توقيت القاهرة المحلي 15:52:55 آخر تحديث
  مصر اليوم -

اعترفت لـ"مصر اليوم" بأنَّ المحاولة أشبه بعملية الانتحار

أم عراقية تغامر بحياتها للهروب من تنظيم "داعش" مع أطفالها

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - أم عراقية تغامر بحياتها للهروب من تنظيم داعش مع أطفالها

تنظيم داعش
بغداد-نجلاء الطائي

كشفت أم مصطفى (40 عامًا) قصتها مع الموت بعد معاناتها من قبل تنظيم "داعش" المتطرف، عندما قررت الخروج من محافظة نينوى، بعد تردي الأوضاع في الآونة الأخيرة بعد قطع التنظيم الماء والكهرباء عن المحافظة برمتها.

وأكدت أم مصطفى، أنها قررت بعد اليأس الذي أصابها المجازفة بحياتها ومغادرتها نينوى مقابل "رشوة" لعناصر في التنظيم، فكانت رحلتها من "الموت إلى الحياة" على مدى أسبوع من "الأهوال" حتى وصلت العاصمة بغداد، بصحبة أطفالها الثلاثة.

وأضافت في حديث إلى "مصر اليوم"، أنَّ "التنظيمات المتطرفة استولت على نينوى، شمال العراق، منذ صيف 2014، ما اضطر زوجي الموظف في إحدى مؤسسات الدولة على ترك المنطقة خشية اعتقاله أو قتله لرفضه الفكر المتطرف، والتوجه إلى العاصمة بغداد في منتصف عام 2015 بعد قرار الحكومة الأخيرة بقطع جميع رواتب المناطق التي تسيطر عليها التنظيمات المتطرفة وبقائهم من دون معيشة، فاضطررت لأبقى وحيدة لحماية منزلي وأطفالي الثلاثة"، مؤكدة "لم أعد قادرة على تحمل جحيم تلك التنظيمات المتطرفة فقررت مغادرة نينوى بأي ثمن كان".

وأوضحت أن "الخروج من نينوى من دون موافقة داعش أشبه بالانتحار أو تعرضي إلى التعذيب والسجن، لذلك عمدت إلى وسيلة أخرى"، مشيرة إلى أن "لدى داعش مفارز تقوم بنقل الراغبين بمغادرة نينوى مقابل دفع 400 دولار عن كل شخص، وهو ما مكنني من الخروج بسلام إلى المناطق التي توجد فيها القوات الأمنية".

وأشارت إلى أن "الرحلة استغرقت أربعة أيام كاملة من المعاناة والخوف للخروج من المناطق التي استولى عليها داعش والوصول إلى مناطق أمنة"، مؤكدة: "ما أن أوصلني عناصر داعش إلى مشارف المناطق المسيطر عليها، حتى اضطررت للمشي مسافة خمسة كيلو مترات، برغم كوني أحمل طفلي الرضيع وأطفالي البقية يسيرون معي، على أرض ملغومة، وما فاقم من معاناتنا قيام طائرات التحالف الدولي بقصف مواقع داعش، وحدوث تبادل إطلاق نار بين تلك التنظيمات والقوات البيشمركة، حيث كنا نلقي بأنفسنا بأقرب حفرة ونحن نقرأ الآيات القرآنية".

وأردفت: "كنا نتوقع الموت في كل لحظة، ولم نصدق أننا وصلنا إلى حيث طلائع قوات البيشمركة،(30 كم غربي كركوك)، في منطقة مكتب الخالد، الذين دهشوا عند رؤيتنا ونجاتنا من الألغام والقصف الجوي وتبادل إطلاق النار"، مشيرة إلى أن "البيشمركة هرعوا لإغاثتنا والاطمئنان علينا كما قدموا لنا الإسعافات الأولية والطعام، ومن ثم سمحوا لنا دخول مدنية كركوك، ومن ثم إلى العاصمة بغداد حيث كان اللقاء بزوجي وبقية الأهل ونحن جميعًا غير مصدقين كيفية خلاصنا من ذلك الكابوس المريع حيث خرجنا من الموت إلى الحياة"، بحسب تعبيرها.

وفي محور آخر يتعلق بطبيعة الأحوال في نينوى وبقية المناطق التي استولى عليها "داعش"، تقول أم مصطفى ، إن "داعش يبيع النفط الخام بسعر 30 دولارًا للبرميل لعشرات المصافي المحلية الصغيرة التي تنتج الكاز والبنزين في الحويجة والشرقاط والقيارة والموصل".

وأبرزت أن تلك "المصافي تبيع برميل الكاز سعة 200 لتر، بـ70 ألف دينار، بينما يصل سعره في نينوى إلى 125 ألف دينار، كما يبيع داعش النفط بمئة ألف دينار للبرميل الواحد،  وجلكان البانزين سعة 20 لترا، بعشرة آلاف دينار".

وتستغرب أم مصطفى، من "قدرة (داعش) على نقل النفط الخام وبيعه بحرية على الرغم من قطع الصهاريج والشاحنات مسافات طويلة، متسائلة: "أين القوات العراقية وجهدها الاستخباري، وأين طيران التحالف الدولي وأقماره الاصطناعية وقدراته الهائلة التي نسمع عنها في وسائل الإعلام؟".

وتابعت، أن "أجور النقل بين الحويجة والموصل بمركبة الكيا، تبلغ سبعة آلاف دينار للشخص الواحد، بسبب رخص الوقود"، مؤكدة أن "سعر كيلو لحم البقر، يبلغ ثلاثة آلاف دينار، كيلو لحم الغنم أربعة آلاف دينار، والسمك بثلاث آلاف دينار، وهو السعر ذاته لصندوق الرمان أو الطماطم أو الخيار".

ولفتت إلى أن "البضائع ترد من تركيا وسورية عبر الموصل "، عازية السبب إلى "انخفاض الأسعار في تلك المناطق إلى عدم وجود سيولة نقدية كافة أو حركة تجارية منتظمة، بسبب العمليات العسكرية والقصف الجوي وقطع الطرق".

وتؤكد المواطنة، أن "حالتي واحدة من آلاف الحالات المأساوية لأهالي نينوى الذي يعانون الأمرين من همجية داعش وبطشه"، مبينة أن "كل يوم يمضي من دون تحرير نينوى يفاقم معاناة أهاليها، ويمكن التنظيمات من تحصين مواقعها وتعزيز قواتها".

وتستطرد أم مصطفى أن التنظيمات المتطرفة تزداد وحشيتهم كلما ضيق الخناق عليهم من قبل القوات الأمنية وطائرات التحالف الدولية، مما يضطر ذلك التنظيم إلى الانتقام من خلال قتل وتعذيب الأهالي.

واختتمت حديثها، بأنَّ "الوضع في نينوى ليس بالجيد بعد قطع خدمات الانترنت والماء والكهرباء عن جميع مدن المحافظة والعائلات التي ليس لها المال مضطر للبقاء أمام بطش التنظيم المتطرف ومتفاءلين ببصيص من الأمل وتحرير نينوى في القريب العاجل".

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أم عراقية تغامر بحياتها للهروب من تنظيم داعش مع أطفالها أم عراقية تغامر بحياتها للهروب من تنظيم داعش مع أطفالها



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 23:48 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله
  مصر اليوم - ترامب يناقش إبعاد بعض  وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله

GMT 03:10 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

داليدا خليل تستعد للمشاركة في الدراما المصرية

GMT 21:21 2015 الأربعاء ,15 إبريل / نيسان

أهالي قرية السلاموني يعانون من الغرامات

GMT 02:17 2016 الثلاثاء ,21 حزيران / يونيو

فوائد عصير الكرانبري لعلاج السلس البولي

GMT 01:18 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

سامسونج تكشف عن نسخة باللون الأحمر من جلاكسى S8

GMT 17:27 2022 الثلاثاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

أطعمة تمنع مرض الزهايمر أبرزها الأسماك الدهنية

GMT 15:02 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

ريلمي تعلن موعد إطلاق النسخة الجديدة من هاتف Realme GT Neo2T

GMT 13:46 2021 الثلاثاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

رامي جمال يروج لأغنية "خليكي" بعد عودة انستجرام

GMT 04:47 2021 الأربعاء ,08 أيلول / سبتمبر

{غولدمان ساكس} يخفض توقعات نمو الاقتصاد الأميركي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon