واشنطن - أ ف ب
توصلت دراسة علمية نشرت في مجلة ساينس الاميركية الى تأكيد فرضية ان القمر تشكل جراء اصطدام كبير بين الارض وجرم فضائي قبل 4,5 مليارات سنة، في نتيجة تتوافق مع دراسات سابقة.
فالرأي السائد بين معظم علماء الفلك المتخصصين في دراسة الكواكب هو ان القمر تشكل اثر ارتطام كوكب الارض وجرم فضائي يعادل حجمه حجم كوكب المريخ، اطلق العلماء عليه اسم "ثيا".
ولتأكيذ هذه الفرضية، عكف العلماء على قياس نسب نظائر الاوكسجين والتيتان والسيليسيوم وعناصر اخرى من المادة.
فالعلماء يدركون ان هذه النسب تختلف من جرم لآخر في نظامنا الشمسي، وكان يسود اعتقاد بينهم ان هذه النسب متطابقة تماما بين الارض والقمر، وعلى ذلك فان فرضية نشوء القمر من جرم ثالث "ثيا" كانت واقعة في تناقض.
ولمحاولة تبيين حقيقة الامر، أجرت مجموعة من الباحثين الالمان قياسات جديدة أكثر دقة لنسب النظائر الموجودة على الارض، ومقارنتها مع النسب الموجودة في الصخور القمرية التي اتت بها رحلات ابولو من القمر الى الارض.
وقال دانيال هيروارتز عالم الجيولوجيا والباحث في جامعة كولن الالمانية "تبين لنا ان الفروقات ضئيلة جدا، صحيح انه ليس سهلا قياسها، لكن هناك فروقات فعلا".
ووفقا لهذا العالم المشارك في الدراسة، فان هذه النتائج الجديدة التي تظهر وجود فوارق ولو بسيطة، تعزز فرضية ان يكون القمر تشكل من ارتطام جرم بالارض، ويمكنها ايضا ان ترشد العلماء الى العناصر الكيميائية التي كان يتشكل منها ذلك الجرم، "ثيا".
ويبدو ان "ثيا" كان عبارة عن نيزك صخري كبير، وفي حال تأكد هذا الرأي، سيكون ممكنا تحديد تركيبه الكيميائي، على اعتبار ان المواد المكونة للقمر، وهي معروفة للعلماء، ناجمة عن مزيج من عناصر الارض وعناصر "ثيا".
وقال دانيال هيروارتز "سيكون الهدف التالي التوصل الى نسبة العناصر القمرية المتأتية من ثيا".
وتشير معظم تقديرات العلماء الى ان 70 الى 90 % من عناصر القمر مصدرها "ثيا"، والباقي مصدره الارض، لكن تقديرات اخرى تتحدث عن نسب معكوسة تقريبا.
غير ان هيروارتز لا يستعبد ان تكون النسب موزعة بالتساوي، مستندا في ذلك على البيانات الجديدة التي اظهرتها التحاليل العملية الدقيقة في الدراسة.
في العام 2012، اظهرت دراسة وجود تركز عال جدا من مادة "الزنك الثقيل" في صخور قمرية جلبتها فرق ابولو الى الارض، وهو ما عزز ايضا نظرية تشكل القمر من ارتطام الارض بجرم آخر.
واسفر ذلك الارتطام عن انبعاث كميات كبيرة جدا من الطاقة اذابت الجرم ثيا، وكذلك اذابت اجزاء من الغلاف الارضي.
بعد ذلك تشكلت سحابة من الصخور المتبخرة، التصق جزء منها مجددا بالارض، فيما ابتعد جزء آخر مشكلا القمر.
أرسل تعليقك