واشنطن - يوسف مكي
واستعانت الدراسة بمجموعة من الصور وفرها المسبار الخاص ببرنامج استكشاف المريخ، التابع لوكالة الفضاء الأمريكية "ناسا"، وباستخدام الكاميرا الخاصة "HiRISE".
ووجد الباحثون من خلال مراقبة الحفر أو الفوهات على سطح الكوكب الأحمر، أن ذوبان الثلوج والجليد يمكن أن يتسبب في تدفقات قصيرة من المياه، تتحرك في جميع أنحاء الكوكب.
ويعزى ذلك إلى ارتفاع درجات الحرارة الناتجة عن حدوق الميل المواتي لكوكب المريخ قبل 500 ألف عام في اتجاه الشمس، ومن الممكن أن يحدث ميل مماثل مرة أخرى في غضون 140 ألف عام.
وقاد فريق البحث المرشح لمناقشة رسالة الدكتوراه تجالينج دي هاس، من جامعة "أوتريتش" في هولندا، وركزت الدراسة تحديدًا على حفرة متسعة في المريخ تسمى "استوك"، والتي يعتقد أنها تشكلت قبل نحو مليون عام.
ويعتقد العلماء أن الماء المثلج الموحل تدفق من جدران هذه الفوهة في منتصف حياتها، التي يبلغ عمقها بوصات عدة.
ومن المثير للاهتمام، أن تدفق المياه هذه المرة، يتطلب عشرة أضعاف كمية المياه السائلة التي تدفقت سابقًا على سطح المريخ أكثر مما كان يعتقد سابقًا، وذلك حسبما ذكر موقع "Popular Mechanics" العلمي.
وأفاد دي هاس: "للمرة الأولى لدينا كمية كبيرة من المياه السائلة والثلوج التي ستنتج عن فترات ارتفاع درجات الحرارة الناتجة عن ميل المريخ تجاه الشمس".
ويقصد دي هاس، بالميل هنا هو الميل المحوري لكوكب المريخ، وهو الزاوية بين قطبيه ومستواه المداري، مما يعني أن الكوكب عند نقطة بعينها، يميل نحو الشمس أكثر مما هو عليه الآن، وبالتالي يشهد ارتفاع غير معقول في درجات حرارة في قطبيه.
وتختلف زاوية ميل الأرض في اتجاه الشمس، التي تتسبب في ارتفاع درجات الحرارة بواقع اثنين إلى ثلاث درجات مئوية، لأن القمر يشكل عامل استقرار للأرض، على الرغم من أنه لا يزال يتسبب في ظهور فترات دافئة و جليدية.
وتعبر زاوية ميل المريخ باتجاه الشمس أكبر بكثير، فيصبح الأثر الناتج أكبر بكثير، حيث ترتفع درجات الحرارة بصورة دراماتيكية إلى مابين 20 و 30 درجة مئوية، الأمر الذي يمكن أن يسفر عن تغيرات ضخمة على سطح الكوكب الأحمر.
ويقدر دي هاس أن أضخم كوكب في المجموعة الشمسية، كان يميل بما يكفي لتذوب الأسطح الجليدية والثلوج في قطبيه وتتحول إلى ماء جارٍ.
ويقع هذه على الأرجح كل عشرة إلى 100 عام أرضية، عندما يصل المريخ إلى مستوى عال من الميل باتجاه الشمس، بزاوية ميل مابين 30 إلى 35 درجة، بما يسمح للوصول إلى الحد الأدنى للذوبان لتوفير الماء السائل على سطح الكوكب الأحمر.
وعادة ما يتبخر الماء السائل على سطح المريخ على الفور، نظرًا لافتقار الكوكب للغلاف الجوي، ولكن إذا تدفق الماء بما يكفي، فمن الممكن أن يدوم لفترة وجيزة.
وأضاف دي هاس، أنه في حالة ارتفاع الجليد القطبي، يصبح الجو أكثر كثافة وتبدأ الدورة الهيدرولوجية، مما يؤدي إلى تساقط الثلوج في الجزء الأسفل من خطوط العرض.
وجدير بالذكر أن الدراسة نشرت في مجلة "Nature Communications" العلمية.
أرسل تعليقك