانب الآخر مفهوم التفكير السلبي وتأثيره على الفرد والمجتمع وعلى تحقيق الأهداف, وأوضحت سمات الشخصية الإيجابية وسُبُل التفكير الإيجابي وكيفية مواجهة التحديات التي يواجهها الإنسان في المجتمع من خلال السلوك الإيجابي وعلى ضرورة تجنّب السلبية في التفكير للوصول إلى النجاح وتحقيق الأهداف المنشودة وسبل التعامل مع العقل البشري يبدأ من التفكير الإيجابي للإنسان والسلوك الإيجابي لهما دور أساسي في تحقيق النتائج وتطوير الذات والتفكير الإيجابي للفرد يدفعه للتخطيط الجيّد وتحديد الأهداف، وبالتالي يجعل للإنسان قدرة علي تحمّل المسؤولية واتخاذ القرار السليم، ومن ثمّ القدرة على القيادة من خلال استخدام مهارات التواصل والتفاعل مع المجتمع ووصول الإنسان لمرحلة القدرة على المسؤولية واتخاذ القرار، يدفعه للعمل والاجتهاد على تحقيق التنمية والتقدم دون انتظار مساندة الحكومة أو إلقاء اللوم علي الأنظمة في عدم حل المشكلات أو معالجة الأمور وضرورة نشر ثقافة العطاء والتواصل مع الآخر من خلال العمل العام والعمل التطوعي وكذلك تعاون ومشاركة المجتمع المدني في تقديم خدمات وأفكار إبداعية تفيد البلاد وتساهم في تنمية المجتمع المصري وتعمل علي النهوض ومساندة الطبقات المُهَمّشة.
وأكدت أميرة شعبان أن المعسكر يعكس اهتمام وزارة الشباب والرياضة بالفتاة المصرية وتشجيعها علي تطوير وتنمية مهاراتها الحياتية والمهنية لكي تستطيع تقلّد المناصب القيادية وبناء أسرة فعالة في المجتمع، والمعسكر ساهم في تطبيق أنماط الشخصيات على الفتيات المشاركات، والتركيز على سلبيات وإيجابيات كل فتاة منهن للقيام برحلة لاكتشاف الذات مما يُمكّنهن من التعامل والتواصل الجيد والأمثل مع الآخرين، وبالتالي تحقيق الوحدة والتناغم في نسيج المجتمع من أجل تجنّب الخلافات والصراعات بين الأفراد للمساهمة في بناء المجتمع.
أرسل تعليقك