لندن - مصر اليوم
اكتشف علماء الفلك إشارات لاسلكية غامضة ومتكررة في نمط منتظم من الفضاء السحيق كانت صامتة لمدة 67 يوما، في يونيو من هذا العام، وهذه هي المرة الثانية التي يتم فيها اكتشاف انفجار راديو بنمط متكرر يمكن تمييزه، حيث وقع اكتشاف الأول في فبراير من هذا العام. ويبدو أن ما يسمى التدفق الراديوي السريع 121102، يتبع نمطا دوريا من النشاط مثل آلية الساعة. وتعرف التدفقات الراديوية السريعة بأنها إشارات قادمة من الفضاء السحيق، تطلق نبضات لاسلكية متكررة للغاية تدوم جزءا من الألف من الثانية نحو كوكبنا. ثم، بعد 90 يوما من النشاط، يسكت التدفق الراديوي السريع لمدة 67 يوما في نمط يستمر في المجموع 157 يوما، والذي يبدو أنه يتكرر مرارا.
ولم يتمكن العلماء حتى الآن من تحديد كيفية إنشاء هذه التدفقات الراديوية أو سبب تكرارها بدقة، حيث شكّل اللغز تحديا للمجتمع العلمي منذ عام 2007 عندما وقع اكتشاف أول تدفق راديوي سريع عن طريق الخطأ في مجموعة من البيانات. وأوضح عالم الفلك بجامعة هارفارد أبراهام لوب في وقت سابق من هذا العام، أن جميع النظريات حول أصل الإشارات، بما في ذلك النظريات الفضائية، يجب أن تكون مطروحة على الطاولة، قائلا: "في الوقت الحالي ليس لدينا دليل دامغ يشير بوضوح إلى طبيعة التدفق الراديوي السريع، لذا، ينبغي النظر في جميع الاحتمالات، بما في ذلك الأصل الاصطناعي".
لكن علماء الفلك يتخذون خطوات نحو حل اللغز، بفضل تدفقات 121102، التي استيقظت من سباتها البالغ 67 يوما. وبناء على البيانات التي وقع جمعها على مدى 5 سنوات، توقع الفريق أن التدفقات الراديوية السريعة ستطلق إشارة في يوليو أو أغسطس من هذا العام، بعد رصدها في شهر فبراير.ورجح الباحثون أصلها إلى مجرة قزمة واقعة على بعد 3 مليارات سنة ضوئية. ونظرا لبعد التدفقات الراديوية 121102، يتوقع العلماء أن تدفقات 121102 يمكن أن تنشأ في نظام نجمي ثنائي مع فترة مدارية لمئات الأيام.
ويمكن لثنائيات الأشعة السينية (ثنائي من النجوم حيث يقوم نجم نيوتروني أو ثقب أسود بسحب المادة من رفيقه) أن تطلق كميات كبيرة من الطاقة في شكل أشعة سينية وانبعاثات راديو. وقام الباحثون في معهد ماكس بلانك لعلم الفلك الراديوي بمراجعة دورة تدفقات 112102، معتقدين أنها أقرب إلى 161 يوما. ويعتقد علماء الفلك في المرصد الوطني لعلم الفلك في الصين أن النشاط سيتوقف في وقت ما بين 31 أغسطس و9 سبتمبر 2020. ويتكهن بعض العلماء بأن التدفقات الراديوية السريعة مرتبطة بالنجوم المغناطيسية، وهي النجوم النيوترونية ذات المجالات المغناطيسية القوية للغاية.
قد يهمك أيضًا:
فلكيون يُعلنون عن انفجار غامض في أقرب نجم من الشمس
علماء الفلك يكشفون عن واحد من أقدم النجوم في مجرة درب التبانة
أرسل تعليقك