دبي - جمال أبو سمرا
شهدت الإمارات ثورة إلكترونية ذكية طورت المجتمع بخطوات حضارية كبيرة حتى باتت تنافس الدول العريقة، وحين أطلق حاكم دبي، محمد بن راشد مبادرة التحول إلى الحكومة الذكية في آيار/ مايو من العام الماضي، كان غايتها إسعاد المتعاملين، ورغم وجود تحديات تواجه الحكومة الذكية أهمها التحول من رضا المتعاملين إلى إسعادهم، وتوفير أمن وحماية التطبيقات المستخدمة، إلا أن الركيزة الأساسية في نجاح التجربة تتمثل في التعاون بين الوزارات والهيئات والمؤسسات على المستويين الاتحادي والمحلي. والآن تبدو دبي في سباق مع الزمن لتتحول الى مدينة ذكية بمرافقها وخدماتها.
وأكد رئيس لجنة دعم مشروع مدينة دبي الذكية، في هيئة "الطرق والمواصلات"، عبد الله المدني، أن التنقل الذكي أحد أبرز أعمدة المدن الذكية، مشيرا إلى أن المدينة الذكية تضع راحة ورفاهية السكان في بؤرة اهتماماتها وتقدم خدماتها بكفاءة عالية من خلال التقنيات الحديثة والمتطورة، وبين أنه خلال الفترة الأخيرة، تركز توجهات المدن العالمية المتقدمة على مجالات رئيسية لتحقيق التنقل الذكي والمستدام.
ولفت المدني إلى أن تطوير وتشجيع أنظمة النقل الجماعي وتعزيز دورها هو أحد أهم هذه المجالات، فعلى سبيل المثال رؤية مؤتمر الاتحاد العالمي للمواصلات تتمثل في مضاعفة حصة النقل الجماعي حتى عام 2025، بالإضافة إلى التوسع في تطبيق التقنيات الحديثة لرفع كفاءة أنظمة المرور والنقل الجماعي، كما أن تحقيق التكامل الفيزيائي والمعلوماتي بين وسائل النقل جعل الخدمات الإلكترونية هي الأساس في تقديم الخدمة للجمهور والتسويق الذكي للخدمات، بما يعني ترويج الخدمة المناسبة للشخص المناسب في الوقت المناسب.
وأضاف أنه سيكون للنقل الذكي تأثير واضح في تغيير نمط الحياة من خلال التوسع في التطبيقات والخدمات الذكية وتوفيرها لشرائح مختلفة من السكان والزوار، إلى جانب التغيير في أساليب إنجاز الأعمال والمعاملات بحيث يصبح من الممكن إنجاز الكثير من المعاملات والتسوق دون الحاجة للقيام بأية رحلات من خلال الخدمات والتسوق الإلكتروني.
وتابع قوله "يوجد لدينا خطة شاملة لتطوير أنظمة المرور والنقل والتقنية، وقد تم تطبيق عدد من هذه الأنظمة في المجالات كلها مثل نظام التحكم المركزي للإشارات الضوئية لتنظيم حركة المرور على التقاطعات من خلال بيانات دقيقة توفرها مجسات مثبتة في مناطق مختلفة، كما أن الهيئة بصدد تركيب كاميرات ذكية للنظام، علاوة على تطبيق نظام المواقف الذكية لدفع رسوم المواقف باستخدام الهاتف المحمول.
وأضاف:" لدينا أيضاً نظام مترو آلي بلا سائق بطول75 كيلومتراً، ويعد أطول قطار في العالم يعمل دون سائق، ويقوم بتشغيله نظام آلي متخصص وفق جداول زمنية محددة مسبقاً. ويتضمن أعلى مستوى من "الديكورات" والتشطيبات، ومحال داخل المحطات لتيسير الخدمات للجمهور، ومداخل وممرات لذوي الاحتياجات الخاصة والإعاقة البصرية. وأشار إلى أنه يتضمن أيضاً نظاماً آلياً لإدارة ومراقبة حركة الحافلات ومساراتها وجداولها الزمنية، ونظام آلي لتعريفة النقل الجماعي "بطاقة نول"، بحيث يدفع مستخدم وسائل النقل الجماعي (المترو، الحافلات والتاكسي المائي) التعريفة من خلال بطاقة الكترونية أو باستخدام الهواتف الذكية تقنية (NCF)، حيث وصل عدد البطاقات الصادرة إلى 7.5 ملايين بطاقة.
وأوضح المدني أن نظام تخطيط الرحلات الآلي "وجهتي" يوفر للمتعاملين تخطيط رحلاتهم بشكل مسبق مع إمكانية توفير المعلومات على تطبيقات أخرى مثل أجندة العمل والبريد الإلكتروني وقنوات التواصل الاجتماعي، ويتم توفير خدمة "واي ـ فاي" في مرافق المواصلات العامة بما فيها الحافلات ما بين المدن والاستفادة منها في التواصل مع الركاب حول وسائل النقل التي يستخدمونها. وأوضح أن الهيئة ركبت 620 شاشة في المحطات لتوفير المعلومات الفورية للركاب حول مواعيد وصول القطارات والحافلات، كما تنشر بيانات النقل العام على خرائط جوجل لتصبح بذلك دبي أول مدينة تفعل ذلك في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
أشار إلى أن خدمات "التاكسي" الذكي تتضمن شاشات إلكترونية داخل المركبة لتوفير خدمات عدة للركاب تشمل إمكانية الاستفسار عن رحلات الطيران، وقريباً سيتمكن الركاب من دفع تعرفتها باستخدام بطاقات "نول" والبطاقات الائتمانية.
أرسل تعليقك