c لغة الإقناع الزوجي - مصر اليوم
توقيت القاهرة المحلي 22:47:21 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لغة الإقناع الزوجي

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - لغة الإقناع الزوجي

لغة الإقناع الزوجي
القاهرة – مصر اليوم

تتعدد المواقف التي يجد فيها الزوجان أن لكل منهما رغبات واحتياجات لا تتفق مع ما يريده الطرف الآخر، وتواجه الحياة الزوجية أزمات حادة حين يصر كل طرف على ما يريد، كما أن فوز طرف وخسارة الآخر لا تعني مرور الأزمة بسلام، بل فقط تأجيل الانفجار لوقت لاحق, لشعور طرف بالغبن وتجاهل رغباته أو احتياجاته. لذا فلا غرابة أن نتحدث عن مهارات التفاوض والإقناع في الحياة الزوجية للوصول لأفضل الصيغ التي تحقق حلاً معقولاً للطرفين لتستمر الحياة بعدل وتوافق وانسجام.
 
أهمية التواصل الأسري
يلعب التواصل الأسري والتفاهم بين الزوجين دورًا حيويًا في تحفيز قدرات الإنسان على العمل وجعلها أكثر فعالية, ويخلق مقدمات ضرورية لحياة الإنسان الروحية, ويحدد روح الأسرة وأسلوبها والأدبيات المتبعة في التنشئة الاجتماعية للأطفال والمراهقين, كما يحمل في طياته السرور والسعادة.

ولكل أسرة خصوصية فريدة تميّزها عن غيرها, لكن خلق مناخ أسري يتوقف على وقت الفراغ، والمستوى الثقافي, والتواصل النفسي. وبمقدور الزوجين أن يرفع أحدهما من شأن الآخر أو يفعلا عكس ذلك, لذا فإن المساعدة على إزالة عيوبهما ونقائصهما تتوقف على مستوى ذكاء كل منهما وعلى المودة التي يكنها كلاهما للآخر.

ويشير (بيلنسكي) إلى أن الاحترام المتبادل للكرامة الإنسانية يولد المساواة، فعندما يسود الاحترام والتكافؤ جو الأسرة, يكف الزوج عن التصرف كالسيد المطلق ذي السلطة والصلاحيات التي لا تناقش ولا تعارض, ولا تبقى الزوجة أمة مغلوبة على أمرها, أما الأُسر التي تسيطر فيها علاقات الأنانية والاستبداد حيث لا احترام متبادل ولا مساواة ولا محبة .. من شأنه أن يهيئ الأرضية الخصبة لنشوء أشكال مختلفة من الصراعات والخلافات. وبهدف تجنب ذلك يتحتم على الزوجين أن يعرف كل منهما الآخر بشكل جيد, وسمات طبعهما ومزاجهما, وأن يدرك كل منهما أنه شخصية متباينة تماما عن شخصية الآخر بسماتها ومقوماتها وخلفيتها الثقافية والاجتماعية والاقتصادية .. عند ذلك يمكننا نزع فتيل الأزمات التي يمكن أن تعصف بكيان الأسرة وتماسكها.
 
لا فظاظة ولا خشونة
ينبغي دائما أن نرفع في بيوتنا شعار «لا فظاظة ولا خشونة», وليعلم الزوجان أن لا شيء يذبح سعادتهما مثل الجلافة والقسوة. فالحب الكبير والحنان والملاطفة والرقة والمعاملة الراقية مهمة جدًا لبناء علاقات أسرية سليمة.
كما ينبغي عدم التسرع في قذف الزوجين كل منهما الآخر بكلمات قاسية وفظة, بل على العكس يجب أن تستخدم قدر المستطاع كلمات حسنة وجميلة .. إن عبارات المديح والثناء مسألة مهمة جدًا وخصوصًا بالنسبة للزوج الشاب, لأنه أكثر صعوبة في التكيّف مع دوره كزوج مقارنة بالفتاة التي هي أقدر على التلاؤم مع دورها كزوجة, لذا يترتب على الزوجة الشابة أن تعمل على دفع زوجها ليصبح رب أسرة حقيقي بمدحه وتشجيعه وتعزيز تصرفاته الإيجابية، وليس عن طريق إصدار الأوامر والمواعظ والإرشادات التي تقتل لديه الرغبة في فعل شيء ما.
أيضا يجب عدم إطلاق بعض الاستنتاجات والتعميمات التي تتسم بالمغالاة والإطناب: (إنك لا تريد أن تفهمني أبدًا, إنك تتصرف دائمًا على النحو الذي تريده, طلبت منك ألف مرة, ..) فالزوج يمكن أن يخطئ - وكذلك الزوجة - في تصرف ما, فيسارع الآخر إلى إطلاق سيل من التعميمات القاطعة, واصفًا شريكه بالفشل، وهذا الموقف يمكن أن يجرح كرامته جرحًا عميقًا قد لا يندمل أبدًا.
 
ماذا تريد الزوجة ؟ 
الزوجة تريد من زوجها التفاعل مع مشكلاتها، وأن يهتم بمعاناتها، ويكون دائما موجودا بجانبها عندما تحتاجه، ويقدم لها الرعاية والحنان. ولا تحب أن تسمع منه النقد اللاذع المستمر مع كل صغيرة وكبيرة .. تريده أن يفرح لفرحها ويحزن لحزنها. لا يطيل السهر مع الأصدقاء ويتركها وحيدة، فتشعر بالألم عندما تتخيله يلهو ويضحك معهم وهي تسهر مع القلق والتوتر.
 
