واشنطن ـ مصر اليوم
قد يبدو كونك رائد فضاء أمرًا ساحرًا، لكن الأمر لا يقتصر على إطلاق الصواريخ والطفو حول محطة الفضاء الدولية، حيث تقضي الغالبية العظمى من الوقت في التدريب مع وضع قدميك على الأرض الصلبة.
لنأخذ على سبيل المثال رائدة فضاء ناسا كيت روبينز صحيح أنها تعرف ما يعنيه الاندفاع نحو الفضاء داخل كبسولة صغيرة والعيش في ظروف الجاذبية الصغرى على متن موقع مداري على ارتفاع 250 ميلاً فوق الأرض، كما أنها تعرف أيضًا ما يعنيه ارتداء بدلة رائد فضاء وهمية ودفع عربة أدوات مليئة بالأدوات القمرية عبر الحقل، لأن هذا بالضبط ما كانت تفعله كجزء من الاستعدادات لمهمة Artemis III التي ستعيد رواد فضاء ناسا إلى الفضاء على سطح القمر بعد توقف دام خمسة عقود.
ولم تقم وكالة ناسا بعد باختيار رائدي الفضاء اللذين سيصعدان إلى سطح القمر في عام 2026 كجزء من مهمة Artemis III المرتقبة، لذلك تستخدم حاليًا عددًا من رواد الفضاء لاختبار المعدات وعروض التكنولوجيا التي يمكن استخدامها في المهمة.
فى هذه الحالة تم استدعاء روبينز التى ذهبت إلى الفضاء مرتين حتى الآن، و أندريه دوجلاس، الذي تأهل مؤخرًا كرائد فضاء ولم يذهب إلى المدار بعد، أمضيا أسبوعًا في حقل سان فرانسيسكو البركاني شمال فلاجستاف، أريزونا، للتدرب على عمليات السير على سطح القمر لـ Artemis III.
وقالت ناسا إنه خلال الاختبارات، يعمل فريقان متكاملان معًا لممارسة العمليات القمرية الشاملة ، ويضم الفريق الميداني في صحراء أريزونا رواد فضاء ومهندسين من ناسا وخبراء ميدانيين، بينما يقوم فريق من مراقبي الطيران والعلماء في مركز جونسون للفضاء التابع لناسا في هيوستن بمراقبة وتوجيه أنشطتهم.
ويتم اختبار مجموعة من التقنيات لتحديد ما إذا كانت مفيدة لمهمة القمر القادمة، وهي تتضمن شاشة عرض رأسية تستخدم الواقع المعزز وإشارات الإضاءة التي يمكن أن تساعد الطاقم على التنقل في طريق عودتهم إلى مركبة الهبوط خلال رحلة استكشافية إلى القطب الجنوبي للقمر.
وبعد كل محاكاة للسير على سطح القمر، يجتمع جميع المشاركين لمناقشة ما تم تعلمه حتى يتمكنوا من تعزيز الاستعدادات وتحسين التقنيات التي تم اختبارها.
وقالت باربرا جانويكو، مديرة الاختبار الميداني في شركة جونسون: "تلعب الاختبارات الميدانية دورًا حاسمًا في مساعدتنا في اختبار جميع الأنظمة والأجهزة والتكنولوجيا التي سنحتاجها لإجراء عمليات قمرية ناجحة خلال مهام أرتميس". "لقد عملت فرقنا الهندسية والعلمية معًا بسلاسة لضمان استعدادنا في كل خطوة على الطريق عندما يطأ رواد الفضاء أقدامهم على القمر مرة أخرى."
وكانت صحراء أريزونا بمثابة أرض تدريب لاستكشاف القمر منذ عصر أبولو حيث أن لديها بعض أوجه التشابه مع التضاريس القمرية، بما في ذلك الحفر والصدوع والسمات البركانية.
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
أرسل تعليقك