بروكسل ـ وكالات
تحت أشعة شمس ساطعة، بعد أسابيع من البرودة القارسة، ونهاية الامتحانات السنوية استضافت جامعة بروكسل المستقلة خلال أسبوع حوالي 240 متحدثا من مختلف أنحاء العالم في إطار ما يطلق عليه اللقاء الدولي للبرمجيات الحرة.
انطلقت هذه اللقاءات عام 2000 في بوردو بفرنسا وصارت تجمعا سنويا للخبراء والهواة في مجال البرمجيات الحرة للنقاش وتبادل الآراء في إطار لقاءات وندوات ودورات تدريبية مجانية ومفتوحة للجميع.
وتقول المسؤولة عن تنظيم اللقاء أوديل بيناسي للجزيرة نت إن الموضوع الرئيس للقاء 2013 هو "البرمجيات الحرة في الحياة اليومية" أي بعبارة أخرى توعية المواطنين بفوائد وإيجابيات وسهولة البرمجيات الحرة مع تقديم محاضرات على مستوى عال.
وتضيف بيناسي أن اللقاء الدولي للبرمجيات الحرة كان في البداية عبارة عن مجموعة من المهتمين بالبرامج المجانية، ولكن اليوم نتجه نحو التفكير في مزيد من التطبيقات في كافة القطاعات كالصحة والتعليم والصحافة وغيرها مع الحفاظ على الجوانب التقنية المهمة للغاية المتعلقة بالأمن مثلا.
وتم تنظيم لقاءات بشأن 25 ملفا تضم مواضيع جديدة هذه السنة مثل ألعاب الفيديو والبيانات المفتوحة والصحافة وتدريس البرمجة الحرة، إضافة إلى محاضرات تخص الحريات الفردية والتدريب وحتى السياسة.
وكان أحد الأمثلة الملموسة -التي جذبت الكثير من الحاضرين بينهم سياسيون- مائدة مستديرة بعنوان "عندما يهتم قطاع البرمجيات الحرة بالديمقراطية".
ويقول المحاضر نيكولا بيتيو للجزيرة نت إن تحالف البرمجيات الحرة في بلجيكا كان أداة للوعي والحصول على التزام المرشحين في الانتخابات بخصوص دعم قطاع البرمجيات الحرة في عام 2009، مثلا، ثم بعد ذلك أيضا لملفات الحياد والبيانات المفتوحة في الإنترنت.
وشدّد بيتيو على وجود التزامات من قبل حكومة مقاطعة بروكسل خلال فترة حكمها، 2009-2014، لتعزيز واستخدام البرمجيات الحرة في الإدارة العامة إلى أقصى حد ممكن، مع تطوير التدريب على البرمجيات الحرة. وكذلك المطالبة عندما يتعلق الأمر بالمشتريات المتعلقة بنظم المعلومات بالحصول على شفرة البرمجة المصدر للبرنامج المقتنى أو على رخصة حرة برموز معترف بها.
ويعتبر المبدأ الرئيسي للبرمجيات الحرة هو أن البرامج الحرة لا يمتلكها أي فرد أو شركة ولكنها في ملكية مبرمجيها ومطوريها. واستخدام نسخة من هذه البرامج، التي تغطي شتى المجالات والقطاعات، مجاني، ولكن لا شيء يمنع أي فرد أو شركة أن يقوم بذلك مقابل أجر يقدمه لتحالف البرمجيات الحرة.
ويؤكد نظام البرمجيات الحرة على حق الجميع في حرية تشغيل البرنامج كما يحلو له والحصول على شفرة البرمجة المصدر للبرنامج لدراستها أو تغييرها وأخيرا حرية توزيع نسخ من البرنامج بعد تغييرها من قبل المستخدم.
مبادئ وطريقة عمل تواجه معارضة حادة من قبل شركات البرمجيات الكبرى كمايكروسوفت وأدوبي وأبل وغيرها والتي لا تنوي التخلي عن قوانين حماية حق التأليف أو براءات الاختراع لأنها تشكل بالنسبة لهم حماية لدخلهم.
وفي هذا الصدد يستطرد بيتيو بالقول "صحيح إن العمل يجب أن يدفع عنه، لذا يجب إيجاد نموذج اقتصادي ملائم يسمح بوجود قطاع البرمجيات الحرة".
وكان أهم ملف خيم على كل اللقاءات هو المتعلق بالتجسس على الإنترنت بعد التسريبات الأخيرة بشأن برنامج "بريزم" الأميركي.
فاللقاء الدولي للبرمجيات الحرة الذي يدافع عن الحرية المطلقة على الشبكة العنكبوتية وجد نفسه مضطرا إلى التفكير في مستقبل أولوياته في ظل المستجدات الجديدة.
وهو ما دفع المتخصص في قطاع البرمجيات الحرة ريتشارد ستالمان إلى القول "الآن وبعد أن تمكنا من تشغيل الإنترنت ببرامجنا فإن الخطوة التالية هي منع هذا الفضاء من التحول إلى وسيلة للمراقبة الشاملة وذلك من خلال العمل على احترامه للحقوق الأساسية بما في ذلك الحقوق الفردية والخاصة".
أرسل تعليقك