كشف تقرير إخباري عن أن السعودية تضخ حالياً ما يقرب من 11.2 مليون برميل من النفط الخام يومياً.
ونقلت وكالة أنباء "بلومبرغ" للأنباء عن مصدر مطلع أن هذا هو أعلى معدل إنتاج منذ بدء المملكة استخراج النفط قبل ثمانية عقود، لما قيل إنه محاولة من أجل الإبقاء على الأسعار المنخفضة للخام في الأسواق العالمية.
وكانت الوكالة ذكرت أن متوسط إنتاج المملكة من النفط الخام تراوح في وقت سابق من الشهر الجاري بين نحو 8ر10 مليون و9ر10 مليون برميل يومياً لتلبية طلب أقوى من الاعتيادي من عملائها تحسباً للاضطراب الذي كان متوقعاً للإمدادات الإيرانية.
ونقلت "بلومبرغ" عن مسؤولين تنفيذيين أن المملكة كانت تسحب من مخزوناتها المحلية والخارجية لتلبية الطلب. وفي حين يقل سعر خام برنت وهو الخام القياسي للنفط في الأسواق الدولية حالياً بنسبة 33% تقريباً عن مستواه في أوائل أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، كتب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" منذ أسبوع "شكراً للعربية السعودية".
جاء ارتفاع إمدادات النفط السعودي قبل يومين من اجتماع المملكة مع حلفائها النفطيين من دول منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ومن خارج "أوبك" فيما يعرف باسم "أوبك بلس" لمراجعة السياسة الإنتاجية لهذه الدول في .2019
وكانت المفاوضات بين هذه الدول قد بدأت بالفعل، ومن المنتظر تكثيف المحادثات في وقت لاحق من الأسبوع الحالي خلال قمة مجموعة العشرين التي ستعقد العاصمة الأرجنتينية بوينس أيرس يومي الجمعة والسبت المقبلين التي يشارك فيها كل من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهما أكبر دولتين تصدران النفط، في اجتماعات المجموعة.
ووفقاً للوكالة، ليس من الواضح ما إذا كانت السعودية تخطط للإبقاء على زيادة الإنتاج، أو ما إذا كانت تكمل الإمدادات من المخزون.
ومن المتوقع أن تلتقي دول منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) وحلفاؤها في فيينا في السادس من ديسمبر (كانون الأول) لبحث استراتيجيتها للإنتاج لعام 2019 .
وكانت الرياض أشارت بالفعل إلى أنها تدعم تخفيضا كبيرا في الإنتاج وأنها ستخفض، كخطوة أولى، الإنتاج بـ500 ألف برميل في اليوم في ديسمبر (كانون الأول) مقابل نوفمبر (تشرين الثاني).
وقال "أمريتا شين" خبير أسواق النفط في مؤسسة "إنيرجي أسبكتس ليمتد" بلندن "في الماضي كانت قمم مجموعة العشرين توفر فرصة لإجراء مفاوضات غير رسمية بشأن اتفاقيات إنتاج النفط والتي تصدق عليها دول أوبك والدول النفطية الأخرى من خارجها فيما بعد".
تجدر الإشارة إلى أن أوبك تتعرض لضغوط من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للإبقاء على انخفاض أسعار النفط. وكان سعر خام برنت، القياسي العالمي، تراجع بأكثر من 30% على مدار الشهرين الماضيين، إلى 41ر58 دولار للبرميل الأسبوع الماضي، مقابل 74ر86 دولاراً للبرميل مطلع أكتوبر (تشرين الأول)، والذي كان أعلى سعر خلال أربع سنوات.
ولم يتضح حتى الآن ما إذا كانت السعودية ستبقي على إنتاجها المرتفع، في الوقت الذي رفض فيه مسؤول نفطي سعودي التعليق على هذه التقارير . ويعني ارتفاع الإنتاج السعودي خلال الشهر الحالي أن السعودية حددت خط أساس مرتفع لأي خفض مستقبلي للإنتاج.
وكانت السعودية قد أعلنت في وقت سابق تأييدها لخفض الإنتاج النفطي لدعم الأسعار حيث تعهدت بتقليل صادراتها بمقدار 500 ألف برميل يوميا خلال ديسمبر (كانون الأول) المقبل، مقارنة بصادراتها خلال الشهر الحالي.
أرسل تعليقك