نجح فريق من العلماء بجامعة كولومبيا الأميركية في إنشاء روبوتات بسيطة تشبه الخلايا في قدرتها على التجمع معًا لتشكيل مجموعات كبيرة، وتتحرك بطريقة منسقة لنقل الأشياء، وفقاً لما نشرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
يستطيع روبوت الجسيمات، الذي يبلغ طوله 15.5 سم وعرضه 23.5 سم، الاستجابة للضوء. وأطلق العلماء تسمية "روبوتات الجسيمات" على الابتكار الجديد، الذي يتشابه في الكثير من الأوجه مع سيناريو "غراي غو"، الذي سبق أن أطلق الأمير تشارلز تحذيرات بشأنه.
تحذيرات الأمير تشارلز
إن "غراي غو" هو سيناريو افتراضي لنهاية العالم يشمل تكنولوجيا النانو الجزيئية، التي تستهلك فيها الروبوتات ذاتية التكرار الكتلة الحيوية على سطح كوكب الأرض.
اقرأ أيضًا:
الذكاء الاصطناعي يعلم الروبوتات كيف تمشي بمفردها
ومنذ 16 عامًا، قال الأمير تشارلز إن التقدم في مجال الهندسة المجهرية يمكن أن يؤدي إلى ظهور آلات بحجم البكتيريا تلقي النفايات على الأرض.
وأخذت الجمعية الملكية والأكاديمية الملكية للهندسة مخاوف أمير ويلز على محمل الجد، وتم بدء حملة تحقيقات في عام 2003 في علم التكنولوجيا النانوية الناشئة. وأصر اللورد ماي، كبير العلماء الحكوميين السابق ورئيس الجمعية الملكية آنذاك، على أن توقع استنساخ الديناصورات هو احتمال أكثر قابلية للتحول إلى حقيقة عن حدوث كابوس "غراي غو".
التشغيل دون سيطرة مركزية
وقال بروفيسور هود ليبسون، رئيس مختبر الآلات الإبداعية بجامعة كولومبيا في نيويورك: "يمكن اعتبار أن الروبوتات المبتكرة، إلى حد ما، تجسيداً لأسطورة غراي غو"، موضحاً أنه لا توجد "نقطة فشل واحدة في عملها كما لا يتطلب تشغيلها سيطرة مركزية. وعلى الرغم من أنها مازالت في مرحلة بدائية إلى حد ما، إلا أنه بات معروفا الآن أن مثل هذا النموذج الأساسي للروبوت ممكن إنتاجه بالفعل".
تأخذ الروبوتات شكل قرص، وتتصل ببعضها البعض بطريق مغناطيسية، ولا تقوم بأي مهمة بشكل فردي، باستثناء التمدد والانكماش. تتفاعل الروبوتات المبتكرة دون أي حافز خارجي. وتتحرك بشكل عشوائي، ولكن عند برمجتها لضبط أقطارها استجابة لإشارة بيئية، فإنها تنجذب بشكل جماعي إلى مصدر الإشارة.
تجارب الاستجابة للضوء
أظهرت المحاكاة الحاسوبية أن 100 ألف آلة يمكنها التنقل وتخطي العقبات للوصول إلى اتجاه مصدر الضوء، ويمكنها في هذه الأثناء تحريك ونقل الأشياء الموضوعة في وسطها.
كما أظهرت تجارب المحاكاة، أن الروبوتات تتسم أيضاً بالمرونة تجاه الفشل الفردي، أي عندما فقدت 5 جسيمات آلية قدرتها على التحرك والاستجابة تمكن باقي السرب من الوصول إلى الهدف.
تنظيف المناطق والاستكشاف
وقال فريق العلماء: "إن الهدف من المشروع هو محاكاة الطريقة التي تتصرف بها الخلايا البيولوجية".
وتطلعاً إلى مستقبل تكنولوجيا النانو، قال بروفيسور ليبسون: "نعتقد أنه سيكون من الممكن في المستقبل إنتاج هذه الأنواع من الروبوتات من ملايين الجزيئات الصغيرة، مثل الميكروبيدات، وهي جسيمات بوليمرية منتظمة، تتراوح أقطارها عادةً من 0.5 إلى 500 ميكرومتر، والتي تستجيب للصوت أو الضوء أو التدرج الكيميائي.
ويمكن استخدام هذه الروبوتات للقيام بأشياء مثل تنظيف المناطق أو استكشاف التضاريس والهياكل غير المعروفة.
قد يهمك أيضًا:
باحث يتوقّع أنّ يدفع البشر الأموال إلى "الروبوتات" نظير خدماتها في المنازل
تطوير تقنية تُمكن "الروبوتات" الجنسية من الشعور باللمسات البشرية
أرسل تعليقك