واشنطن ـ يوسف مكي
يتعرّض مهندسو الصواريخ الأميركيون لضغوط كبيرة بهدف إنجاز مهمتهم المُقبلة لكوكب المريخ، والوصول إلى حدود الأداء التكنولوجي، إذ أخبر علماء الفضاء وكالة "ناسا" أنهم يريدون تحقيق حلم كبير بعد التأكد من أن الروبوت الجديد، المقرر إطلاقه في العام 2020، سيتمكن من زيارة أكبر عدد ممكن من المواقع على المريخ لزيادة فرص اكتشاف علامات الحياة القديمة على الكوكب الأحمر.
ولفتت صحيفة "غارديان" البريطانية إلى أن إيجاد عينات من الصخور والحفريات في مخابئ سطح المريخ، والعودة بها إلى كوكب الأرض، في مهمة معقدة، يكلف أكثر من 10 مليارات دولار، وبالنسبة إلى هذا الاستثمار يقول المجتمع العلمي إنه يرغب في الحصول على أقوى فرصة ممكنة لإيجاد علامات على وجود حياة قديمة على المريخ، وبالتالي دعا إلى استخدام المسبار الروبوت على الكوكب الأحمر لزيارة أكبر عدد ممكن من الأماكن حيث يمكنه جمع الصخور، ومع ذلك، فإن هذه المهمة ستُهلك الروبوت حيث سيعمل بكامل طاقته.
وقالت بيثاني إلمان، عالمة الكواكب في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، نقلا عن مجلة "نيتشر" هذا الشهر: "يفضل المجتمع المهمة الضخمة"، مضيفة: "إذا أردنا عودة بسيطة من على الكوكب، يجب أن تكون نموذجا لذاكرة التخزين المؤقتة للعصور".
وقال ماثيو غولومبيك، من مختبر دفع النفاث التابع إلى "ناسا" في باسادينا، كاليفورنيا: "الكوكب اليوم لا يكاد يكون لديه أي غلاف جوي، ولا يوجد ماء سائل، ويتم قذف سطحه بإشعاع شديد، نعتقد الآن بأن احتمال وجود حياة على سطحه ضئيلة، أو على الأرجح غير موجودة"، لذلك تم تصميم مهمة المريخ المقبلة من "ناسا" للإجابة عن سؤال: هل كانت هناك حياة على كوكب المريخ؟
ويركز العلماء الأميركيون على الصخور التي تشكلت في بيئات مائية منذ مليارات الأعوام، عندما كان الكوكب أكثر تشابها بكوكب الأرض، هذه الصخور عند تشكيلها، تحافظ على بقايا أي حياة ازدهرت على سطح الكوكب، قبل أن يتبخر الغلاف الجوي للكوكب، وتغلي مياهه السطحية.
وستكون مهمة مركبة المريخ التالية، التي لم يُطلق عليها اسم بعد، هي الحفر في الرواسب، وجمع عينات، ووضعها في أنابيب اختبار يتم التخلص منها في مخابئ، وكان الاقتراح الأصلي هو إنشاء ذاكرة تخزين مؤقتة واحدة، ولكن في اجتماع هذا الشهر، ضغط العلماء من أجل إنشاء العديد منها.
وحُدّد ثلاثة مواقع قريبة من بعضها البعض على أنها واعدة بشكل خاص، وتم اختيارها على أساس أنها مفضلة بين العلماء في الاجتماع في جلينديل، كاليفورنيا، وتعرف هذه الأماكن على المريخ باسم فوهة غيزيرو، شمال شرق سيريتس وميدواي.
ويعتقد بأن ميدواي وغيزيرو هما الأكثر فائدة، ومع ذلك فإن الموقعين على بعد 17 ميلاً، أما الروبوت الأكثر تقدما في "ناسا" حاليا يسمى كوريوسيتي "Curiosity"، وهو سفينة شقيقة إلى المركبة الفضائية القادمة، وسافرت لمسافة 12 ميلا فقط منذ هبوطها في العام 2012.
وتخطّط "ناسا" بحلول عام 2026 لإطلاق بعثة متابعة من شأنها أن تطلق قاذفة صواريخ وروبوت جديد، تدعى فيتش روفر "Fetch Rover"، على سطح المريخ، وسيجمع فيتش روفر المخابئ ويعيدها إلى الصاروخ الذي سيقوم بعد ذلك بتفجير العينات في مدار حول المريخ، وهناك يلتقي مع مركبة مدارية لنقل العينات إلى الأرض.
أرسل تعليقك