واشنطن - مصر اليوم
كشفت دراسة جديدة أن كوكبا خارج المجموعة الشمسية "أرض فائقة" بدرجة حرارة سطح أبرد قليلا من كوكب الزهرة، قد يكون له غلاف جوي قادر على استضافة حياة غريبة. واستخدم علماء الفلك من معهد ماكس بلانك طرقا مختلفة للرصد لاكتشاف العالم الغريب، الذي يدور حول نجم قزم أحمر قريب يبعد 26 سنة ضوئية. وحُدد الكوكب Gliese 486b بأنه الوحيد الذي اكتُشف حتى الآن وهو يدور حول نجم صغير، ويبلغ نصف قطره 1.3 مرة أكبر من الأرض، ولكنه أكبر بمقدار 2.8 مرة. وقال الفريق إن الكوكب يحتوي على تركيبة من سيليكات الحديد تشبه تركيبة الأرض، لكنها أكثر سخونة، حيث تصل درجة حرارة سطحه إلى 428 درجة مئوية. ولتحديد ما إذا كان الكوكب ما يزال له غلاف جوي أو أنه صالح للحياة ومناسب جدا لها، يقول علماء الفلك إنه ستكون هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات في المستقبل.
ولا يعد العالم الفضائي حارا بدرجة كافية ليصبح كوكبا من الحمم البركانية، حيث يتم تجريد الغلاف الجوي وتجري الصخور المنصهرة عبر معظم سطحه، لكن من المتوقع أن تظل حممه متدفقة. ودفع هذا علماء الفلك إلى التفكير في إمكانية وجود غلاف جوي وربما يكون مناسبا للحياة. ويجري اكتشاف معظم الكواكب الخارجية باستخدام إحدى طريقتين غير مباشرتين؛ قياس الضوء العابر أو سرعة دوبلر الشعاعية. وتتضمن طريقة العبور البحث عن اختلافات طفيفة في سطوع النجم عندما يمر كوكب أمامه. وتقيس طريقة دوبلر "تذبذب" النجوم بسبب قوة الجاذبية للكواكب التي تدور في مداراتها.
وفي حين جرى استخدام كل طريقة لاكتشاف عوالم عديدة خارج الطاقة الشمسية، إلا أنها توفر فقط معلومات محدودة حول الخصائص الفيزيائية للكوكب. ومع ذلك، في الحالات النادرة التي يمكن فيها اكتشاف كوكب خارج المجموعة الشمسية باستخدام كلتا الطريقتين، يمكن تعلم الكثير، بما في ذلك كتلته ونصف قطره وكثافته. وكان هذا هو الحال مع Gliese 486b. واستخدم تريفون تريفونوف وزملاؤه كلتا الطريقتين لتحديد أن الكوكب أرضي بفترة مدارية تبلغ 1.467 يوما حول النجم Gliese 486 - وهو قزم أحمر قريب يبعد حوالي 26 سنة ضوئية. ووفقا للباحثين، فإن الكوكب الصخري الساخن أكبر قليلا من الأرض - زهاء 1.3 مرة نصف قطرها، ولكن ضعف الكتلة - يصل إلى 2.8 مرة أبعد من الأرض. ويحتوي Gliese 486 b أيضا على كثافة مماثلة للأرض، ما يشير إلى أنه يحتوي على تركيبة حديدية مثل تلك الموجودة في كوكبنا.
وعلاوة على ذلك، تبلغ درجة حرارة الكوكب حوالي 700 كلفن، وهي أبرد قليلا من كوكب الزهرة. وكتب معدو الدراسة: "إن الكتلة والنصف القطر المستنتج من ذلك، وضع Gliese 486 b عند الحد الفاصل بين كوكب الأرض وكواكب الأرض الفائقة". ومع ذلك، تشير الكثافة الظاهرية إلى أنه "كوكب أرضي هائل" وليس كوكبا مغطى بالكامل بالمحيطات. وقال الفريق إن نصف القطر يعني أيضا أنه من غير المحتمل أن يكون فقد غلافه الجوي بناء على نصف قطره فقط، لكن هناك عوامل أخرى تسببت في فقدان الغلاف الجوي. وهذا يجعله مناسبا للتحليل الطيفي للإرسال والانبعاثات والذي سيسمح، في الدراسات المستقبلية، لعلماء الفلك بتحديد تكوين غلافه الجوي.
وإلى جانب قربه وحقيقة أنه ساطع ومرئي للغاية باستخدام التلسكوبات في أي مكان على الأرض، يمكن أن توفر الدراسات المستقبلية رؤى قيّمة حول خصائص الغلاف الجوي وإمكانية السكن في الكوكب البعيد. وسيؤدي استخدام التحليل الطيفي لدراسة الكوكب بمزيد من التفصيل، إلى الكشف عن المواد الكيميائية الموجودة في غلافه الجوي، ويمكن أن تحتوي بعض هذه المواد الكيميائية على مؤشرات حيوية لا تنتج إلا عن طريق الكائنات الحية.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
دراسة فضائية تتوقع موعد نهاية الحياة على الأرض
علماء يكشفون "الموعد المحتمل" لاختفاء معظم الحياة على الأرض ويحددون السبب
أرسل تعليقك