لندن ـ ماريا طبراني
أصبح الطفل البريطاني الذي فقد يده ورجله في مرحلة مبكرة من سن الرضاعة باتريك كاين هو أول بريطاني يستخدم اليد التعويضية الصناعية التي يتم التحكم بها عبر الهاتف الذكي، وبذلك يستطيع باتريك استخدام يده بشكل طبيعي وأن يتحكم في قبضته الإلكترونية عن بعد من خلال تطبيق على الهاتف الذكي.ما يستفيد الطفل البريطاني البالغ من العمر 16 سنة من خمسة أصابع تعمل إلكترونيًا يتم التحكم في طول كل أصبع منهم على حدة، بالإضافة إلى الاستفادة من حركة
الدوران الكامل التي تقوم بها الأصابع التي يتم التحكم فيها عن بعد وعبر الهاتف.
طورت اليد التعويضية الاصطناعية الجديدة شركة "تاتش بيونيك"، (Touch Bionics) الأسكتلندية التي تقدم اليد التعويضية الجديدة كأحدث إنجازاتها في مجال الأطراف الاصطناعية.
وفقد الطفل باتريك أحد أصابع يده بعد الإصابة بالالتهاب السحائي وظل من دون هذا الأصبع حتى تطورت حالته إلى تسمم دموي، مما اضطر الأطباء لبتر أحد رجليه من نقطة أسفل الركبة، بالإضافة إلى جزء من أحد الأصابع في كل يدٍ من يديه.
استعان الطفل باتريك بعدها بيدٍ اصطناعية ذكية، إلا أنه أول من يستخدم اليد التعويضية الإلكترونية الذكية الأحدث على الإطلاق، التي يتحكم فيها من خلال تطبيق على الهاتف الذكي.
يستطيع باتريك كاين الآن الاختيار من بين 25 قبضة بأحجام ومواصفات مختلفة تتناسب مع الأغراض المتعددة التي يريدها، مثل لعب التنس أو الراكيت أو الكتابة على الكمبيوتر.
وتتسم اليد التعويضية الذكية الجديدة بأنها مصنوعة من الألومنيوم المغطى بطبقة شفافة من المطاط، بالإضافة إلى ميزة الكف الدوار الذي يدور في جميع الاتجاهات (360 درجة).
الجديد في اليد التعويضية الأحدث على الإطلاق أنه يمكن التحكم في الـ 24 قبضة من خلال الضغط على مفتاح واحد في الهاتف الذكي، أو في أداة تشغيل التطبيق.
أُلحقت اليد التعويضية الاصطناعية من "تاتش بيونك" بذراع باتريك بمعرفة وزارة الصحة البريطانية، حيث تتراوح تكلفتها بين 25 ألف إسترليني و80 ألف إسترليني.
ويقول الطفل البريطاني أول مستخدم لهذه اليد التعويضية عنها إنها مرنة للغاية، وإنها تمكنه من القيام بكل ما يريد القيام به من دون عناء.
وأشار إلى أن هناك ميزات عدة فيها من بينها إمكان التحكم فيها من خلال الهاتف الذكي، من دون الحاجة إلى العودة إلى الإعدادات لإحداث التغيير المطلوب حسب الأغراض من الاستخدام، لأن التطبيق المثبت على الهاتف الذكي يقوم بهذه التغييرات أوتوماتيكيًا.
وأضاف باتريك أن اليد التعويضية من الممكن تغطيتها بلون البشرة الطبيعية مما يجنب الطفل المواقف المحرجة.
وأشار إلى أن هناك قدرًا كبيرًا من الدقة توفرها اليد التعويضية الذكية الجديدة، حيث يتمكن اعتمادًا على ما أطلق عليها "آي لمبط ( i-limb)، الاسم الذي أطلقته الشركة الأسكتلندية على أحدث منتجاتها، من القيام بكل شيء، حتى إنه يلعب بها "Connect 4".
تعمل "آي لمب" من خلال الاتصال بإشارات العضلات، حيث زُود المعصم ببعض الموصلات الكهربائية التي تساعده على نقل إشارة العضلات وإرسالها إلى الأصابع في شكل نبضات كهربائية لتنفذ الأوامر التي تقتضيها الإشارات، وهي النبضات التي يترجمها الكمبيوتر المثبت في ظهر اليد.
أما الأصابع فهي قابلة للدوران والثني اعتمادًا على مفصل في كل أصبع منها، بالإضافة إلى قدرتها على التكيف مع شكل كل شيء يريد المستخدم حمله أو الإمساك به، لذلك يمكن استخدامها في جميع الأشياء، بدءًا من الكتابة على لوحة مفاتيح الكمبيوتر إلى ربط شريط الحذاء.
ويمكن الحصول على اليد التعويضية الإلكترونية الجديدة سوداء أو بلا لون أصلًا حسب طلب المستخدم.
وتتميز "آي لمب" بأنها قادرة على العودة إلى الوضع الطبيعي بعد كل استخدام، بالإضافة إذا مر على عدم استخدامها وقت طويل كما يتم التشغيل اعتمادًا على بطارية، أما كفاءة الاستخدام فتعتمد على التدريب الذي يتلقاه المستخدم.
ومع التطبيق المشغل لليد الذكية الجديدة، يوجد دليل استخدام يوضح تفاصيل عمل "آي لمب"، ويشرح أهم المشكلات التي يمكن أن يتعرض لها المستخدم أثناء تشغيلها، بالإضافة إلى إمكان ضبطها لتنفذ بعض نماذج الحركة المعدة مسبقًا، وهي أول جهاز تعويضي يمكنه أن ينفذ النماذج المسجلة لديه أوتوماتيكيًا.
أرسل تعليقك