ماذا يريد الزوج ؟
يريد مشاعر رقيقة وكلمة حانية تستقبله الزوجة بها عند عودته من يوم العمل، ولا بأس بالعتاب الرقيق، لا بالتوبيخ والتجريح وكثرة الشكوى من متاعب البيت والأطفال وكثرة توجيه الأسئلة والإسراف المادي .. تهتم به وتحب أهله ولا تتضايق من زيارة أمه، والزوج يشعر بالزهو والفخر عندما يستخدم قدراته لإسعاد زوجته، وذلك بحل مشاكلها، لكنه قد ينفر منها عندما لا تستجيب له، ولا يوجد أي شيء يرضيها، هنا ستبدأ المشاكل ويقول في قرارة نفسه: النساء كافرات بالعشير .. يحاول جاهدا أن يرضيهن، ولكن دون جدوى.
 
ضوابط حسن الحوار
1 ـ أن يكون بقصد الوصول للمعلومة لا غير، فلو جاء بغير هذا القصد من رواسب النفس كالكبر أو العجب أو التشهير مثلاً .. أو جاء بقصد التسفيه والمغالطة لإثبات التفوق العلمي، أو بقصد التضليل أو الانتقاص من الآخرين .. أو أي قصد آخر غير الحقيقة موضوع الحوار، فإنه يلغي الحسن فيه، بل قد يحوله قبحاً.
 
2 ـ أن يكون المبادر بالحوار والمثير للتساؤلات يملك أسلوبا حسناً يتميز بمنهج منطقي يقود إلى النتيجة الضرورية للموضوع الذي اتخذه للحوار. وأن يتمتع بالصبر، وقدرة على استعمال الألفاظ المهذبة، والتجاوز عن هفوات محاوره، ويحاول مساعدته في التعبير عما يريد قوله.
 
3 ـ أن يسعى المتحاوران إلى ما يريدان إثباته بشكل مباشر وذلك باستبعاد الفرضيات الباطلة، وقطع المداخلات الجانبية ذات المآخذ البعيدة عن لب الموضوع.
 
4 ـ أن يرتب المحاور تساؤلاته في موضوع الحوار بما يؤدي إلى ما يريد إثباته خطوة فخطوة وبشكل مبين، ولا يعود لموضوع حسم فيه الحوار من تلك الخطوات، لأن ذلك يؤدي إلى التقليل من جاذبية الحوار ومتعته، بما فيه من ملل التكرار واللف والدوران.
 
5 ـ أن يكون له من حواره رقيب عليه ومرجع إليه يعترف به الطرف الآخر في الحوار، قد يتمثل بحقيقة ماثلة معروفة أو آية بينة أو سلطان علمي مبين، كشخصية علمية أو دليل معنوي شاخص.
 
6 ـ إذا علم أن الطرف الآخر جاد في الحوار وصادق في طلب الحقيقة، ولكن يجهل جوانب بيانها، فعليه أن يعاونه في إظهار تلك الجوانب، كأن يقول له أظن أن بيانها في المصدر كذا أو في الموضع كذا، فلنذهب ولنرى، ويطلعان عليه معا.
 
ومع كل هذه الضوابط المميزة للحوار الحسن، فإن من حسن التحاور أن يظهر المحاور لينا ومدارة كبيرة لمحاوره، ويتحاشى الحدة والانفعال والغضب لما فيها من قلة العقل والظهور بمظهر الضعف والقهر، فالمحاورة بذاتها فعالية عقلية تنافي الانفعال والحدة والغضب وما يرتقب منها.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لغة الإقناع الزوجي لغة الإقناع الزوجي



GMT 09:51 2024 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

صفات المرأة التي يكرهها الرجل في المراة

GMT 09:51 2024 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

الاستقلالية في الحياة الزوجية تضمن الحب والحيوية

GMT 09:51 2024 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

يميل الرجل تجاه المرأة التي تشعره بحنانها وحبها

GMT 23:19 2024 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

أسباب الشخصية الانطوائية وصفاتها ونصائح للتعايش معها

GMT 10:02 2024 الجمعة ,06 أيلول / سبتمبر

ضحايا العنف بالطفولة أكثر عرضة للسمنة عند الكبر

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:43 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته
  مصر اليوم - عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته

GMT 11:43 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تامر حسني يدعو لتبني طفل عبقري

GMT 14:33 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة رانيا العبدالله تستمتع بوقتها مع حفيدتها

GMT 07:55 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتقاضى 634 ألف دولار يومياً مع النصر السعودي

GMT 09:37 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار السيارات الكهربائية في طريقها لتراجع كبير

GMT 01:56 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

التعليم.. والسيارة ربع النقل!

GMT 05:08 2024 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

مرشح رئاسي معتدل ينتقد سياسة الحجاب في إيران

GMT 05:33 2021 الأحد ,26 كانون الأول / ديسمبر

جالطة سراي يخطر الزمالك بتفعيل بند شراء مصطفى محمد

GMT 03:52 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تدريس الرياضيات يحسّن من مستوى الطلبة؟
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon