صنعاء ـ العرب اليوم
رغم المعاناة التي يعيشها اليمنيون كل يوم بسبب الحرب، إلا أن الشباب اليمني يواصل التأكيد على أن قدراته وإرادته لا تقهر. وتجلت إرادة الشباب اليمني في أكثر من مناسبة، أثبتوا فيها تغلبهم على الصعاب وشح الإمكانيات، التي لم تمنع تفوقهم ونجاحهم وتحقيق أحلامهم. آخر تلك التجليات، كانت ابتكار مجموعة من الطلاب اليمنيين روبوتا خدميا، وبأدوات ومعدات محلية, وفق ما هو متاح لديهم، وبحسب الإمكانات التي يمتلكونها. قبل أسابيع، أطلق مجموعة من مهندسي الميكاترونكس اليمنيين روبوتا يقوم بمهام عامة، ويوفر جهدا ووقتا كبيرين، وذلك في مجال "طلاء الأرصفة". ونفذ هذا الاختراع مجموعة من طلاب ومهندسي الميكاترونكس كمشروع تخرجهم لنيل درجة البكالوريوس الجامعية. والطلاب المتخرجون هم إلياس ناصر المجيدي، أمير هشام الذبحاني، حمزة عبد الله نجاد، جميل جمال المرقب، عبد الله شرف محمد. وبحسب المجموعة الهندسية فإن هذا الروبوت يمثل نموذجا هو الأول من نوعه، ويتم التحكم به وتوجيهه إلى المكان المحدد عن طريق الهاتف.
كما أن عملية تشغيله تتم بشكل أوتوماتيكي؛ عن طريق قيام الروبوت بحساب المسافة المحددة بينه وبين الرصيف لبدء عملية طلاء الأرصفة.ويستشعر الروبوت نقطة البدء والانتهاء بتزويده بمجموعة من الحساسات والمستشعرات الجانبية لمواجهة أي صعوبات أو عوائق تواجهه أثناء تنفيذ العمل. كما يمتلك الروبوت القدرة على الالتفاف مع الرصيف، والتوقف الطارئ عند مواجهة أي صعوبات او عوائق قد تقف أمامه. المهندسون الشباب تحدثوا عن الصعوبات التي واجهتهم، حتى رأى مشروعهم وابتكارهم التقني هذا النور. فلم تجرِ الأمور كما اشتهى الفريق في أول الأمر، فوفق أحد أعضاء المجموعة، المهندس إلياس ناصر المجيدي، أنه واجه مع زملائه الكثير من الصعوبات أثناء تنفيذ الاختراع. ومن تلك الصعاب والعوائق أن عملية الابتكار واختراع الروبوت تمت بمجهودات شخصية وذاتية، دون أن يحصلوا على أي دعم مادي، سواء بالأموال أو المعدات.
وأضاف المجيدي أنه السوق المحلية تفتقر للعديد من المعدات والمستلزمات الخاصة بتنفيذ المشروع، ومثل هذا الأمر شكّل أشد أنواع الصعوبات التي واجهتهم. وهذه المعضلة تسببت بعدم حصولهم على الأجهزة والمعدات اللازمة لقيام الروبوت بالعمل على أكمل وجه، وبشكل مثالي أفضل مما هو عليه الآن؛ نتيجة انعدام هذه المعدات في السوق المحلي. إلا أن اعتماد المجموعة على قدراتهم، ساعدهم على ابتكار حلول لانعدام المعدات اللازمة في السوق المحلية، وقاموا بتوفير ما يستطعيون ليرى عملهم النور. المجموعة اليمنية الشابة أكدت أن هذا العمل المبدئي للروبوت قابل للتطوير خلال الفترة المقبلة، وهناك أفكار لتجويد عمله وتحسين تقنياته. وذلك من خلال ربط الروبوت عبر تقنية الذكاء الاصطناعي وبنظام الطاقة الشمسي، ومجموعة من التطويرات الجبارة التي سينفذها فريق العمل خلال الفترة المقبلة.
ودعت المجموعة رجال المال والأعمال اليمنيين لدعم هذا الاختراع ليتم تطويره بشكل أكبر، وتحسينه والتسويق له ليحقق أهدافه الخدمية. يذكر أن فريق العمل اختار هذا الابتكار كون عملية طلاء الأرصفة تتطلب جهودا ووقتا من الأيادي العاملة، بالإضافة إلى إغلاق عدد من الطرقات والازدحام المروري أثناء تنفيذ العمل، وعدد من المخاطر التي يتعرض لها العمال خلال عملية الطلاء؛ ليقوم الروبوت بحل جميع هذا المشاكل.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
روبوت "إيبوكي" اليابانيّ مثاليّ لتخطّي مشاعر الوحدة والفراغ
ابتكار روبوت علي شكل طفل للحد من معدلات الشعور بالوحدة لدي البشر
أرسل تعليقك