بمجرد حدوث الإخصاب وبدء الحمل، تعتري المرأة عدة تغيرات تمس صحتها، حيث أنها غالباً ما تعاني من الإجهاد والإعياء خصوصاً في الأشهر الثلاث الأولى، كما أن كثرة الدوار والغثيان اللذان يكثران في بداية الحمل وكذا أعراض الوحم تؤثر على تغذيتها مما يجعلها في حالة تعب دائم. فما هو الفرق بين التعب العادي والتعب الذي يستوجب زيارة الطبيب؟ سنقدم لك في هذا المقال كل المعلومات المتعلقة بالأعراض المرافقة للحمل منذ الأسبوع الأول وحتى الولادة.
التعب والحاجة إلى النوم: أولى أعراض الحمل.
خلال الأشهر الثلاث الأولى من الحمل، يحاول الجسم التأقلم مع الجنين الذي تحمله الحامل في أحشائها، فيجعلها تشعر بخمول وكسل غير معهودين. فتلاحظ أنها صارت تنام لمدة أطول مما اعتادت عليه، ولربما أضافت حصة القيلولة إلى جدول أنشطتها اليوم. وغالباً ما يقل هذا الشعور بالإعياء والحاجة إلى النوم مع نهاية التسعين يوماً الأولى من الحمل.
وإذا ما لاحظت أن التعب شديد جداً ولا يستطيع جسمك أن يتحمله، يستحسن لك أن تراجعي طبيباً لتتأكدي من أنك لا تعانين من فقر الدم، وهو أمر وارد الحدوث إذا ما كنت تنتظرين توأما أو حملت لمرات متتالية.
في حالة الإصابة بفقر الدم، سيصف لك الطبيب أدوية تحتوي على الحديد، وهو ما قد يؤثر على لون البراز حيث سيصبح مائلاً إلى السواد، لذا لا تقلقي.
بعض النصائح الغذائية لتخفيف آثار الإعياء أثناء الحمل:
خلال الحمل، تزداد احتياجات الجسم إلى الفيتامينات وإلى الحديد بشكل خاص، وذلك ليتكون الجنين بشكل جيد. وغالباً ما يؤدي نقص مادة الحديد إلى الشعور بالإعياء الشديد. وتقدر احتياجات الجسم بحوالي 20 ملغراماً من الحديد يومياً، وقد تزداد الحاجة عن هذه الكمية خلال الأشهر الستة الأخيرة من الحمل.
ولتلبية هذه الحاجيات، تحتاج الحامل إلى العناية بتغذيتها، عبر الإكثار من تناول الخبز والسمك والخضر النيئة والبيض.
وينصح بتجنب الحمية النباتية خلال الحمل والرضاعة، لأنها لا توفر الكميات المطلوبة من الكالسيوم والحديد.
الحمل والدوار:
يرجع الشعور بالدوار خلال فترة الحمل، في بعض الحالات، إلى هبوط الدورة الدموية إذا أكثرت المرأة من الوقوف. في هذه الحالة، ننصحك بالتمدد على جانبك الأيسر، مع تمديد رجليك على كرسي مرتفع قليلاً.
أما إذا صاحب الشعور الدوار تصبب العرق، فقد يكون السبب هنا هو نقص السكر في الدم. في هذه الحالة، تمددي وتناولي مشروباً حلواً، وتناولي وجبة خفيفة لتمدي الجسم باحتياجاته من السكريات.
أما إذا كانت تغذيتك منتظمة وصحية، ومع ذلك لاحظت أنك تعانين من دوار بشكل شبه دائم، فيجب عليك مراجعة الطبيب.
الإعياء والإحساس بالضيق المرافق للحمل:
غالبا ما يكون الشعور بالضيق والإحساس بالتعب غير ذات عواقب وخيمة على صحة الحامل، إذ أن هذه العلامات جلها حميدة ولا تضر بصحة الأم والجنين.
كلما أحسست بضيق يعتريك، تمددي على جانبك الأيسر مع رفع الرجلين قليلاً، بشكل لا يجعل الرحم يضغط الدم في الوريد الأجوف السفلي. تجنبي الاستلقاء على الظهر، وتخلصي من الثياب الضيقة التي تكتم نفسك كالحزام وحمالات الصدر.
خلال الأشهر الثلاث الأولى من الحمل، تعزى مشاعر الضيق إلى الأسباب التالية:
- انخفاض ضغط الدم بشكل عابر: خصوصاً إذا لم يصحب الشعور بالضيق آلام على مستوى البطن أو الكتف، أو نزيف مهبلي. ولا تدوم مدة هذه الحالة سوى وقت قصير، ثم تتحسنين.
- إجهاض عفوي: في حال نزيف مهبلي حاد.
- حمل خارج الرحم: خصوصاً إذا بدوت شاحبة، وشعرت بآلام على مستوى البطن والكتف.
يجدر بك الاتصال بالمستعجلات كلما شعرت بآلام حادة في البطن أو لاحظت نزيف في المهبل.
أما خلال الأشهر الثلاث الوسطى من الحمل، فقد يرجع الإحساس بالضيق والإعياء إلى الأسباب التالية:
- انخفاض في ضغط الدم: والتي ترتبط بوقوف الحامل لمدة طويلة. في هذه الحالة، ينصح بالتمدد على الجانب الأيسر، مع تمديد الرجلين على كرسي مرتفع قليلاً، وستتحسن حالة المرأة.
- فقر الدم: خصوصاً إذا كانت الحامل تصوم رمضان أو حملت لمرات متتالية في مدة وجيزة، وتكون المرأة في هذه الحالة شاحبة الوجه، وتعاني من تعب شديد وخفقان قلب مرتفع.
- انخفاض نسبة السكر في الدم: خصوصاً مع تباعد مواعيد الوجبات الغذائية. لتجنب هذا الأمر، ننصحك بضبط مواعيد وجباتك الغذائية، والحرص على مكوناتها الصحية.
وخلال الأشهر الثلاث الأخيرة، يمكن أن ترتبط مشاعر الضيق والتعب بالعوامل التالية:
أسباب الأشهر الثلاث الوسطى.
ضغط الرحم الذي يصبح كبيراً في هذه الفترة، على الأوعية الدموية للأم.
وغالبا ما تشعر الحامل بهذه الآلام عندما تستلقي على ظهرها، لذا يستحسن أن تنام على جانبها الأيسر مع رفع الرجلين قليلاً، لتجنب الشعور بهذه الآلام.
أرسل تعليقك