واشنطن ـ يوسف مكي
تمكّن المسبار "إنسايت" التابع إلى وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" من تسجيل صوت الدوّامة الترابية على المريخ، خلال أيامه الأولى على الكوكب الأحمر، ووفقا إلى وكالة الفضاء هذه هي المرة الأولى التي نسمع فيها صوت رياح المريخ.
وذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية أن مستشعرات "إنسايت" رصدت صوت الرياح على المريخ والتي كانت سرعتها بين 10 إلى 15 ميلا في الساعة (من 5 إلى 7 أمتار في الثانية) من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي، كما كان الصوت واضحا إذ إن مجسّات التنصت في "إنسايت" الذي سيستمر في مهمته مدة عامين متطورة وحسّاسة، تجعل الصوت المسموع طبيعيا، أي كما تسمعه الأذن البشرية على سطح المريخ تماما، وبخاصة إذا تم الاستماع بسماعات الرأس وبمضخم الأصوات.
وتقول "ناسا" إن الأصوات المسجلة في الأول من ديسمبر/ كانون الأول تترابط مع الشوائب الرئيسية الشاهقة التي لوحظت في منطقة الهبوط، ولجعل تلك الأصوات أكثر وضوحا عززت "ناسا" عدد الأوكتافات، مما يجعلها مسموعة على أجهزة الكمبيوتر والهواتف المحمولة، في حين لم ينطلق "إنسايت" لتسجيل صوت رياح المريخ على وجه التحديد، يقول الفريق إن هذا النوع من جمع البيانات نحصل عليه للمرة الأولى.
ووفقا إلى "ناسا" رصد مسبارها اهتزازات الرياح بواسطة اثنين من أجهزة الاستشعار الخاصة به، واحد مصمم لقياس ضغط الهواء وآخر لقياس الزلازل على سطح الكوكب.
وقال بروس بانردت، الباحث الرئيسي في "إنسايت" في مختبر "ناسا": "التقاط هذا الصوت لم يكن مخططا له"، وأضاف: "لكن أحد الأشياء الأساسية التي تكرّسها مهمتنا قياس الحركة على سطح المريخ، وهو ما يتضمن أيضا الحركة الناتجة عن الموجات الصوتية هناك"، ووفقا إلى فريق "إنسايت" قام الجهازان المختلفان بتسجيل الضوضاء بطرق مختلفة، في حين سجل مستشعر ضغط الهواء الإضافي الاهتزازات مباشرة، التقط جهاز قياس الزلازل الاهتزازات التي تسببها الرياح المارة فوق الألواح الشمسية، ويتم في نهاية المطاف استخدام البيانات التي تم جمعها من خلال تجربة المسح الزلزالي للهيكل الداخلي (SEIS) من "إنسايت"، في الأشهر التي سبقت تحريكه على الأرض، بعد إلغاء الضوضاء في الخلفية.
وقال توم بايك، عضو فريق "إنسايت" العلمي ومستشعره المصمم في كلية إمبريال في لندن: "يعمل جهاز رصد الذبذبات الموجود في "إنسايت" مثل الأذن العملاقة وتستجيب الألواح الشمسية على جانبي المستشعر لتقلبات الريح والضغط الجوي".
ونشر الفريق عينة صوتية غير مُتغيّرة من تسجيل جهاز قياس الزلازل، كما تم إصدار نسخة ثانية تم تعزيزها باثنين من الأوكتافات لتسهيل الاستماع إليها.
أرسل تعليقك