واشنطن رولا عيسى
حتى قبل استخدام ساعة "آبل" فإنَّ دانيال بريسلان متأكد تمامًا من مزايا استخدام تطبيقه, وصرَّح: "عندما تكن منتظرًا في مقهى المحطة، أو حانة أو صالة، فلديك لوحة المغادرة الخاصة بك وليس عليك أنَّ تتحرك للتحقق من شاشات المحطة".
ويساعد تطبيق بريسلان الجديد، الذي وصل مراحله النهائية من الاختبارات، في إيجاد أقرب محطة سكك حديدية ويخبر مستخدميه بوجهة ووقت القطارات الـ20 المقبلة, بالرغم من أنه سيكون متاح رؤية 3 أو 4 فقط دون التمرير.
ويعد بريسلان واحد من العديد من مطوري تطبيق "iPhone" الذين يأملون في الحصول على الثروة بمجرد وصول ساعة "آبل" للأسواق، وبعد ذلك إلى الشوارع في نيسان/ أبريل المقبل.
وعندما طرحت الشركة "آي فون" في المتاجر في تموز/ يوليو 2008، خلقت انفجارًا في المبيعات, على الرغم من أنَّها لم تكن الأولى في استخدام التطبيق, فـ"نوكيا" و"بالم" سبقوها.
ويضمن النمو السريع لسوق الهواتف الذكية ورؤية "أي فون", للشركة اجتذاب المشتري الحريص, وبالنسبة إلى بعض المطورين يضمن الثروة المفاجئة.
ويدفع الآن الوصول الوشيك لساعة "أبل" جولة جديدة كاملة من تطوير التطبيقات، والذي يعد تطبيق بيرسلان واحدًا منهم, إنه فعال على "آي فون" وتم اختباره منذ كانون الثاني/ يناير الجاري.
لكن يرى بيسلان أنَّ إمكاناته ستصبح أكبر في الساعة الذكية؛ لأنك لن تحتاج لفتح هاتفك للتنقل إلى التطبيق للحصول على المعلومات.
يعتقد بريسلان أنَّ حالة الاستخدام المثالية للتطبيقات في الساعة هي المرافق الصغيرة التي تسهل حياتك اليومية, فهو يستخدم إحدى الأدوات للتحكم في تشغيل روابط الوسائط وقراءة الرسائل، وشاشة المكالمات، ومعرفة مواعيد القطارات, وكل ما يشير إليه هو مهام صغيرة يمكن إكمالها من دون الحاجة لسحب واستخدام الهاتف.
ويعتقد أيضًا أنَّ ساعة "أبل" ستقوم بزيادة تلك الفوائد الإضافية من خلال خبرتها في تصميم الواجهة.
أما ديفيد سميث، مطور آخر لـ"آي فون", والذي طور تطبيقات الكتب المسموعة، فيرى أنه من خلال تحويل التفاعل من هاتفك إلى معصمك، فسيخلق ذلك تجربة يومية أكثر مرونة، فضلًا عن عشرات التفاعلات المتناهية الصغر بدلًا من التفاعلات التي لدينا يوميًّا.
وأكد سميث: "يمكنك بسهولة إرسال رسالة نصية، والتحقق من موعدك المقبل، وإضافة تذكير إلى القائمة، أعتقد أنني ساعتمد على ساعتي من أجل مواصلة التحديثات خلال اليوم".
وأصبح الإعلان الرسمي لساعة "آبل" على بعد أسبوع واحد, من الجائز في آذار/ مارس المقبل, علمًا بأنَّ الرئيس التنفيذي, تيم كوك, صرَّح بأنه سيكون في نيسان/ أبريل المقبل.
وتعمل "أبل" بشكل وثيق مع بعض المطورين لوضع اللمسات الأخيرة واختبار تطبيقاتهم، وأيضًا دعوة عدد قليل إلى مقر كوبرتينو من أجل الاختبارات العملية.
في حين أكدت تقارير أنَّ الشركة أمرت بـ5 ملايين نسخة للدفعة الأولى، وتبدو فرصة إنشاء تطبيق لتلك الساعة المربعة الثمينة محيرة للغاية, ويعتقد بعض المحللون أنَّ ساعة "أبل" قد تبيع مليون نسخة في عطلة نهاية الأسبوع الأول من عرضها للبيع، وستبلغ 20 مليون بحلول نهاية العام 2015.
إذن, فكيف سيكون شكل تطبيق المعصم؟ حاول أنَّ تسأل هؤلاء الذين يكتبون لمنصة "Android Wear" الخاصة بـ"غوغل", إذ تذكر البيانات الصادرة عن مؤسسة "كاناليس" "Canalys"، والمؤكدة من قِبل تحميل البيانات لتطبيق "Android Wear" من متجر "Google Play"، أنَّ 720.000 من وسائل "Android Wear " الذين يصلحون لكل الساعات الذكية تقريبًا تم شحنهم العام 2014.
ومن بين أكثر تطبيقات " Android Wear" شيوعًا على "غوغل بلاي" وجوه الساعات، فهناك العشرات منها وآلة حاسبة بسيطة, وعلى نطاق أقل "Mini Dialer" الذي يتيح لك طلب رقم هاتف عن طريق الساعة الذكية الخاصة بك.
