على مدار التاريخ أسعار النفط ترتفع بشكل قوى عندما تتزايد حدة التوترات في الشرق الأوسط، لكن المحللين يقولون إن مخاطر تباطؤ الاقتصاد العالمى بسبب الحروب التجارية ستعمل كقوة موازنة على النفط العام.
يرى بعض المحللين أن أسعار النفط قد ترتفع في هذا الصيف بحوالي 10% أو أكثر مما يتيح فرصة استثمار جيدة وذلك إن لم يكن هناك حل للقضايا التجارية واستمرار تأزم الوضع في الشرق الأوسط، خاصة بعد الهجومين على البنية التحتية للنفط في الشرق الأوسط خلال هذا الأسبوع، هناك مخاطر من ارتفاع أسعار النفط التي قد تصل إلى 100 دولار للبرميل هذا الصيف.
يقول رئيس قسم السلع العالمية ومشتقاتها في بنك أوف أمريكا "فرانسيسكو بلانش" إذا تم التوصل إلى اتفاق بشأن الحرب التجارية ووجود اقتصاد أفضل مقترن بعقوبات على إيران فهذه وصفة جيدة لارتفاع أسعار النفط، وأضاف بلانش في ظل هذا السيناريو يمكن أن يؤدى ذلك إلى وصول خام برنت ل100 دولار للبرميل، ويرى بلانش أن الخطر الحقيقى يكمن في القراءة الخاطئة للرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" لإيران والفهم الخاطئ من إيران لترامب.
واستقرت أسعار النفط لخام تكساس في الأسبوع الماضى عند 62 دولار للبرميل، لتحقق الأسعار مكاسب بنحو 2.2% منذ بداية هذا الشهر حتى الآن، على الرغم من أن الولايات المتحدة أعلنت عن ارسالها لحاملة طائرات وقاذفات إلى منطقة الخليج بسبب تهديدات غير محددة والتي يقول المسؤولون الأمريكيون إنها للعمل ضد إيران.
وقد أمرت الولايات المتحدة يوم الأربعاء الماضى جميع موظفيها الدبلوماسيين غير الطارئين بمغادرة العراق، عقب هجومين منفصلين في المنطقة، حيث تمت مهاجمة ناقلتان سعوديتان من بين أربع سفن قبالة سواحل الأمارات العربية المتحدة، وبعدها بيومين تقريبًا قام المتمردين الحوثين في اليمن الذين تربطهم صلات بإيران بشن هجوم منفصل بطائرة دون طيار على خط أنابيب رئيسى في المملكة العربية السعودية، في حين أنه ليس من الواضح أن إيران متورطة إلا أن المحللين يتوقعون المزيد من هذه الحوادث.
يرى البعض أن التوترات زادت حدتها وبدأت سلسلة من الهجمات المزعومة على الناقلات النفطية وخطوط الأنابيب بعد أن سحب الولايات المتحدة الإعفاءات عن الثماني دول مع إيران.
في الواقع إن حالة الاستقرار التي أصابت أسواق النفط ليست مفاجئة، حيث يرى المحللين إن هذا نتيجة الهزال الجيوسياسى وعدم اليقين بشأن الأوضاع التجارية التى دفعت إلى المراهنة على أسعار النفط في اتجاهين مختلفين: أحدهما يتراجع معدل الطلب أكثر على النفط الخام العالمى، والآخر حيث ستواجه الأسواق العالمية زيادة في المعروض، والنتيجة لذلك؟ أن كل منهما يلغى الآخر، مما يترك الأسعار عالقة إلى حد كبير في المنتصف.
أسعار النفط بين قوى العرض والطلب
لقد أثارت التوترات في منطقة الشرق الأوسط المخاوف من حدوث مواجهات في المنطقة، على الرغم من أن الهجمات التي طالت المنطقة الأسبوع الماضى لم تؤدى إلى تعطل الامدادات النفطية لكنها زادت من المخاوف من نقص المعروض الذى من المحتمل أن يتقلص بحوالي 1.5 مليون برميل يوميًا من أسواق النفط العالمية، يُذكر أن منطقة الخليج تضخ أكثر من ثلث نفط العالم وذلك وفقًا لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية، وبالتالي فإن الافتراض الطبيعى هو أن الأسعار سترتفع.
توجد مجموعة من أخرى من العوامل التي ستؤثر على المعروض منها مناقشة أوبك تمديد اتفاقيتها لخفض مستويات الإنتاج لدعم الأسعار، وفنزويلا التي لا تزال في حالة تباطؤ اقتصادى وتحت العقوبات، وفى ليبيا لا يزال الوضع غير مستقر في البلاد.
وفى الوقت نفسه، هناك عاملان يجب أن يخفضا أسعار النفط، الأول هو استمرار النفط الصخرى في الازدهار حيث من المتوقع أن تستمر الولايات المتحدة في رفع انتاجها خلال عام 2019، الثانى هو تصعيد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين الذى سيقلل من الطلب على النفط ومن شأنه سيخفض من أسعاره.
قد يهمك أيضًا
تهاوي في أسعار النفط واحدا بالمئة آخر جلسات العقد
شراكة "الاقتصاد الأسود" بين أردوغان و"داعش" للحصول على النفط
أرسل تعليقك