قال رئيس البنك الأفريقي للتنمية إن التقدم الاقتصادي والتحول الصناعي الذي حققته كوريا الجنوبية على مدى السنوات الستين الماضية يعد مثالا يحتذى به لكل الدول الأفريقية التي تطمح في إحداث تحول اقتصادي وصناعي سريع.
وأضاف رئيس البنك الأفريقي للتنمية أكينومى أديسينا ـ في حلقة نقاشية حول (التعجيل بالتصنيع في أفريقيا) عقدت امس الثلاثاء على هامش الاجتماعات السنوية لمجموعة بنك التنمية الأفريقي التي بدأت أمس في بوسان بكوريا الجنوبية ـ" إن مثال كوريا الجنوبية أمر لا يصدق.. فقد كانت دولة فقيرة مثل أية دولة أفريقية في الستينات مع دخل منخفض للفرد، واليوم، وبفضل تصميم شعبها والتزامها بالتصنيع، أصبحت كوريا الجنوبية في الترتيب الحادي عشر من حيث أكبر الاقتصاديات في العالم وهو مثال يجب على أفريقيا أن تتعلم منه".
وتابع أديسينا" إن التنمية الاقتصادية السريعة في كوريا الجنوبية يتعين أن تكون مصدر إلهام ونموذج للاقتصاديات الأفريقية، مشيرا إلى أن ينبغي على الدول الأفريقية أن تتعلم من النمو الاقتصادي السريع لكوريا الجنوبية وعلى الأخص في مجالات التصنيع والتحول الصناعي".
وأوضح أن علاقة أفريقيا بكوريا الجنوبية تستند إلى نموذج يحتذى به.. مضيفا إن الآفاق الاقتصادية لكوريا الجنوبية في الستينات كانت أكثر تحديا من تلك الآفاق الخاصة بمعظم الدول الأفريقية.
وشدد على الحاجة إلى إحداث نهضة اقتصادية صناعية عظيمة لأفريقيا بحيث تتبوأ مكانها الصحيح في العالم الصناعي قائلا" إذا نظرت إلى دول صناعية – مثل الصين وكوريا الجنوبية وسنغافورة وغيرها - فإن دور الدولة كان واضحا، وأحد الأشياء التي أعتقد إننا يجب أن نخرج بها من هذا الحوار هو أن الدولة لها دور كبير في إحداث ثورة صناعية في أفريقيا، وخاصة فيما يتعلق بالسياسة الصناعية وتوفير التوجيه ودعم البنية التحتية وتوجيه رأس المال إلى صناعات معينة..مشيرا إلى أن إثيوبيا تعد مثالا جيدا للغاية في ذلك".
وأوضح أن التصنيع تم اختياره كموضوع للاجتماعات السنوية للبنك الأفريقي للتنمية لعام 2018 لعرض المزيد من المعلومات حول ما يمكن لأفريقيا تعلمه من بلد مثل كوريا الجنوبية.
وقال" إنه لا يوجد مكان أفضل من كوريا الجنوبية لتناول هذا الموضوع..فالنجاح الكبير الذي حققته على مدى السنوات الستين الماضية يوفر نموذجا مثاليا للبنك الأفريقي للتنمية لمضاعفة جهوده نحو التنمية الاقتصادية في أفريقيا التي هي قارة مباركة ووهبت بموارد وافرة، ولكنها تحتاج إلى التحول للتصنيع وإيجاد الكثير من فرص العمل، وجعلها أكثر قدرة على المنافسة في السوق العالمية".
وطالب أديسينا بإحداث تحول زراعي حقيقي في القارة الأفريقية من خلال إتاحة حصول المزارعين على التكنولوجيا لتعزيز الإنتاجية موضحا أن هذه رسالة يتعين وصولها إلى القيادات المسؤولة عن الزراعة في دول القارة.
وأشار إلى أنه مازال لدى القارة السمراء 65 في المائة من الأراضي الصالحة للزراعة غير مزروعة ويجب علينا تطوير حلول للزراعة وضمان أن يبلغ حجم أعمال هذا القطاع تريليون دولار على الأقل".
من جانبه، قال يونج جو كيم رئيس الاتحاد الكوري الجنوبي للتجارة الدولية إنه مع استمرار تعافي الاقتصاد العالمي فإن العديد من الدول في جميع أنحاء العالم تبدي اهتماما كبيرا بالإمكانات الهائلة لأفريقيا.
وأضاف: " اذا كان بوسعنا الجمع بين الخبرة الكورية الجنوبية وإمكانات النمو الهائلة لأفريقيا، فقد نصبح شركاء مهمين في تحقيق نتائج مفيدة للجانبين في المستقبل".
وتابع" أتمنى أن تكون الاجتماعات السنوية لعام 2018 بمثابة فرصة لقادة الأعمال الأفريقيين والكورييين لبناء ثقة أكبر وتفاهم مشترك..مشددا على أن كوريا الجنوبية ستظل دائما صديقا موثوقا لجميع دول أفريقيا ورفيقا حقيقيا في رحلة القارة نحو مزيد من التنمية والتصنيع الاقتصاديين".
أرسل تعليقك