في البداية، تقوم "أبل" بحدّ تطبيقات لساعتها, ولن تعمل على الوسيلة نفسها، ولكن من خلال مالك الهاتف المتصلة به عن طريق الـ"بلوتوث", وتشير صفحة "أبل" الخاصة بها أنَّ المستخدمين سيضبطون وقتهم، ويكون لديهم طرق جديدة للربط والصحة واللياقة البدنية, ولمّحت "أبل" في احتمالات نظامها أن يقوم بإرسال نبضات القلب لمرتديها، أو صور توضيحية صغيرة يرسمها على الشاشة، لمرتدي آخر.
وأكد بريسلان أنَّ التصميم لشاشة صغيرة كانت "مهمة شاقة" في البداية, ومع ذلك، فمن أجل إطلاق أول تطبيقات الساعة الذكية، قدمت "أبل" مكتبة صغيرة جدًا من الضوابط التي يمكن استخدامها لبناء واجهات التطبيق, وهذا ما يضع حدًا لدرجة تعقيد ومحتوى لمستخدمي تطبيق الساعة الذكية، مما يجعل المهمة أسهل بعض الشيء؛ فتحويل تطبيقات الهاتف الذكي في شاشة صغيرة للحفاظ على البساطة البديهية التي أسعى إليها هي الجزء الأكثر تحديًا لتطوير تطبيق الساعات بالنسبة لي حاليًا.
وتتيح لك "الخدمات العاطفية" التواصل مع من تحبهم, في حين أنه قد يحدث بعض من ذلك من خلال أشياء مثل الرسائل، وأعتقد أنَّ تلك الأشياء التي ستمكنك من مشاركة ما تقوم به، ورؤية ما يقوم به الشخص الذي يهمك قد يكون شيئًا عظيمًا جدًا, وأتطلع إلى إلقاء نظرات قلية على ما يقوم به أطفالي يوميًا من خلال معصمي طوال اليوم.
ويعد السؤال الأكثر إثارة بشأن الساعات الذكية، ولاسيما ساعة "أبل": كم مدة تستمر البطارية، وهل هذا يكفي؟ وهنا يؤكد مارك غورمان، مدير موقع "9to5Mac" ولديه سجل قوي عن التعاملات مع منتجات "أبل" مثل "HealthKit": "من المتوقع أنَّ تستمر بطارية الساعة الذكية لمدة 19 ساعة من الجمع بين الاستخدام الإيجابي والسلبي، وربما اثنين أو ثلاثة أيام في وضع الاستعداد أو وضع الطاقة المنخفضة, ولكن ستحتاج بالتأكيد للشحن كل ليلة تقريبًا".
ثم صرَّح سميث: "الشيء الذي تملكه "أبل" في صالحها هو دورة التعزيز الإيجابي المدفوعة بفائدة الجهاز، فكلما استخدمتها، أجد أنها مفيدة واجعلها جزءًا من حياتي, أما الشيء الذي يزعجني هو أنَّ أقوم بشحنها, من الواضح أنَّ هناك حدودًا لذلك، ولكن ما دام الجهاز يمكن أنَّ يجعل إزعاج شحنها متوازنًا مع فائدتها فأعتقد أنَّ الأمور ستكون على ما يرام".
أما السؤال الكبير الآخر هو: "هل ستستبعد ساعة "أبل" "Android Wear"، أو تقوم بمساعدتها على هذا، يعتقد مطور تطبيق "Mini Dialer", جونسون، أنها ستساعد مبيعات "Android Wear"، لأنها ستزيد من وعي واهتمام المستخدمين لأنها تعمل على اكتشاف القدرات التي توفرها لمرتديها.
ويوافق لارينت على أنَّ ساعة "أبل" ستقدم المد المتصاعد لتعويم القوارب على المنصات الأخرى؛ فالساعات الذكية ستصبح أكثر جاذبية، كما أنَّ "أبل" شركة متخصصة في التسويق.
أما راسيل إيفانوفيتش، من شركة التطبيق الأسترالية "Shifty Jelly"، وهو مؤيد متحمس لـ"Android Wear"، يذكر أنه منصة أعلى بكثير من ساعة "أبل", فهو يقوم بمعالجة الأمور محليًا، ولديه دوام على الشاشة, هناك بالفعل الساعات التي تمكنك من تتبع أعمالك عن طريق "GPS" دون الحاجة إلى الارتباك مع الهاتف، وهو شيء لن تقدر على القيام به ساعة "أبل".
وحتى مع ذلك، يؤكد إيفانوفيتش: "ساعة "أبل" ستكون أكثر نجاحًا؛ لأنها مصنوعة ومسوقة من قِبل شركة "آبل", والناس ستشير إلى أصغر التفاصيل وذلك هو سبب نجاح ساعة "أبل"، ولكن في نهاية المطاف سننتهي إلى حقيقة بسيطة وهي أنَّ "آبل" صاحبة أفضل المنتجات على الإطلاق, فهم يعرفون كيفية بناء توقعًا لمنتجاتهم, ويعرفون كيفية الحدّ من دعم المنتج المذكور عندما يكون متاحًا للمرة الأولى, ويعرفون كيفية تسويق منتجاتهم في طريقة ما تجعلك "لابد أنَّ تشتريه، في الأساس، فإنَّ منتجات شركة "أبل" موجودة في القلب وتبدو "غوغل" لي شركة هندسية مدفوعة لم تتعلم بعد كيفية التنسيق مع الجميع لإطلاق منتج بشكل جيد".
أرسل تعليقك