واشنطن ـ يوسف مكي
كشفت دراسة جديدة أن الأشخاص مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي بشكل مبالغ فيه، يظهر عليهم سمات صناع القرار غير الصائبة المشابهة لمدمني المخدرات، والمقامرين، حيث وجد الباحثون في جامعة ولاية ميتشغان، صلة بين الاستخدام الكثير لوسائل التواصل الاجتماعي، وعملية صنع القرار الخطرة الشائعة في أنواع الإدمان الأخرى.
وذكرت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية أن هذه أول دراسة تفحص العلاقة بين هذه الأنواع من قدرات صنع القرار، ووسائل التواصل الاجتماعي، وتلفت الانتباه مرة أخرى إلى تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الصحة العقلية.
وقال دار ميشي، مؤلف الدراسة وأستاذ مساعد في جامعة ولاية ميتشغان، في هذا السياق "نحو ثلث البشر على كوكب الأرض يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي، ويعرض بعض هؤلاء الناس استخداما غير لائق ومفرط لهذه المواقع، وستحفز نتائجنا بشكل مأمول المفرطين في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي على أخذ المشكلة على محمل الجد".
وأضاف: "يتم تقويض عملية صنع القرار كثيرا لدى الأفراد الذين يعانون من اضطرابات تعاطي المخدرات، وفي بعض الأحيان يفشلون في التعلم من أخطائهم ويستمرون في مسار النتائج السلبية، لكن لم يسبق لأحد أن نظر في هذا السلوك كونه مرتبط بمستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي بشكل مبالغ فيه، لذا حققنا في هذا التوازي المحتمل بين مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي بشكل مبالغ فيه، ومسيئي استخدام المواد المخدرة".
أقرأ أيضاً : "واتسآب" يتوقف عن العمل في بعض أنظمة تشغيل الهواتف الذكية القديمة
وتشير المؤسسات الخيرية للصحة والرفاهية بشكل متزايد إلى تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على أمور مثل النوم والصحة العقلية، وحتى العلاقات.
وأطلقت الجمعية الملكية للصحة العامة أول حملة مشاركة على الإطلاق للتشجيع على ترك وسائل التواصل الاجتماعي، مثل "أنستغرام" و"فيسبوك" و"تويتر"، في سبتمبر/ أيلول، وشهد هذا الشهر تراجع ما يقرب 320 ألف شخص في المملكة المتحدة عن استخدام هذه المواقع.
وأدخلت كبرى شركات التكنولوجيا استجابة لمثل هذه الدعوات، تدابير لمساعدة المستخدمين على إدارة وقتهم بشكل أفضل على وسائل التواصل الاجتماعي.
وأطلق موقع أنستغرام مؤخرا، لوحة بيانات لنشاطاتك تسمح للمستخدمين بوضع حد للاستخدام اليومي للتطبيق.
وأوضح ميشي "مع وجود عدد كبير جدا من الأشخاص يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي، أصبح مهما لنا فهم طريقة استخدامها. أؤمن بأن هذه الوسائل لها فوائد كبيرة للأفراد، ولكن هناك أيضا جانب مظلم عندما لا يتمكن الناس من سحب أنفسهم بعيدا عنها، لذا نحن بحاجة إلى فهم أفضل لذلك، حتى نتمكن من تحديد ما إذا كان الاستخدام المفرط لها يعتبر إدمانا".
قد يهمك أيضاً :
مارك زوكربرغ يعلن عن "تحد شخصي" جديد في عام 2019
مزايا سِريّة وغير مسبوقة على "واتساب" في التحديث الجديد
أرسل تعليقك