أدت جورجيا ميلوني، السبت، اليمين الدستورية رئيسة لوزراء إيطاليا لتكون أول يمينية متطرفة تترأس حكومة البلاد منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.وأدت ميلوني (45 عاماً) اليمين أمام الرئيس الإيطالي، سيرجيو ماتاريلا، في مبنى القصر الرئاسي، لتكون أول امرأة تتولى هذا المنصب في البلاد. وتعهدت ميلوني بأن تكون مخلصة للجمهورية الإيطالية وأن تعمل "من أجل مصالح الأمة حصرا".
ووقعت ميلوني على التعهد ووقع عليه أيضا الرئيس ماتاريلا، الذي يعمل، بصفته رئيسًا للدولة، كضامن للدستور الذي تمت صياغته في السنوات التي أعقبت نهاية الحرب مباشرة، والتي شهدت زوال الديكتاتور الفاشي بينيتو موسوليني. كما أدى اليمين الدستورية 24 وزيرا في حكومة ميلوني، 5 منهم من التكنوقراط، لا يمثلون أي حزب.
وهنأت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، السبت ميلوني مؤكدة أنها تأمل حصول "تعاون بناء" مع حكومتها. وكتبت فون دير لايين على تويتر "نهنئ جورجيا ميلوني على تعيينها رئيسة للوزراء، وهي أول امرأة تشغل هذا المنصب". وأضافت "أتطلع إلى تعاون بناء مع الحكومة الجديدة في مواجهة التحديات التي يجب أن نواجهها معا".
وحضر احتفال أداء اليمين الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا في القصر الجمهوري المطل على روما، والذي شكل مقر إقامة الباباوات في إيطاليا والملوك قبل أن يصبح مقر رئاسة الجمهورية.
وأدت ميلوني اليمين الدستورية أولاً مرتديةً بدلة سوداء، وتلاها نائباها في رئاسة الوزراء التابعين للحزبين الشريكين في ائتلافها وهما زعيم الرابطة المناهضة للمهاجرين ماتيو سالفيني، والعضو البارز في حزب فورتسا إيطاليا بزعامة سيلفيو برلسكوني، أنطونيو تاجاني. ووقف الجميع تباعاً أمام الرئيس ماتاريلا لأداء اليمين بالقول "أقسم أن أكون مخلصًا للجمهورية، وأن أحترم الدستور والقوانين بأمانة، وأن أمارس مهامي لصالح الأمة حصراً".
وعكست قائمة الوزراء التي اختارتهم ميلوني، رغبتها في طمأنة شركاء روما القلقين من تولي رئيسة وزراء يمينية متطرفة السلطة في إيطاليا وحقّقت ميلوني مع حزبها "أخوة إيطاليا" للفاشيين الجدد انتصارا تاريخيا في الانتخابات التشريعية في 25 أيلول/سبتمبر بنسبة 26 بالمئة من الأصوات.
وأشاد رئيس حزب الشعب الأوروبي مانفريد ويبر مساء الجمعة بتعيين الرئيس السابق للبرلمان الأوروبي أنطونيو تاجاني في منصب نائب رئيسة الوزراء ووزير الخارجية، معتبراً ذلك بمثابة "ضمانة لإيطاليا موالية لأوروبا وأطلسية".
وشكل تولي جانكارلو جاورجيتي حقيبة الاقتصاد المهمة، ضمانة لبروكسل أيضاً إذ انه ممثل الجناح المعتدل في "الرابطة" وقد تولى حقيبة وزارية في حكومة رئيس الوزراء ماريو دراغي المنتهية ولايتها. واكتفى الشعبوي ماتيو سالفيني بتولي وزارة البنى التحتية والنقل بينما كان يطمح إلى تولي وزارة الداخلية، التي أوكلت إلى وزير تكنوقراط.
وعُيّنت ست نساء فقط في مناصب وزارية من بين 24 وزيراً، وأوكلن وزارات صغيرة.
وعقب مراسم أداء اليمين، استقبل الرئيس ماتاريلا، ميلوني والوزراء لشرب نخب المناسبة. كما حضر الحفل أقارب ميلوني وبينهم صديقها الصحافي أندريا جيامبرونو البالغ 41 عامًا وابنتهما جينيفرا البالغة ست سنوات. ثم غادرت رئيسة الوزراء قصر كيرينال دون الإدلاء بأي تصريح.
وستجري مراسم تسليم السلطة وتسلّمها بين ماريو دراغي وجورجيا ميلوني الأحد الساعة 08,30 بتوقيت غرينتش في قصر "شيغي" مقر الحكومة القريب من البرلمان، ويتبعها أول اجتماع لمجلس للوزراء. ويتميّز احتفال تسلُّم رئاسة الوزراء، بتسليم دراغي الجرس الذي كان يستخدمه لتنظيم نقاشات الحكومة، لميلوني.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
50 مليون إيطالي إلى صناديق الاقتراع في انتخابات تميل كفتها لصالح اليمين المتطرف
أوروبا تراقب إنتخابات إيطاليا والتنافس بين اليمين المتطرّف وحزب "أخوان إيطاليا والخيار المرّ
أرسل تعليقك