بوسان ـ ا ش ا
أعلنت مجموعة البنك الإفريقي للتنمية الجمعة عزمها تشكيل "التحالف المالي الدولي من أجل التصدي لتغير المناخ في أفريقيا" وذلك بهدف مواجهة التأثيرات المدمرة لتغير المناخ في دول القارة التي تعد الأكثر تضررا من تغير المناخ مقارنة بأي منطقة أخرى في العالم.
أعلن عن هذه المبادرة رئيس البنك الإفريقي للتنمية أكينومي أديسينا خلال حوار مفتوح جمع بين ممثلي المنظمات والأطراف المعنية بتغير المناخ من القارة ومختلف دول العالم وذلك على هامش الاجتماعات السنوية لمجموعة بنك التنمية الإفريقي التي استمرت ثلاثة أيام واختتمت أعمالها في الجمعة بمدينة بوسان بكوريا الجنوبية.
وقال أديسينا إن تأسيس التحالف المالى للتصدي لتغير المناخ في إفريقيا "هو بمثابة دعوة لنا للوقوف معا لحشد التمويل لمواجهة تغير المناخ على نطاق واسع لتلبية احتياجات التعامل مع تغير المناخ فى إفريقيا التي يوجد بها سبع دول من بين أكثر عشر دول تضررا من تغير المناخ في العالم.
وقال أديسينا إن "البنك الإفريقي للتنمية بوصفه المؤسسة المالية الرئيسية للتنمية في إفريقيا يتخذ بالفعل إجراءات.. ويقود عملية لتحويل اقتصاديات دول إفريقيا إلى اقتصاديات قادرة على التكيف مع تغير المناخ". وأضاف قائلا "التمويل اللازم لتلبية طموحات اتفاقية باريس للمناخ في إفريقيا ضخم. وسيتطلب تنفيذ الاسهامات المحددة من دول القارة ضخ استثمارات بقيمة 2.7 تريليون دولار على الأقل للتخفيف من تأثيرات تغير المناخ و 488 مليار دولار أخرى للتكيف مع تغير المناخ وذلك بحلول عام 2030".
وأضاف أديسينا "لهذا السبب يستضيف البنك الإفريقي التنمية هذا الحوار المفتوح للشروع في تأسيس التحالف المالي للتصدي لتغير المناخ في افريقيا، كدعوة لنا للوقوف معا لحشد تمويل المناخ على نطاق واسع لتلبية احتياجات افريقيا" في هذا الصدد. وأوضح أن البنك الإفريقي للتنمية لن يتمكن من تحقيق هذه المهمة بمفرده مشيرا إلى أنه بدون تنفيذ اتفاقية باريس للمناخ في إفريقيا، لن يحقق العالم التخفيضات المطلوبة في الغازات المسببة للاحتباس الحراري، للوصول إلى الحد المستهدف لكبح ارتفاع حرارة الأرض.
ومن جانبها قالت نجوزي أوكونجو اويالا رئيسة الوكالة الإفريقية لتنمية القدرة على مواجهة المخاطر وهي مؤسسة إفريقية معنية بتغير المناخ في القارة السمراء إن "فكرة انشاء هذا التحالف رائعة لأننا ندرك أن العالم يتطلع إلينا. ففي حين أن أفريقيا ليست السبب الرئيسي لتغير المناخ الذي نراه في العالم اليوم، فنحن القارة الأكثر تأثرا بهذا التغير على مستوى العالم، والعالم ليس مستعدا لتمويلنا للتعامل مع هذا التأثير... لا يمكننا أن نسمح باستمرار هذا الوضع لأن شعبنا هو الذي يعاني".
يشار إلى أن المجتمع الدولي تعهد بحشد 100 مليار دولار لتمويل التصدي لتأثيرات تغير المناخ سنويا بحلول عام 2020 لدعم مشاريع التكيف والتخفيف في الدول النامية. ومع ذلك، فمن بين 820 مليار دولار تدفقت لتمويل مكافحة تأثيرات تغير المناخ لعامي 2015 و 2016، ذهبت 16 مليار دولار فقط لإفريقيا. وهذا يمثل مجرد 2 ٪ من المجموع. ويأمل البنك الإفريقي للتنمية والأطراف المعنية الأخرى الداعمة لتأسيس هذا التحالف في حشد التمويل لتلبية احتياجات القارة السمراء في التعامل مع تغير المناخ.
ومن المقرر أن يجمع هذا التحالف بين القطاع المالي في أفريقيا بما يشمل وزراء المالية والبنوك المركزية وشركات التأمين واعادة التأمين وصناديق الثروة السيادية وبورصات الأوراق المالية، وكذلك قادة مؤسسات البحوث والفكر العالمية لحشد التمويل للتصدي لتأثيرات تغير المناخ في إفريقيا. كما تأمل مبادرة هذا التحالف في التوصل إلى مقترحات ملموسة لحشد التمويل المحلي والدولي من أجل التنمية المرنة مع تغير المناخ في إفريقيا.
وتم الاعلان خلال الحوار أن التحالف المالي للتصدي لتغير المناخ في إفريقيا سوف يطلق رسميا على هامش المنتدى الإفريقي للاستثمار الذي سيعقد في جنوب إفريقيا في الفترة من 7 إلى 9 نوفمبر المقبل وسوف يجمع بين رؤساء المؤسسات المالية من داخل القارة وخارجها.
أرسل تعليقك