واشنطن ـ يوسف مكي
اكتشفت القوات الأميركية في العراق في العام 2008 أن مقاتلي الشيعة المتمردين عرفوا كيفية التنصّت وتسجيل ما تحتويه مشاهد الفيديو من طائرات الدرون الأميركية التي كانت تطير فوق رؤوسهم، والآن بات في الإمكان أيضًا التنصّت على أسطول طائرات الإدارة الأميركية الصامت والقاتل، والذي تتحرك طائراته آليًا ومن دون طيار.
وتشير تقارير صحافية إلى قيام الطالب في جامعة نيويورك
جوش بيغلي، البالغ من العمر 28 عامًا، بتصميم برنامج تطبيقي في مجال البرمجة، وهو يتكون في الأساس من مجموعة من العناصر الأساسية اللازمة لتطوير برامج "سوفت وير"، ويسمح من خلال التمكن من مهارات أساسية في فك الشفرات، بتنظيم وتحليل وكشف بيانات طائرات الدرون الأميركية، التي قامت بجمعها من باكستان واليمن والصومال منذ العام 2002.
ووفقًا للمعلومات التي قام بجمعها المكتب البريطاني للصحافة الاستقصائية فإن هذا البرنامج المعروف اختصارًا باسم "إيه بي آي" يمكن استخدامه في إنشاء مواقع تفاعلية على الإنترنت تستطيع أن تضيف عمقًا وبعدًا إنسانيًا إلى التقارير الإخبارية الخاصة بأحدث غارات الطائرات التي من دون طيار في بعض مناطق الصراع النائية.
ويقول الطالب جوش بيغلي: إنه يحاول بهذا البرنامج سد ما يسمى فجوة الحس بمشاعر الآخرين بين المواطن الغربي وضحايا طائرات الدرون.
ويشير في ذلك إلى أنه كمواطن أميركي يشعر بالتعاطف مع الناس والضحايا الذين تسقط على بناياتهم وسياراتهم قذائف طائرات الدرون على ارتفاع 30 ألف قدم.
وقام جوش بيغلي بتجريب عدد قليل من وسائط برنامج "إيه بي آي"، ويقول إن إحدى هذه الوسائط تقوم بتجميع تفاصيل كل هجوم خفي لطائرة الدرون على موقع على الإنترنت، ويتم أخفاؤه بطريقة ما على نحو يمكنك من التحرك بسهولة عبر سجل السنوات والبلدان التي تعرضت إليها تلك الهجمات.
وتوجد واسطة أو واجهة أخرى تتسم بطابع عملي أكثر، حيث يمكن أن يوفر وسيلة بحث متطورة للباحثين ودارسي القانون الذين يرغبون في دراسة هجوم بعينه لطائرة من طائرات الدرون، كما يمكن من خلاله الدخول بسهولة إلى مكتب الصحافة الاستقصائية، وقراءة التقارير والمقالات التي تم تجميعها في هذا الشأن.
وقام بيغلي خلال العام الماضي بإنشاء تطبيق لـ "آي فون" يستطيع أن يتعقب هجمات طائرات الدرون، ولكن شركة "آبل" رفضت هذا المشروع، كما يقوم الفنان جيمس بريدل الذي يتخذ من لندن مقرًا له بإدارة مدونة بعنوان "تومبلر" تقدم تقارير عن هجمات طائرات الدرون.
وتزامن إطلاق برنامج "إيه بي آي" الذي استغرق إعداده خمسة أشهر مع إعلان يوم الأول من حزيران/ يونيو "اليوم القومي للتنصُّت المدني"، والذي يهدف إلى تحرير البيانات الحكومية.
وحان الوقت مع وعد الرئيس الأميركي باراك أوباما بفرض قيود على هجمات مثل هذا الطائرات للبدء في دراسة حرب الدرون التي استمرت 12 عامًا، والتي راحت ضحيتها أرواح الآلاف، ومن شأن برنامج جوش بيغلي أن يُسهّل من ذلك.
يذكر أن هذا البرنامج، الذي هو في واقع الأمر موضع رسالة الماجستير لجوش بيغلي ليس هو الوحيد الذي يغزو بيانات طائرات الروبوت التي بلا طيار، فلديه أيضًا حسابه على "تويتر"، الذي يوفر وثائق عن هجمات طائرات الدورن.
أرسل تعليقك