القاهرة - مصر اليوم
تمكنت مجموعة من العلماء من جامعة ساوثهامبتون في المملكة المتحدة من اكتشاف طريقة جديدة لتنسيق وحفظ البيانات الرقمية، تقوم على تشفير المعلومات باستخدام الزجاج ذو البنية النانومترية متناهية الصغر.
وطور العلماء العاملين في مركز أبحاث الإلكترونيات الضوئية التابع للجامعة عمليات تخزين واسترجاع البيانات الرقمية من القرص الزجاجي، ويبقى القرص محافظاً على بنيته ومعلوماته في شتى الظروف البيئية، بحيث يمكنه الصمود حتى 190 درجة حرارة مئوية.
وتسمح بنية القرص الجديد بتخزين ما يصل إلى نحو 360 تيرابايت من البيانات، ويحفظ القرص البيانات لمدة تصل إلى 13.8 مليار سنة مما يعني أكتر من ثلاثة أضعاف عمر الأرض.
وتعتبر هذه التقنية خطوة كبيرة إلى الأمام في عملية تطوير تقنيات التخزين الرقمي، بحيث يمكنها البقاء على قيد الحياة لمليارات السنين باستخدام الرجاج.
وتحمل التقنية الجديدة اسم ” تخزين البيانات خماسية الأبعاد 5D”، وأشار عابد باتيل وهو طالب دراسات عليا مشارك في البحث “بإمكاننا القيام بترميز أي شيء”، وأضاف “نحن غير محدودين بأي شئ، ويمكننا تخزين أي معلومات متوفرة لدينا على القرص الجديد”.
وتسمح الطريقة الجديدة بإيجاد ذاكرة تخزين محمولة مستقرة وآمنة، كما يمكن للتقنية الجديدة تقديم فوائد كبيرة للغاية للمنظمات التي تملك سجلات كبيرة مثل المحفوظات الوطنية والمتاحف والمكتبات وتساعدها في الحفاظ على تلك المعلومات والسجلات.
وتم عرض التقنية بشكل تجريبي لأول مرة في عام 2013، وقام الفريق عندها بتسجيل نسخة حجمها 300 كيلو بايت من ملف رقمي نصي بنجاح عبر تقنية 5D.
وقدم الفريق اليوم تجربة جديدة تقوم على حفظ العديد من الوثائق الرئيسية للتاريخ البشري مثل الإعلان العالمي لحقوق الإنسان UDHR ونظريات وقوانين نيوتن ونسخة من الكتاب المقدس.
ويتم تسجيل الوثائق باستخدام الليزر فائق السرعة، والذي ينتج نبضات قصيرة جداً ومكثفة من الضوء، ويتم كتابة الملف عبر ثلاث طبقات من النقاط ذات البنية النانومترية والتي تفصل بينها خمسة مايكرو متر، بحيث أن المايكرو متر جزء من مليون من المتر.
وتقوم البنية النانونية ذاتية التجميع بتغيير الطريقة التي يقطعها الضوء من خلال الزجاج، وتعمل على تعديل استقطاب الضوء بحيث يمكن قراءته بواسطة المجهر الضوئي والمرشح البصري.
ويتم ترميز المعلومات في خمسة أبعاد هي الحجم والاتجاه بالإضافة إلى شكل التموضع ثلاثي الأبعاد للبنية النانومترية.
ويقوم الفريق حالياً بالبحث عن شركاء لتطوير وتسويق هذه التكنولوجيا الجديدة غير المسبوقة.
أرسل تعليقك