توقيت القاهرة المحلي 00:23:04 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وصفت الأمم المتحدة الأحداث بإبادة عرقية

طفلة تسرد معاناة مسلمي الروهينغا في بنغلاديش

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - طفلة تسرد معاناة مسلمي الروهينغا في بنغلاديش

مسلمي الروهينغا
دكا ـ ريتا مهنا

تشبثت الطفلة تاليسما بيزوم بوالدتها خائفة ومصابة بشدة، على إثر هجوم غير إنساني، إذ قامت قوات في ميانمار بإلقاء قنبلة يدوية خارج منزلها، وتسببت تفجرها في حرق رأس الطفلة الصغيرة، وأصيب جرحها الآن بالعفن، وتخشى أم الطفلة ذات الثمانية شهور من أن ابنتها قد لا تنجو.

وشقت أريتا طريقها بصعوبة لثمانية أيام للهروب من الجحيم الذي خلقته قوات الجيش في منطقة راخين في ميانمار لإجبار مسلمي الروهينغا على ترك المنطقة، والآن وجدت نفسها في جحيم آخر – حيث شبكة من 12 مخيمًا فقيرًا على الحدود مع بنغلاديش حيث ينتظر 700000 لاجئ يائسين الحصول على المساعدة، وهي وصلت إلى السلامة من خلال الصعود إلى قارب صيد مكتظ لعبور نهر ناف، وتقف الآن وسط بحر من اللاجئين الذين ينتظرون إدخالهم إلى كوكس بازار - على بعد 70 ميلًا جنوب العاصمة المالية لبنغلاديش شيتاغونغ.

طفلة تسرد معاناة مسلمي الروهينغا في بنغلاديش

وحكت أريتا ما حدث في منزلها، فقالت "جاء الجيش إلى بيتي وأطلق الرصاص على منزلي، قاموا بتعذيب الناس في القرية ثم ألقوا قنبلة بالقرب من منزلي، واشتعلت النار في رأس طفلتي"، وأكملت: "لم يكن هناك شيء يمكننا القيام به، حاولنا تهدئتها للحفاظ على سلامتها، وذهبنا إلى الطبيب في ميانمار ولكن لم يكن هناك دواء، أنا خائفة، لا أعرف ما إذا كانت ابنتي ستبقى على قيد الحياة أم تموت، أنا أمها وليس بيدي شيء لأفعله".

وازدحمت هذه المخيمات عندما فتحت رئيسة الوزراء البنغلاديشية الشيخة حسينة الحدود، بعدما بدأت حملة الإطاحة بشعب الروهينغا يوم 25 أغسطس/آب، وصل نصف مليون شخص منذ ذلك الحين، بالإضافة إلى 200000 شخص كانوا هناك بالفعل، الآن تجري مياه المجاري على الأرض الغارقة، مع رائحة عفنة تعلو المخيم الواقع على 2000 فدان، وتهدد الأمراض القاتلة ساكني الخيام بينما تحول الأمطار الموسمية الطرق إلى مستنقعات، مما يعوق وكالات الإغاثة.

وحكى الهاربون من جحيم ماينمار قصص مثيرة للحسرة عن الإعدام والحرق العمد والاعتداءات الجنسية، شاهدت ساجدة بيجوم 25 عامًا عاجزة اقتحام القوات لقرية نابورا حيث كانت تعيش في ولاية راخين في ميانمار، وتوفيت بناتها ياسمينارا 5 أعوام، وشوكاتارة 7 أعوام عندما أحرق الجنود منزلهم الخشبي، مع نظرة فارغة حكت عن محاولاتها من دون جدوى للوصول إلى طفلتاها قبل أن يتحول المنزل ذو السقف من أوراق الشجر إلى رماد، وبعد سبعة أيام فقط قُتل زوجها محمد، 26 عامًا، برصاصة واحدة عندما عادت القوات نفسها، كل ما استطاعت ساجدة أن تفعله هو الفرار مع ابنتها البالغة من العمر شهرين على ذراعيها، سارت ساجدة في رحلة لمدة ستة أيام إلى الحدود البنغلاديشية مع طفلها وأطفالها الباقين على قيد الحياة، رشمي 7 أعوام، وصفد عامين.

طفلة تسرد معاناة مسلمي الروهينغا في بنغلاديش

وفي رواية ساجدة لما مرت به قالت "كان زوجي يقول لي أن علينا أن نغادر، ثم قتله الجيش بالرصاص، لم يقولوا شيئًا، فقط دخلوا وأطلقوا عليه النار، وقتلوا أطفالي عندما أشعلوا النار في منزلنا، حاولت إنقاذهم، كما ستفعل أية أم، لم أكن أعرف ما إذا كنت سأموت، والآن أنا قلقة بشأن إطعام أطفالي الباقين".

