c التنازلات تُطفئ شعلة الحب - مصر اليوم
توقيت القاهرة المحلي 07:17:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

التنازلات تُطفئ شعلة الحب

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - التنازلات تُطفئ شعلة الحب

التنازلات تُطفئ شعلة الحب
القاهرة – مصر اليوم

"الحبّ... أعمى" مفهومٌ ارتبط ارتباطاً وثيقاً بتعريف الحبّ الذي يقوم على عواطف ملتهبة وجيّاشة. إنما مع مشاغل الحياة، تغيّرت خيوط هذا المفهوم ليتحوّل الحبّ الى حالة عقلانيّة ترتكز على ثوابت مشتركة بين الثنائي وتشمل نظرة ثاقبة لمشروع مستقبلي ناجح. غُربة، خيانة، فقر، مستوى اجتماعي معدوم، غيرة وشكّ... تنازلات يتقبّلها أحد الشريكين باسم الحبّ، لكن هل ينبغي أن نتقبّل المعاناة بدافع الحبّ ونغضّ النظر عن الأخطاء المميتة؟ هل تجب مسامحة من نحبّ دوماً بهدف استمرارية العلاقة؟ وهل تدفع التضحية المفرطة الى انحراف العلاقة بين الشريكين فتتّسع الهوة بينهما؟ بداية، لا شك أن الإنسان مجبولٌ بعواطفِ الحبّ التي تختلف بين حالة وأخرى. فالحبّ مسكونٌ في داخلنا إنما مفهومه ينضج مع تبدّل مفاهيم الحياة. ولا شك أن زمن الموت بدافع الحبّ قد ولّى إلا أن خيوطه ما زالت تنسج خطوط بعض العلاقات تحت اسم "التنازلات المفرطة". فالتنازلات في علاقة ما تشكل ركناً أساسياً لاستمرارها، إلاّ أن ترك مساحة حريّة واحترام رغبات الآخر يرفع من شأنها ويؤدي الى الارتقاء بها ووضعها على خطّ مستقيم. لكن هل يجب التخلي عن معتقداتنا خوفاً من هدم العلاقة؟ أنتقبل الخيانة حرصاً على الصورة الاجتماعية التي رسمناها؟ تجاذب مميّز يرى علم النفس "أن مفهوم التضحية ارتبط بالمأساة منذ زمن، وأن الإنسان يضحي من أجل راحة الآخرين. لكن في العلاقة العاطفية هناك التجاذب النفسي والعاطفة المخملية بين الذكر والأنثى، والتي تدفع كلّا منها أن يتنازل بعض الشيء لتوحيد العلاقة بالآخر وتقويتها". هذا ما يؤكد نظرية "أن في بداية كلّ علاقة الحب قد تحدث بعض التنازلات تتحول في ما بعد الى سلوكيات يومية". من جهة أخرى، أثبتت الدراسات أنه في السنة الأولى من الزواج، يحدث صدام بين الطرفين لاختلاف الشخصيات، وعند بلوغ السنة الخامسة يظهر ما يسمى "بالشخصية الوسطى" التي تجمع أجمل السمات والصفات بين الزوجين. التحام بين قلبين ووحدة بين حبيبين، بهذه العبارة وصفت مهى حقيقة علاقتها بزوجها. وتقول: "عشنا أجمل قصة حبّ دامت ثلاث سنوات، بعدها تزوجنا ورغم مواجهتنا لمطبات عدة في السنة الأولى من الزواج، إلا أن اتجاهات الحبّ اختلفت اليوم، حتى بات يربطنا كنز ثمين وهو ابننا". نكساتٍ موقتة "يتعرّض الحبّ لنكسات لكنه سرعان ما يعود ليحيا من جديد، نظراً لكونه رابطا إنسانيا ووجدانيا يولد السعادة والأمان". إنها حالة ريبيكا التي اعتقدت لوهلة أن حبّها قد مات مع نهاية علاقتها بحبيبها الأول، إلا أنها سرعان ما تخطت المأزق وتمكنت من رؤية واضحة للسيئات التي كانت تتسم به خصوصاً أنها عمدت مرات عدة الى التنازلات والتخلي عن معتقداتها وكرامتها بدافع الحفاظ على حالة الحبّ التي تعيشها. وبعد فترة من نهاية تلك العلاقة، تعرّفت على شخصٍ صريح وواضح، فنتجت بينهما علاقة عاطفية سليمة تقوم على الودّ والاحترام. وتقول: "صحيحٌ أن التنازلات ضرورية لإكمال مسيرة حبيبين شرط ألا تتخطى الحدود، أما من يطلب تنازلات لا تتناسب مع عاطفة الحبّ فهو ذو شخصية متسلطة، محبّ للتملك".  باسم الحبّ إذاً، تعتبر التنازلات باسم الحبّ أمراً ضرورياً شرط أن تتحصّن بضوابط وحدود بهدف استمرار الحبّ والحفاظ عليه. وفيما تصبّ بعض التنازلات في خدمة توطيد علاقة الحبّ بعيداً عن ارتباطها بالطموحات والعلاقات الاجتماعية لأنها تهدم أركان العلاقة. فالأنانية تتنافى مع هذه المشاعر السامية والخداع يحوّل العشّ الزوجيّ الى مقبرة الزواج، فيما أن الاحترام والانسجام يعتبران سياجاً متيناً لعلاقة أزليّة. تعريفٌ آخر للتنازلات يتسم بالثمن، أي أنّ للحبّ ثمنا ما، بمفهومه المعنويّ. وتتشعب قيمة هذا الثمن بين حالة وأخرى تبعاً لشخصية كلّ فرد. فمنهم من يوظف اهتماماته وأولولياته قبل كلّ شيء وحتى قبل الحبيب والعكس صحيح. ثورة المراهقة في مرحلة المراهقة التي تصنّف بمرحلة الثورة الاجتماعية والهرمونية والنفسية تتمثل بكسر كل تقليد والخروج عن المألوف والتمرد على المحيط. إنها حالة من العواطف الملتهبة. لكن سرعان ما يستفيق المرء ليكتشف أنّ المفهوم تبدّل وما كان يقبل به من تضحيات بات شبه مستحيل. تذوب شمعة الحبّ مع اتساع الفجوة بين الشريكين، فتزداد حفرة التناقضات عمقاً، ويتحوّل الحبّ الى خسارة نتيجة التخلي عن الكرامة والمعتقدات والتنازلات اليومية لخدمة الآخر في وقتٍ لا نرغب فيه بالقيام بذلك، ثمن يتم دفعه بالمعاناة فتتحوّل الحياة الى جحيمٍ. .... ويبقى مفتاح لغز الحبّ الناجح يصبّ في خانة التعاون بين الحبيبين للارتقاء بالحبّ من حالة إعجاب وشغف الى حالة مغمورة بدفء أشعة الشمس ترتكز في طياتها على الاحترام والتفاهم والتعاون في سبيل تحقيق السعادة إذ إن من المستحيل أن تزدهر أيّ علاقةٍ بمجهودٍ فرديّ... نعم للتنازلات شرط ألا تتخطى المألوف وتمحو الشخصية وتكسر القيود.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التنازلات تُطفئ شعلة الحب التنازلات تُطفئ شعلة الحب



GMT 23:59 2024 الأحد ,08 أيلول / سبتمبر

نصائح لحماية طفلك من تلوث الهواء

GMT 10:07 2024 الجمعة ,06 أيلول / سبتمبر

أهمية دور وأثر المدرسة في بناء شخصية الإنسان

GMT 23:29 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

4 خطوات تحمس أطفالك لاستقبال المدرسة

GMT 18:35 2024 الأحد ,01 أيلول / سبتمبر

تخلص من إدمان طفلك لألعاب الفيديو في 3 خطوات

GMT 20:41 2024 السبت ,24 آب / أغسطس

حيلة نفسية للتغلب على أرق الأطفال

GMT 10:04 2024 الأحد ,22 أيلول / سبتمبر

نصائح لتصميم مكتب منزلي جذّاب
  مصر اليوم - نصائح لتصميم مكتب منزلي جذّاب

GMT 11:42 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

أفكار يدوية لتزيين وتجديد من ديكور المنزل

GMT 20:10 2020 الأربعاء ,25 آذار/ مارس

تسجيل ثاني حالة بـ نادي جيرونا بفيروس "كورونا"

GMT 09:10 2020 الثلاثاء ,10 آذار/ مارس

سر خلاف يسرا مع رغدة بسبب أحمد زكي

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,11 شباط / فبراير

مريم حسين تعلق على براءتها من تهمة هتك العرض

GMT 09:47 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

أحمد فهمي يطمأن جمهوره على حالته الصحية

GMT 15:02 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

ضبط أكثر من ألفي قضية تنقيب وتعد على أرض آثار
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon