واشنطن ـ يوسف مكي
يقتحم الروبوت والذكاء الصناعي مجالات جديدة كل يوم، وغالبا ما يكون هذا على حساب البشر، الذين يفقدون وظائفهم ومصادر دخلهم، على الأقل هذا ما هو واضح حتى الآن، إلا إذا ظهرت مجالات جديدة لتشغيل الأيدي العاملة البشرية، ففي خضم الثورة الرقمية التي يعيشها العالم اليوم وأحدث تقنياتها، يكاد لا يخلو قطاع من أحد أدواتها، وتعد الخدمات المالية أحد القطاعات المتعطشة لتقنيات الأتمتة نظرا للعمليات كثيفة العمالة في الصناعة المصرفية، حيث أشارت دراسة لشركة الخدمات المالية الأميركية ويلز فارغو، إلى أن الكفاءات التكنولوجية ستسفر عن أكبر انخفاض في أعداد العاملين بالقطاع المصرفي الأميركي في تاريخه.
وتوقعت الدراسة أن يتم تقليص نحو 200 ألف وظيفة في البنوك الأميركية في السنوات العشر المقبلة، بحسب ما ذكرت وكالة رويترز، ووفقا للدراسة فإن ما تنفقه شركات التمويل الأميركية على التكنولوجيا، التي تقدر بنحو 150 مليار دولار سنويا، ستؤدي لانخفاض التكاليف، نصفها يذهب من خلال التقليل من أعداد الموظفين، حيث يعتقد أن خفض عدد الوظائف الثانوية والفروع ومراكز الاتصال يتم بمقدار يتراوح بين الخمس والثلث، ولكن تبقى الوظائف المرتبطة بالتكنولوجيا والمبيعات والمشورة والاستشارات هي الأقل تضررا.
وتلجأ البنوك لأتمتة العمليات فيها بهدف تقليل المعالجة اليدوية للبيانات الضخمة للحد الأدنى وبالتالي تجنب الأخطاء وتوفير الوقت، وبإدخال برامج الروبوت لهذه العمليات، ربما تعمل على تقليل تكلفة المعالجة بنسبة 30 في المئة إلى 70 في المئة، وفي تجربة هي الأولى من نوعها على مستوى العالم، نجحت مجموعة من الروبوتات في شنغهاي في إدارة أحد فروع بنك التعمير، الذي يعتبر ثاني أكبر البنوك الصينية، دعمها في ذلك تقنيات الواقع الافتراضي والذكاء الصناعي، وفي هذه التجربة، قامت الروبوتات بالترحيب بالعملاء والإجابة عن استفساراتهم باستخدام تقنية تمييز الصوت، بالإضافة إلى توفير كامل الخدمات المصرفية من فتح الحساب وحتى إغلاقه أو تحويل الأموال وإدارة الثروات.
وقد يهمك أيضًا
قرار فرض رسومٍ على "مكالمات التطبيقات" يُشعل الاحتجاجات في لبنان ووزير الاتصالات يتراجع
أرسل تعليقك