ووصفت الأمم المتحدة "العمليات القاسية" المنفذة ضد الروهينغا بأنها "تطهير عرقى كما يقول الكتاب"، ويخشى الخبراء من احتمال وصول نحو مليون شخص - أي ما يقرب من مجموع سكان الروهينغا - إلى بنغلاديش، معظمهم يصلون ليلًا لتجنب تعرضهم للسرقة من قطاع الطرق الحدودية.

وفى يوم الخميس، لقي 60 لاجئًا، من بينهم عشرات الأطفال، حتفهم عندما غرق القارب الذي يحملهم إلى بنغلاديش، وأشاد الشعب البنغلاديشي برئيسة الوزراء حسينة، ووصفوها بأنها "أم الإنسانية، وبطلة السلام العالمي، والأمل الأخير للاجئين الروهينغا"، ولكن مع وجود أكثر من 50 مليون فقير في بلدها، هناك حاجة إلى ضخ ضخم للمعونات، الأمم المتحدة وحدها قالت إنها قد تحتاج إلى 150 مليون جنيه استرليني على مدى ستة أشهر للتعامل مع الأزمة.

وهناك 250000 لاجئ من الأطفال، وينتشر بينهم سوء التغذية، وببطء تقوم وكالات الإغاثة بإنشاء بنية تحتية بسيطة للمساعدة في دعم تدفق اللاجئين، وفي منطقة الأطفال التابعة لليونيسف في مستوطنة بالوخالي المؤقتة، يضحك العشرات من الأطفال ويلعبون، ولكن الذكريات الفظيعة ليست بعيدة، قامت إشمت 7 أعوام بحركة حلقية تقشعر لها الأبدان بينما تحدثت عن كيف اقتحم الجيش قريتها، في حين تحدث أبول 14 عامًا، لديه ندبة تحت عينه، عن كيف قام الجنود باغتصاب الفتيات ثم هاجموه بعصا.

وقال جان جاك سيمون من منظمة يونيسف "تخيل نصف مليون شخص قادمين على الحدود في غضون أيام، إنها مثل مدينة بأكملها يجري بناؤها من لا شيء في واحدة من أفقر المناطق في بنغلاديش".

واُنتقدت الزعيمة الحالية لميانمار، الحائزة على جائزة نوبل، أون سان سو تشى لعدم إدانتها للجيش الذي لا تسيطر عليه، وحكمت محكمة مستقلة فى كوالالمبور الأسبوع الماضى بأن دولة ميانمار مذنب بارتكاب جريمة إبادة جماعية، متضمنة الاغتصاب والقتل والهجمات الوحشية،وتنفي ميانمار التطهير العرقي، بل وأرجأت زيارة مسؤولين ودبلوماسيين تابعين للأمم المتحدة إلى ولاية راخين.

وقال القائد سو كيي أن الروهينغا بمقدورهم أن يعودوا، ولكن الكثيرين سيكونون خائفين جدًا من العودة، وهذا يتركهم يقاتلون من أجل البقاء على قيد الحياة في كوكس بازار.

من هم الروهينغا؟

يذكر أن الروهينغا جماعة عرقية مسلمة، مسالمة تاريخيًا ومقرها ولاية راخين في غرب ميانمار التي تقع على الحدود مع بنغلاديش، والأغلبية في ميانمار من البوذيين ويعدون الروهينغا مهاجرين غير شرعيين، ولذا حرموا من الجنسية، وهم أكبر مجموعة بلا جنسية في العالم، وحتى وقت قريب كان هناك أكثر من مليون شخص من الروهينغا في ميانمار.

وبدأت دورة البؤس الحالية في عام 2012 عندما أسفرت أعمال الشغب عن مقتل 200 شخص، معظمهم من الروهينغا، وأخرج كثير من المسلمين من المدن وذهب 130000 للإقامة في مخيمات في بنغلاديش، وقبل عام قتل تسعة ضباط في غارات، ألقي اللوم على الروهينغا، ثم حدثت هجمات مماثلة فى آب أسفرت عن مقتل 12 شخصًا مما أدى إلى شن حملة عسكرية من جانب ميانمار، وأدى ذلك إلى فرار 500000 من  الروهينغا من أجل حياتهم.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طفلة تسرد معاناة مسلمي الروهينغا في بنغلاديش طفلة تسرد معاناة مسلمي الروهينغا في بنغلاديش



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 04:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات
  مصر اليوم - المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر

GMT 02:57 2020 الإثنين ,06 إبريل / نيسان

رامى جمال يوجه رسالة لـ 2020

GMT 02:40 2020 السبت ,22 شباط / فبراير

المغني المصري رامي جمال يحرج زوجته على الملأ
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon