صُوّر الشفق القطبي المحيط بالجانب الليلي من المريخ بواسطة مسبار الأمل الإماراتي، الموجود حاليا في مدار حول الكوكب الأحمر. ووصلت مهمة الإمارات لاستكشاف المريخ، وهي أول عملية استكشاف بين الكواكب تقوم بها دولة عربية، إلى مدار حول الكوكب الأحمر في فبراير من هذا العام. ويعد المسبار أول ما يصور "الشفق القطبي المنفصل" الناجم عن الإشعاع الشمسي الذي يضرب الجانب الليلي من الغلاف الجوي، ولا يمكن رؤيته إلا في الضوء فوق البنفسجي.
وقال الفريق إن لهذا آثارا ثورية على فهمنا للتفاعلات بين الإشعاع الشمسي والمجالات المغناطيسية للمريخ والغلاف الجوي للكواكب.
ويحتوي المريخ على ثلاثة أنواع من الشفق القطبي - بروتون ومنتشر ومنفصل - ولكن لا يمكن رؤية أي منها بالعين المجردة، فقط في أشكال مختلفة من الضوء فوق البنفسجي، والتي تتطلب كاميرا خاصة.
الذي يحدث نتيجة تفاعل الجسيمات المشحونة المنبعثة من الشمس مع المجالات المغناطيسية غير المنتظمة لكوكب المريخ، وتنشأ هذه المجالات المغناطيسية نتيجة لرواسب ضخمة من المعادن الممغنطة في قشرة سطح المريخ.
وسيستمر مسبار الأمل في جمع لمحة كاملة عن الغلاف الجوي للمريخ كل تسعة أيام على مدار العامين المقبلين، ما يوفر لعلماء الكواكب أول نظرة عامة عن الغلاف الجوي للمريخ بأكمله على مدى فترة زمنية أطول.
تعد هذه الصور الاستثنائية والغير مسبوقة هي المرة الأولى التي يتم فيها إلتقاط هذه الظاهره بتفاصيل عالية الدقة.
وتُظهر الصور كوكب المريخ عند الغسق، ويمكننا ملاحظة نقاط من الضوء في الجانب المظلم (اليلي)، وهي عبارة عن الشفق المنفصل، pic.twitter.com/ZGEJgt70q2
وقالت حصة المطروشي، قائدة المهمة العلمية: "تمثل اللقطات العالمية للشفق القطبي المنفصل، المرة الأولى التي يتم فيها إجراء مثل هذه الملاحظات التفصيلية والواضحة على مستوى العالم، وكذلك عبر الأطوال الموجية التي لم يكن بالإمكان ملاحظتها سابقا".
وأضافت: "إن الآثار المترتبة على فهمنا لعلوم الغلاف الجوي والغلاف المغناطيسي للمريخ هائلة، وتوفر دعما جديدا للنظرية القائلة بأن العواصف الشمسية ليست ضرورية لدفع شفق المريخ".
وتتبع الأنماط المعقدة لهذا الشفق القطبي المناطق التي تعمل فيها الحقول المغناطيسية القشرية المبهمة للمريخ مثل القمع، حيث توجّه الإلكترونات السريعة من الفضاء إلى الغلاف الجوي، ما يتسبب في وميضها بطريقة تشبه شفق الأرض.
وهذا التأثير للحقول المغناطيسية المحلية هو سمة فريدة للكوكب الأحمر حيث أن المريخ، على عكس الأرض، لا يمتلك مجالا مغناطيسيا عالميا يولده اللب.
وتعد أداة EMUS أكثر أجهزة الأشعة فوق البنفسجية حساسية، التي أرسلت إلى المريخ ويمكنها تصوير هذه الأحداث الشفقية الديناميكية على مستوى العالم بدقة عالية جدا.
وفي حين أن الدراسات السابقة افترضت أن الشفق القطبي المنفصل مرتبط بالمجالات المغناطيسية للمريخ وكانت الملاحظات الحالية متوافقة مع تلك النظرية، فإن الصور السابقة لهذه الظاهرة بهذه الجودة كانت متاحة فقط في صورة انطباعات الفنان.
وحُددت الأنواع الثلاثة من الشفق القطبي سابقا بواسطة أدوات الأشعة فوق البنفسجية على متن بعثات Mars Express وMAVEN التي تدور حول المريخ، لكن الصور العالمية الواضحة للشفق القطبي المنفصل كانت بعيدة المنال حتى الملاحظات الجديدة بواسطة مسبار الأمل.
وستقوم مهمة الإمارات لاستكشاف المريخ بدراسة الغلاف الجوي للكوكب، والعلاقة بين الطبقة العليا والمنطقة السفلى، وللمرة الأولى، سيتمكن المجتمع العلمي الدولي من الوصول الكامل إلى رؤية شاملة للغلاف الجوي للمريخ في أوقات مختلفة من اليوم، خلال مواسم عديدة.
المصدر: ديلي ميل
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
ناسا تطلق فيديو ثلاثي الأبعاد لرحلة مروحية المريخ التاريخية
دراسة تؤكد ان البراكين يمكن أن تكون نشطة على المريخ
أرسل تعليقك