من الطبيعي أن يحب الأزواج بعضهم بعضاً، وأن يرغب كل منهم في امتلاك مشاعر الآخر له لوحده دون أن يشاركه احد سواه في هذه المشاعر، وان ينزعج إذا ما حاز شخص آخر على اهتمام شريكه، وهو ما يعرف بالغيرة بين الأزواج، وهي حق لكل منهما؛ فمن حق الزوج الغيرة على زوجته، ومن الزوجة أن تغار على زوجها، ولكن نحن لا نتحدث في هذا المقال عن الغيرة الطبيعية التي في داخل كل واحد؛ حيث سنسلط الضوء على الغيرة السلبية، والتي تزيد عن حدها المعقول والطبيعي، فما هي أسباب الغيرة الزائدة بين الأزواج؟ ثم كيف يمكن أن نحد من هذه الغيرة؟ وما هو تأثيرها على العلاقة الزوجية؟
بداية تكون الغيرة زائدة وخارجة عن الحد الطبيعي في حال حاول كل طرف أو احد الأطراف احتكار الآخر لنفسه فقط، فترى الزوج ينزعج إذا قام شخص بالإطراء على زوجته أو مدحها في نجاح معين حققته، وترى الزوجة تثور وتنزعج إذا ما ذكر زوجها اسم فتاة أخرى من زميلاته أو أقاربه، وهنا نكون قد فتحنا على أنفسنا نار الخلاف والشك والتحقيق في كل كبيرة وصغيرة... لكن ما سبب هذه الغيرة العمياء التي لا أساس لها؟
في الحقيقة هناك العديد من الأسباب التي تقف وراء هذه الغيرة، فكما يقال لا يوجد دخان من غير نار، ولعل ابرز الأسباب التي تجعل احد الطرفين يغار على الآخر حتى من نسمة الهواء وتجعله يعتقد انه يفكر في غيره، بحسب ما جاء في مجلة "حياتك"، هي الخيانة السابقة؛ حيث أن قيام الزوج أو الزوجة بالحديث عن علاقة سابقة لعلاقتهما تجعل الطرف الآخر يشك في انه من الممكن أن يكرر هذه التجربة حتى بعد الزواج.
كما أن الانشغال الدائم عن الشريك يجعل الزوج أو الزوجة في حال الغيرة؛ حيث يعتقد أن العمل والزملاء اخذوا الشريك منه ولم يعد له أية أهمية فيبدأ بالتحرك بشكل سلبي دون أن يعلم انه بذلك يزيد من الخلاف ولا يصلحه.
ويعتبر التواصل مع الحبيب السابق من أكثر الأسباب التي قد تثير جنون وغيرة الشريك، فتجعل النار تتأجج في داخله وربما يترجم تلك الغيرة بشكل عنيف وسلبي، ويؤثر بالتالي بشكل سيء على العلاقة الزوجية ككل.
ولكي نتفادى الآثار السلبية التي تأتي من الغيرة العمياء أو الزائدة عن الحد الطبيعي لا بد من إتباع النصائح التالية:
عزيزتي الزوجة، لا تخلطي بين العمل والمتعة فمن الطبيعي أن يحاط بفتيات في العمل ومن الممكن أن يكونوا على درجة عالية من الجمال، فلا داعي للشعور بالغيرة، بل كوني قريبة من زوجك، وابدئي في مصادقته، ليظل صريحاً وقريباً منكِ دائماً.
كذلك عليك أن تحاولي ترك جزء من الحرية ومن الخصوصية له طالما كانت في حدود الدين والأخلاق والمجتمع.
كذلك من الهام جداً أن تستمعي إليه وألا تنشغلي عنه وحاولي أن تكوني أكثر حضوراً وذلك إذا كنتم في سهرة أو مع الأصدقاء.
وأنت عزيزي الزوج، عليك الاهتمام بزوجتك بشكل دائم، وأن تشاركها كل اهتماماتها، وان تجد بينكما هوايات مشتركة، وهذا سيكون له بالغ الأثر في توطيد العلاقة والثقة بينكما.
كذلك عليك أن تحكي لها عن كل ما يدور خارج البيت، مادام ذلك لن يؤثر ولن يضر بالعمل ولا بأسراره.
كذلك أن تستغل جميع الفرص لتعبر لها عن مشاعرك تجاهها، وسعادتك واعتزازك بأنها زوجتك حتى تشعر بالأمان والثقة معك، وأن تحاول التماس العذر لها، وتَعامل معها بصبر أثناء نوبة غيرتها.
إضافة إلى ما سبق، يجب التحلي بالقدرة على السيطرة على النفس، وضبطها في حال الشعور بالغيرة، وكتمان المشاعر السلبية، حتى لا تقود إلى المشاكل وتسبب ضجر الطرف الآخر.
وبحسب مجلة "زفافي"، يجب الوصول إلى قناعةٍ أن الغيرة هدّامة، ومن الممكن أن تؤدي في مرحلةٍ متطورة إلى خسارة الشريك، كما على الشريكين الوصول إلى قناعة تامة بأنهما يعيشان معاً، ولا يمتلكان بعض، فهامش الحرية ضروري جداً في أي علاقة.
أرسل تعليقك