شدد الرئيس عبدالفتاح السيسي، في كل كلماته للشعب المصري والعالم، وفي مؤتمرات الشباب على ضرورة الاهتمام بالثقافة ودور تجديد الخطاب الثقافي في مواجهة التطرف والإرهاب.
وفي كل مرة عُقدت الاجتماعات من القائمين على الثقافة لوضع الخطط، وكثرت الخطط وبدأ التنفيذ بشكل ما، ولكن لم يستشعر المجتمع المصري صدى هذه الثقافة التي من شأنها بناء دروع معرفية وثقافية مستنيرة تحمي عقول وأفكار أجيال مرت بمراحل صعبة.
وللوقوف على حال الثقافة في مصر ودورها لمواجهة حرب الوعي التقت «بوابة أخبار اليوم» مع د. فينوس فؤاد وكيل وزارة الثقافة لتتحدث عن دور الثقافة بكل قطاعاتها .
اقرأ أيضًا:
فرقة "فرسان الشرق للتراث" تروي قصة نشأة الحضارة المصرية
في بداية حديثها.. قالت د. فينوس فؤاد، إن الفوضى أولى علامات عدم الانضباط وافتقاد المجتمع لآليات التفكير المنظم، وكذلك افتقاده لمصدر معلومات واضح وموثوق به مما يجعله في حالة من التخبط وعدم الاتزان، وأعتقد أن ذلك نتيجة لعدة أسباب أولها أننا نعيش عصر السماوات المفتوحة وتعدد الرأي والرؤى ووجود بيئة خصبة لنمو الشائعات وانتشارها بصورة مذهلة، وغياب دور التوجيه والتوعية من الداخل، وغياب التشبيك بين مؤسسات الدولة والتوعية بانجازاتها على كافة الأصعدة، وغياب تام لدور الإعلام المعتدل.
وأضافت في حديثها لـ«بوابة أخبار اليوم»، لذا وجب الالتفات إلى ضرورة وضع سياسة ثقافية مرنة قادرة على استيعاب المتغيرات المتلاحقة، وكذلك اتساع دائرة قبول الآراء المختلفة ومناقشتها وتحليلها، والعمل على تواجد ثقافة حقيقية تعتمد على معايشة ما يدور في ذهن الشباب، وهو ما أشار إليه الرئيس عبد الفتاح السيسي في الكثير من لقاءاته، وذلك لوأد الشائعات وخلق حالة من الوعي لدى فئات المجتمع المختلفة وبالأخص الشباب .
وأوضحت «فؤاد» أن المحور الأساسي للمرحلة الحالية هو الاهتمام بالثقافة، والثقافة هنا لا تعنى معارض الكتاب أو العروض الراقصة والاستعراضية بل تعنى المفهوم الشامل للثقافة، وهو كم المعلومات والمعارف التي تعلق بذهن الإنسان وتحدد سلوكه في مراحل عمره المختلفة كما تعنى إلمام المواطن بمعلومات عن ما يحيط به في نطاق حياته اليومية فلا فائدة من انجازات متلاحقة سريعة دون وعى حقيقي بها وبأهميتها.
وأشارت إلى أنه لا أحد يستطيع إنكار حجم الإنجازات الهائلة التي تمت في إطار المشروعات القومية والبنية التحتية في مصر، ولكن أرى أن نعود إلى خطاب تولى الرئيس السيسي لولايته الجديدة أمام مجلس النواب في يونيو الماضي، والذي وعد فيه بالاهتمام ببناء الإنسان المصري، ووضع على قمة الأولويات الثقافة ثم الصحة ثم التعليم .
وأكدت «فؤاد» أن المجتمع قد لمس بالفعل التطور الهائل والطفرة في مجال الصحة، وشاهدنا خططًا وتحركات مقبولة جدا لتطوير التعليم، ولكن حتى الآن لم نشاهد أي رؤية أو خطة واضحة لتطوير الثقافة؛ وهنا سأستعير كلمة من لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي، في مؤتمر الشباب الأخير وما قبله، حين أشار إلى غياب وانعدام التجديد في الخطاب الثقافي والديني وأكد أنه كما هو منذ 70 عامًا .
وأضافت وفى اللقاء الأسبق للرئيس السيسي مع الشباب، واجه الرئيس سؤالًا في فقرة «اسأل الرئيس» حول انعدام دور المؤسسات الثقافية وانعزالها عن المجتمع وانحسار دورها في أنشطة قديمة مكررة منذ عقود طويلة، واهتمامها بالعناوين الخاصة بالأنشطة وليس بالمحتوى المقدم، وهيمنة ثلة قليلة على مقاليد الثقافة في مصر مما أضر بالحراك الثقافي فأصبحنا نسمع ضجيج صوت الطحن ولا نرى طحين .
وطالبت وكيل وزارة الثقافة، في ختام حديثها بإعادة النظر في آليات التناول للقضايا والموضوعات الهامة ومواكبة تطور عقلية المواطن المصري دون تلقين أو خطب رنانة وأن نفتح الباب أمام تداول الرأي والاستماع إلى الشباب، لأننا في معركة «وعي» حقيقية وعلينا الاهتمام بالشباب لأنهم يمثلون المستقبل من خلال خطط واضحة وآليات محددة لتنفيذها في مدى زمني محدد .
قد يهمك أيضًا:
وزيرة الثقافة تكرم عددًا من المؤلفات في "ملتقى الكاتبات" في الأعلى للثقافة
أرسل تعليقك