توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أعرب البعض عن مخاوفه من تأثير تطوّرات الذكاء الصناعي

خبراء أميركيون يُبدون توقعاتهم بشأن العالم المُدجّج بالنظم الآلية

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - خبراء أميركيون يُبدون توقعاتهم بشأن العالم المُدجّج بالنظم الآلية

الذكاء الصناعي على الجنس البشري
واشنطن ـ يوسف مكي

يَعتبر الخبراء أنّ تصاعد الذكاء الصناعي سيحسّن أوضاع غالبية الناس في العقد المقبل، ولكنّ كثيرين يعبّرون في المقابل، عن مخاوفهم من تأثير تطوّرات الذكاء الصناعي على معنى الانتماء إلى الجنس البشري، ومعنى أن يكون الإنسان منتجًا ويتمتّع بالإرادة الحرّة.

تعزيز قدرات الإنسان

تضاعف الحياة الرقمية قدرات البشر ولكنّها أيضًا تعيق نشاطات يمارسونها منذ الأزل، وقد أصبحت الأنظمة التي تتحكم بها برامج الترميز اليوم أكثر انتشارًا، حيث إن أكثر من نصف سكان العالم يعتمدون عليها في عالم المعلومات والاتصالات، فيستفيدون من فرص هائلة تقدّمها لهم، إلا أنهم يواجهون مخاطر غير مسبوقة بسببها.

أقرأ أيضا:

شركة تنوي زراعة "غوغل" في أدمغة البشر والقضاء على المدارس

ولكن مع استمرار الذكاء الصناعي المدعوم بالبرمجيات الممنهجة (الخوارزميات)، في التوسع، يُطرح التساؤل: "هل ستصبح أوضاع البشر في المستقبل أفضل مما هي عليه اليوم؟"، في صيف 2018، جمعت مبادرة أميركية لاستقطاب أصوات الخبراء ما يقارب 979 من روّاد عالم التقنية، والمبتكرين، والمطوّرين، ورواد الأعمال وصنّاع السياسات، والباحثين والناشطين للإجابة عن هذا السؤال.

وتوقّع هؤلاء أن تضاعف شبكة الذكاء الصناعي الفعالية البشرية ولكنّها في الوقت نفسه، ستهدّد الذاتية والقوة والقدرات البشرية. وتحدّث الخبراء عن الاحتمالات الكبيرة والمتنوعة، كإمكانية مساواة الكومبيوتر أو حتى تفوقه على الذكاء وكذلك على الإمكانات البشرية في إتمام مهام أساسية كاتخاذ القرارات المعقّدة، والمنطق والتعلّم، والتحليلات الصعبة والتعرّف إلى الأنماط، والفطنة البصرية، والتعرّف إلى الكلام وترجمة اللغات، كما شدّدوا على أنّ الأنظمة «الذكية» في المجتمعات، والمركبات والمباني والمصانع، والأعمال الزراعية والتجارية، ستوفّر الوقت والأموال والأرواح، وستتيح الفرص للأفراد للاستمتاع بمستقبل ذي طابع شخصي أكثر.

تفاؤل وتشاؤم

ركّز الكثيرون في ملاحظاتهم المتفائلة على العناية الصحية والتطبيقات الكثيرة المحتملة للذكاء الصناعي في مجال تشخيص الأمراض وعلاج المرضى أو مساعدة المواطنين الطاعنين في السن على التنعّم بحياة أفضل وأصحّ، كما عبّروا، وفقًا لموقع "بيو إنترنت"، عن حماستهم لدور الذكاء الصناعي في وضع برامج شاملة للصحة العامّة مبنية على كميات هائلة من البيانات التي قد يُصار إلى جمعها في السنوات المقبلة في جميع المجالات من الجينوم الفردي إلى التغذية، علاوة على ذلك، توقّع عدد من هؤلاء الخبراء أنّ يساعد الذكاء الصناعي في إحداث تغيّرات طال انتظارها في أنظمة التعليم الرسمي وغير الرسمي.

وعبّر معظم الخبراء المشاركين، المتفائلين منهم وغير المتفائلين، عن مخاوفهم من تأثير هذه الأدوات على العوامل الأساسية للطبيعة البشرية على المدى البعيد، وكان قد طُلب من جميع المشاركين في هذه المبادرة شرح السبب الذي يدفعهم إلى الاعتقاد بأنّ الذكاء الصناعي سيحسّن أوضاع البشر أم سيؤدي إلى تراجعها. وتشارك كثيرون في مخاوفهم، بينما قدّم آخرون مقترحات لمسارات لبعض الحلول.

تهديدات قوية

وتندرج أهم التهديدات في:

- الذكاء الصناعي ومستقبل البشر

 إذ يعبّر خبراء عن مخاوفهم ويقترحون الحلول، وقد يعيش الأفراد حالة من خسارة السيطرة على حياتهم حينما تتولّى أدوات "الصندوق الأسود" المعتمدة على برامج كومبيوترية تلقائيًا مسألة اتخاذ القرارات في المواضيع الأساسية، فيخسر البشر سيطرتهم على سير هذه الأمور، وسيتعمق هذا التأثير أكثر مع انتشار الأنظمة الآلية وزيادة تعقيدها.

- سوء استخدام البيانات:

يتمثل في استخدام البيانات والمراقبة في أنظمة معقّدة مصممة لجني الأرباح أو لممارسة السلطة. ويقع معظم أدوات الذكاء الصناعي أو سيقع في أيدي الشركات الهادفة إلى الربح أو الحكومات المتعطشة إلى السلطة. وغالبًا ما تفتقر الأنظمة الرقمية إلى القيم والأخلاق التي تعتمد على ترك مسألة اتخاذ القرار للناس أنفسهم.

- خسارة الوظائف

سيطرة الذكاء الصناعي على فرص العمل ستزيد من الانقسامات الاقتصادية وتؤدي إلى ثورات اجتماعية.

- زيادة التبعية

تراجع مهارات الأفراد الإدراكية والاجتماعية والحياتية، إذ بينما يرى الكثيرون في الذكاء الصناعي فرصة لمضاعفة الإمكانات البشرية، فإنّ آخرين يرون العكس، ويتوقعون زيادة اعتماد البشر على الشبكات المدفوعة بالآلات وتضاؤل قدرة الناس على التفكير لخدمة مصالحهم.

- الدمار (أسلحة ذاتية، وجريمة سيبرانية، وتحويل المعلومات إلى أسلحة)

يرى البعض في المستقبل مزيدًا من التراجع في البنى الاجتماعية - السياسية التقليدية ويتوقعون خسارة كبيرة في الأرواح نتيجة النمو المتسارع للتطبيقات العسكرية الآلية وتحويل المعلومات إلى سلاح على شكل أكاذيب وبروباغندا لضرب استقرار المجموعات البشرية، حتى إن البعض يتخوّف من نجاح القراصنة والمجرمين الإلكترونيين في الوصول إلى الأنظمة الاقتصادية.

- حلول غير شافية

أما الحلول المقترحة فتتوجه نحو تأمين جوانب الصالح العالمي في الدرجة الأولى، مثل:

- تعزيز التعاون البشري عبر الحدود ومجموعات الأطراف المؤثرة: أي تطوير التعاون الرقمي الهادف إلى خدمة المصالح البشرية بشكل أفضل ووضعه في سقف الأولويات. ولا بدّ من إيجاد وسائل تمكّن الناس حول العالم من التوصل إلى تفاهمات واتفاقات مشتركة.

- اعتماد أنظمة مبنية على القيم

تطوير سياسات لضمان توجيه الذكاء الصناعي نحو الإنسانية والصالح العام، واعتماد «عقلية إنشاء المشاريع المبتكرة غير الربحية» لبناء شبكات ذكية شاملة لا مركزية «مصبوغة بالتعاطف» مهمتها مساعدة البشر.

- منح الأولوية للأشخاص

تعديل النظم السياسية والاقتصادية لمساعدة البشر بشكل أفضل على «التسابق مع الروبوتات»، وإعادة توجيه الأنظمة الاقتصادية والسياسية نحو توسيع إمكانات وقدرات البشر بهدف زيادة التعاون البشري مع الذكاء الصناعي وضبط الاتجاهات التي قد تؤدي إلى تراجع أهمية البشر في وجه الذكاء المبرمج.

- دعوات إلى تنظيم شبكات الذكاء الصناعي

طرحت مجموعة "بيو إنترنت" على الخبراء المشاركين السؤال التالي: "رجاءً، فكِّروا في السنوات المقبلة حتى عام 2030، ما دام المحلّلون يتوقعون أنّ يصبح الناس أكثر اعتمادًا على شبكات الذكاء الصناعي في الأنظمة الرقمية المركّبة، ويعتبر البعض أننا كبشر سنواظب على تطوير حياتنا بناءً على النتائج الإيجابية بينما نستخدم هذه الأدوات الشبكية على نطاق واسع، في حين يرى آخرون أنّ اعتمادنا المتزايد على الذكاء الصناعي والأنظمة المرتبطة به سيؤدي غالبًا إلى نشوء مصاعب شائعة.

على الرغم من الجوانب السلبية التي يهابها الخبراء، صرّح 63% من المشاركين في هذه المبادرة بأنّهم يأملون أنّ يكون حال معظم الناس أفضل عام 2030، مقابل 37% قالوا إنهم يعتقدون العكس، ولفت عدد من رواد الفكر الذين شاركوا في هذا الاستطلاع إلى أنّ الاعتماد المتزايد للبشر على الأنظمة التقنية لن يسير على ما يرام إلاّ في حال تمّت مراقبة هندسة وتوزيع وتحديث هذه الأدوات والمنصات والشبكات عن قرب، أمّا أهم وأقوى وأشمل الإجابات التي حصلنا عليها فجاءت من:

- سونيا كاتيال، المديرة المساعدة في مركز "بيركلي للقانون والتقنية" وعضوة مجلس مستشاري الاقتصاد الرقمي في وزارة التجارة الأميركية، والتي توقّعت أنّه «في عام 2030، ستتمحور المجموعة الكبرى من الأسئلة حول كيفية تأثير فهم الذكاء الصناعي وتطبيقاته على مسار الحقوق المدنية في المستقبل، كما أنّنا سنكون على موعد مع الكثير من الأسئلة حول الخصوصية والخطاب وحقّ التجمّع والبناء التقني للتشخّص، التي ستُطرح من جديد في سياق الذكاء الصناعي وتدفعنا بدورها إلى طرح أسئلة إضافية في عمق معتقداتنا حول المساواة وتوفّر الفرص للجميع. أمّا تحديد هوية المستفيدين والمتضررين في هذا العالم الجديد فيعتمد على مدى التوسّع في تحليلنا لهذه الأسئلة اليوم لأجل المستقبل، المهم: علينا أن نعمل بجدّ لنتأكد من أنّ هذه التقنية لن تتعارض مع قيمنا".

- وقال إريك براينجولفسن، مدير "مبادرة الاقتصاد الرقمي" في معهد ماساشوستس للتكنولوجيا: "إن تقنيات الذكاء الصناعي تقوم الآن بتأدية أعمال (سوبرمان) أي فوق بشرية في عدد من المجالات، وأتوقع تحسنها بحلول عام 2030".

-أما برايان جونسون مؤسس شركة "كيرنيل"، المطورة لواجهات التفاعل بالشبكات العصبية، فقال إنه يعتقد بقوة أن النجاح سيعتمد على مدى قدرة النظم الذكية على تغيير الأنظمة الاقتصادية بشكل يدفع إلى تحسين حياة الإنسان.

وحذّرت مارينا غوربيس، مديرة "معهد المستقبل"، من "أنه من دون تغييرات ملموسة في الاقتصاد السياسي لدينا وفي أطر التحكم بالبيانات، فإن تطور الذكاء الصناعي سيخلق فجوة من عدم المساواة، وازديادًا في عمليات مراقبة الناس، وفي تفاعل النظم فيما بينها متجاوزة الإنسان".

قد يهمك أيضًا:

الروبوت "صوفيا" يطالب البشر باحترام الروبوتات

باحثون يُطورون سائلًا مطاطيًا يمكن أن يُستخدم في عدة تطبيقات

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خبراء أميركيون يُبدون توقعاتهم بشأن العالم المُدجّج بالنظم الآلية خبراء أميركيون يُبدون توقعاتهم بشأن العالم المُدجّج بالنظم الآلية



GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:52 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

GMT 09:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 21:45 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

فجر السعيد تفتح النار على نهى نبيل بعد لقائها مع نوال

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 20:43 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

الأمير هاري يتحدث عن وراثة أبنائه جين الشعر الأحمر

GMT 20:11 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

تكريم توم كروز بأعلى وسام مدني من البحرية الأميركية

GMT 09:56 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 12:18 2016 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

الروح والحب والإخلاص " ربنا يسعدكم "

GMT 23:59 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا

GMT 18:11 2024 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

3 تحديات تنتظر الزمالك قبل غلق الميركاتو الصيفي

GMT 07:33 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

"سيسيه يؤكد رفضت عروضا من أجل البقاء مع "الاتحاد

GMT 05:59 2024 الأحد ,14 تموز / يوليو

محمد النني يقترب من الدوري السعودي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon