c "الاكتشافات الأدبية" تثري الحياة الثقافية في الشرق والغرب - مصر اليوم
توقيت القاهرة المحلي 14:32:19 آخر تحديث
  مصر اليوم -

"الاكتشافات الأدبية" تثري الحياة الثقافية في الشرق والغرب

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - الاكتشافات الأدبية تثري الحياة الثقافية في الشرق والغرب

جابرييل ماركيز
القاهرة - مصر اليوم

سواء في الشرق او الغرب تشكل "الاكتشافات الأدبية" حدثا مهما بقدر ماتثري الحياة الثقافية وتحرك الساكن وتثير الجدل واحيانا بعض المعارك الثقافية .
وفي الغرب اهتمت الصحافة الثقافية بكتاب جديد صدر بعنوان :" نيرودا المفقود" لفورست جاندر وهو أكاديمي في جامعة براون الأمريكية فيما يكشف الكتاب عن قصائد مجهولة لهذا الشاعر الذي وصفه الروائي النوبلي الكولومبي الراحل جابرييل ماركيز بأنه "احد اعظم شعراء العالم في القرن العشرين وفي كل اللغات".
وبابلو نيرودا ولد في الثاني عشر من يوليو عام 1904 بلدة "بارال" وسط شيلي وقضي في الثالث والعشرين من سبتمبر عام 1973 ، وفاز بجائزة نوبل في الآداب عام 1971 فيما تتوالى الكتب والكتابات عنه حتى راهن اللحظة ومن بينها كتاب "بابلو نيرودا:عشق الحياة" الذي صدر بالانجليزية للمؤلف آدم فينشتاين.
غير أن الكتاب الجديد الذي يحمل عنوان :" نيرودا المفقود" يدخل في باب الاكتشافات الأدبية بقدر مايكشف عن طرف من القصائد التي لم تنشر من قبل لبابلو نيرودا ويوضح فورست جاندر أن بعض هذه القصائد النيرودية المجهولة اكتشفت بين "دفاتر قديمة وبعضها كان مطويا بين ثنايا قوائم مأكولات".
ووصفت صحيفة "الجارديان" البريطانية كتاب "قصائد نيرودا المفقودة" بالحدث الأدبي الذي ينطوي على أهمية عالمية ،و لفتت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية الى ان القصائد الأولى في الكتاب ترجع الى عام 1956 فيما لاحظت انه يحوي الكثير من قصائد الحب.
والصدق شيمة صاحب "اهواك عندما تصمتين" و"الأرض فيك" و"صانع الفخار" و"الليل فوق الجزيرة" و"ايتها الجميلة" حيث انتمى نيرودا لهذا الطراز النادر من كبار الشعراء للانسان في كل مكان .
وعرف الكثير من عشاق الشعر في العالم مجموعة القصائد التي ابدعها بابلو نيرودا بعنوان :"عشرون قصيدة حب وأغنية بائسة" ليكون احد اشهر من كتبوا الشعر باللغة الأسبانية على مدى التاريخ الانساني.
ونيرودا صاحب "الحب" و"السؤال" و"الأرض" و"الغصن المسروق" و"لو تنسيني" و"انشودة العرس" ذاع صيته في البدء كصاحب احلى قصائد الغرام ثم تحول الى الشاعر المناضل الملتزم بالدفاع عن الكادحين في الأرض وذاعت شهرة قصيدته نيرودا "اشياء بسيطة" عن الدماء التي سالت اثناء الحرب الأهلية الأسبانية في ثلاثينيات القرن الماضي.
وسطور الكتاب الجديد تتوالى عن نيرودا الكريم والانساني والمتفجر بحب الحياة والبشر والعاشق لدفء اللمة وحضن الجماعة وبالقدر ذاته فهو أحد أصحاب "سؤال الفن المتمرد على كل امثلة او احكام مسبقة".
واذا كان هذا الكتاب الجديد عن نيرودا يثير اهتمام الصحافة الثقافية الغربية ، فان الصحافة الثقافية العربية بدورها مهتمة "بالاكتشافات الأدبية" وقد تحمل بعض الكتابات لصحفيين من اصحاب الذائقة الثقافية المميزة مثل الكاتب الصحفي اللبناني سمير عطا الله اكتشافات ادبية طريفة وهو ما حدث عندما روى وقائع تتعلق بالمنافسة التي اشتعلت بين دور النشر الأمريكية وغيرها للفوز بحقوق ترجمة واصدار مؤلفات نجيب محفوظ بعد فوزه بجائزة نوبل للآداب عام 1988 والدور الذي لعبته جاكلين كينيدي أرملة الرئيس الأمريكي الراحل جون كينيدي لحسم هذه المنافسة حول ابداعات كبير الروائيين العرب الذي قضى في الثلاثين من اغسطس عام 2006.
وقال هذا الكاتب الصحفي الكبير في جريدة "الشرق الأوسط" التي تصدر بالعربية من لندن ان مدير دار نشر "دبل داي" خطرت له خاطرة :"ان هذا الهرم لن تهتز مشاعره الا اذا اتصلت به جاكلين كينيدي التي كانت تعمل حينئذ في الدار..واستجاب الهرم لمطلب أشهر أرملة في العصر الحديث".
وفي الذكرى الحادية عشرة لرحيل الأديب النوبلي المصري قدم الكاتب الصحفي محمد سلماوي لجريدة الأهرام اول قصة نشرها نجيب محفوظ وكانت بعنوان :"السفينة البيضاء" ونشرت في مجلة المدرسة الثانوية التي كان محفوظ طالبا بها .
والقصة كما قال سلماوي الذي عرف بصلته الوثيقة مع كبير الروائيين العرب تؤكد ان نجيب محفوظ بدأ يكتب القصص قبل ان يتخرج في المدرسة الثانوية فيما اشار الى احتمال ان تكون "السفينة البيضاء" اول ماكتبت يده من القصص.
وعن "خلفيات هذا الكشف الأدبي المهم" قال محمد سلماوي :" من بين ما احتفظ به من اوراق اديبنا الأكبر نجيب محفوظ هذه القصة القصيرة التي تحمل عنوان : السفينة البيضاء وقد كتبها وهو في الثامنة عشرة من عمره ونشرت في مجلة مدرسة فؤاد الأول الثانوية عام 1929" واضاف :"مازلت اذكر حين حدثت الأستاذ نجيب عن تلك القصة قال لي انه لايذكرها وطلب مني ان اقرأها له فقرأتها عليه وهو يستمع في هدوء".
وتابع سلماوي قائلا :"وبعد أن انتهيت منها ابتسم ، وقال لي ان تلك كانت محاولاته الأولى في الكتابة الأدبية ، ورغم انه لم يتذكر القصة حتى بعد ان قرأتها له الا انه وصفها بتعبير مازلت اذكره ، حيث قال لي إن تلك كانت آلام المخاض ووصف لي المشقة التي كان يتكبدها في تلك السن المبكرة كي ينجز قصة واحدة كهذه رغم حجمها القصير وادركت ان تلك الجهود التي يحدثني عنها هي التي افرزت في النهاية الأديب العالمي الذي نعرفه اليوم".
والحقيقة ان مثل هذه الكتابات الأولى التي عادة لا يحرص الأدباء على الاحتفاظ بها او على اعادة نشرها بل ان بعضهم قد يمزقها-كما يقول محمد سلماوي-انما تكتسب أهمية تاريخية بالغة تفيد الباحث والدارس لانتاج الأديب ولمصادر موهبته وكيفية تطورها عبر السنين.
وفي امسية أدبية شهدتها القاهرة مؤخرا لاعلان جوائز مسابقة تحمل اسم الشاعر الراحل محمد عفيفي مطر شعر بعض الحضور بالدهشة عندما قرأ الشاعر محمد عيد ابراهيم قصيدة بالعامية لمحمد عفيفي مطر بعنوان :" ام العيون القزاز".
ومبعث الدهشة أن اغلب قراء شعر الراحل محمد عفيفي مطر الذي قضى في الثامن والعشرين من يونيو عام 2010 لايعرفون ان له قصائد بالعامية وهو الذي كان من اقطاب الفصحى فيما بادرت جريدة الأهرام بالاعلان عن "اكتشاف" أربع قصائد عامية لهذا الشاعر المصري الكبير.
ومن الواضح أن الأمر فيما يتعلق "بالاكتشافات الأدبية" يختلف الى حد كبير عما قد تنطوي عليه بعض كتب السير الذاتية والمذكرات لبعض الساسة من كشف لوقائع كانت مجهولة ومايثيره ذلك من جدل خاصة على الصعيد السياسي "فالأكتشافات الأدبية تختلف عن القضايا السياسية وان حدث نوع من التداخل في بعض الأحيان".
وكان الكاتب الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل الذي حلت في الثالث والعشرين من شهر سبتمبر الحالي الذكرى الأولى ليوم ميلاده بعد رحيله في السابع عشر من شهر فبراير 2016 قد كشف النقاب في حديث متلفز عن احتفاظه بقصة ادبية كتبها الرئيس الراحل انور السادات في سنوات شبابه المبكر واكد ان السادات حاول استعادة هذه القصة لكنه اصر على الاحتفاظ بها ضمن اوراقه ووثائقه.
وواقع الحال ان الرئيس الراحل انور السادات كان من الساسة أصحاب الذائقة الأدبية وتضمنت "تركته الأدبية" قصتين قصيرتين حيث نشرت مجلة المصور في عام 1954 قصة قصيرة له بعنوان :"ليلة خسرها الشيطان" تدور وقائعها في الريف وقبل ذلك كانت "مجلة الفن" قد نشرت له في عام 1948 قصة قصيرة بعنوان "صوت الضمير".
واذا كانت القضايا السياسية محكومة بالجدل بين المعلقين والمحللين السياسيين فالاكتشافات الأدبية محكومة بدراسات وآراء النقاد وان كانت لاتخلو بدورها من "اشتباكات ادبية ساحنة" مثلما حدث مؤخرا بشأن الاعلان عن اكتشاف رواية جديدة لعميد الأدب العربي طه حسين بعنوان "خطبة الشيخ".
فقد استنكر الناقد الكبير ووزير الثقافة الأسبق الدكتور جابر عصفور ما ذهب اليه الكاتب الصحفي المتخصص في الشأن الثقافي سيد محمود الى ان هذه الرواية قد تكون قد كتبت قبل رواية "زينب" للدكتور محمد حسين هيكل التي نشرت في عام 1914 واستقرت اراء النقاد على انها "اول رواية عربية في العصر الحديث" فيما وصف اكتشاف تلك الرواية المجهولة لطه حسين "بالحدث البارز عربيا وثقافيا" .
ورأى عصفور ان سيد محمود استند لمعلومات خاطئة وان ماذكره "لايدخل في ابواب الاكتشافات الأدبية" معيدا للأذهان ان الأكاديمي ومدير المركز القومي للترجمة الدكتور انور مغيث كان قد اشار في مقالة نشرت عام 2006 الى ثلاث روايات نشرت في صحيفة قديمة تحمل اسم "السفور" ومن بينها رواية "خطبة الشيخ" المنشورة في عام 1916.
وكان الدكتور محمود الضبع الرئيس السابق للهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية قد اعلن بدوره اثناء رئاسته لهذه الهيئة عن "اكتشاف رواية مجهولة للدكتور طه حسين بعنوان "خطبة الشيخ" اثناء اعادة تجميع اعداد من جريدة السفور" غير انه ترك هذا المنصب بعد ايام قليلة من هذا الاعلان فيما كان الدكتور جابر عصفور قد تولى الاشراف على دار الكتب والوثائق القومية في عام 1998.
ويبدو ان هذه" المعركة الثقافية" حسمت بعد ان اصدرت الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية في شهر سبتمبر الذي يوشك على الرحيل رواية "خطبة الشيخ" لعميد الأدب العربي الدكتور طه حسين بمقدمة للناقد الدكتور جابر عصفور وتصدير لوزير الثقافة حلمي النمنم.
وفيما تجنب التعرض بصورة مباشرة في تقديمه للرواية لخلافه مع الكاتب سيد محمود بشأن "اكتشاف رواية خطبة الشيخ" او انها كانت "مجهولة" وصف الدكتور جابر عصفور هذه الرواية "بالملتبسة" موضحا انه "يمكن ان نقرأها على انها مكتملة ومكتفية بذاتها لتحقيق اهداف طه حسين من وراء كتابتها ويمكن ان نقرأها على انها رواية غير مكتملة ومانشر منها هو مقدمة لما يتوقع ان تنتهي به الأحداث في الرواية".
وفي كل الأحوال "ينبغي ان نفرح بهذه المحاولة الروائية الأولى لطه حسين" كما نوه الدكتور جابر عصفور مضيفا :"وهي محاولة ظلت مجهولة الى ان تحقق حلمنا في اعادة نشر جريدة السفور وهي الجريدة التي تحمل من الكنوز المجهولة في ادبنا الحديث الكثير الذي يدفعنا الى اعادة النظر في هذا التاريخ كي يكون لدينا تصور اكثر دقة عن احداثه وابداعاته واعلامه الذين لايزالون مجهولين".
ولاريب ان المثقفين يترقبون دوما جديد الأكتشافات الأدبية كبريق يضييء الطريق ويعيد بناء الحقائق ويمنح للواقع نكهة جديدة..اكتشافات تجلو حقائق وتضيف سطورا جديدة لرحلة الانسان في الزمان والمكان ورهانات الابداع وجذور الذاكرة !.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاكتشافات الأدبية تثري الحياة الثقافية في الشرق والغرب الاكتشافات الأدبية تثري الحياة الثقافية في الشرق والغرب



إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 03:27 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يطالب بإنهاء الصراع الإسرائيلي اللبناني
  مصر اليوم - ترامب يطالب بإنهاء الصراع الإسرائيلي اللبناني

GMT 12:45 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

ميس حمدان تتحدث عن تطور السينما السعودية
  مصر اليوم - ميس حمدان تتحدث عن تطور السينما السعودية

GMT 12:57 2023 الأربعاء ,12 تموز / يوليو

لكى تعرفَ الزهورَ كُن زهرةً

GMT 10:39 2021 الأحد ,09 أيار / مايو

إطلالات شرقية لرمضان من وحي فاطمة المؤمن

GMT 17:26 2021 الثلاثاء ,09 شباط / فبراير

بايرن ميونخ يصف محمد صلاح بأنه "ميسي أفريقيا"

GMT 12:11 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

ميلان يعلن إعارة كولومبو لـ كريمونيزي الأمريكى كولومبو

GMT 03:17 2020 السبت ,12 كانون الأول / ديسمبر

فيديو تفاعلي يتكيف مع حركة الجسم أثناء التمارين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon